المحلات تستعين بـ«عبوات المياه» و«اللبان» لإتمام «النصف المكمل» في بيع المشروبات الغازية

بائعون لـ «الشرق الأوسط» : استخدام هذه الطريقة الحل الوحيد لرفع الحرج عن الزبائن

TT

لجأت بعض المحلات والمطاعم في السعودية إلى استخدام طريقة جديدة لإتمام نصف الريال المتمم الريالين في بيع المشروبات الغازية، وذلك بعد ارتفاع أسعارها في الأسواق التجارية.

وباتت المحلات والمطاعم، كما اطلعت عليه «الشرق الأوسط» في أكثر من موقع، تستخدم المياه الصحية، التي تباع بنصف ريال، وسيلة لإكمال الريالين، بعدما زاد سعر عبوة البيبسي 50 في المائة في الشهر الماضي، ليصبح سعره 1.5 ريال. ووفقا للباعة، فإن هذه الزيادة شكلت قلقا وضغطا على الأسر، خصوصا أن المشروبات الغازية تعتبر الأكثر طلبا في أسواق المملكة كافة، وتتفوق الطلبات عليها بدرجات على منتجات الحليب.

وأوضح عبد المنعم عبد الله، أحد البائعين بالجملة، أن سعر صندوق البيبسي كان من المصنع للموزعين بما يقارب 20 ريالا، وللمستهلكين بـ24 ريالا، لكنه سيباع مع الارتفاعات الجديدة بأسعار تتفاوت بين 30 و31 ريالا، ليصل الصندوق إلى المستهلك بسعر 36 ريالا أو 1.5 ريال للعلبة الواحدة. وأضاف: ما كان من أصحاب المطاعم إلا أن يستخدموا هذا الحل المناسب لدفع الحرج عن العملاء خلال التعامل معهم في بيعهم المشروبات الغازية.

ولقد عرف في السنوات الماضية أن سكان السعودية قليلا ما يستخدمون العملة الحديدية بأجزائها «الهلل»، حتى بات شبه منسي، نتيجة عدم توجه التجار إلى التعامل بالعملة الحديدية، واعتماد جبر الهامش الهللي الفارق بأقرب سعر مكمل.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أكد أحمد مصطفى محمد، أحد العاملين في مطعم للوجبات السريعة، أن بيع المشروبات الغازية بعد ارتفاع أسعارها بات أمرا لافتا للنظر من قبل العملاء، مما جعلهم يفكرون في استخدام الطريقة المناسبة في بيعها، حتى لا يكون هناك ضرر للعملاء، مشيرا إلى أنهم اعتمدوا في محلهم شراء المياه المعبأة في عبوات صغيرة الحجم.

وأضاف أن المطاعم ليست مثل محلات المواد الغذائية، التي من السهل عليها التعامل في مثل هذا الوضع، الذي أصبح شائعا عند المطاعم بشكل عام.

ويضيف أسبق حسين، العامل في أحد محلات المواد الغذائية، لـ«الشرق الأوسط» أنه حينما ارتفعت أسعار المشروبات الغازية، فإن ذلك دفعه إلى إجراء عملية مقارنة مع بيع بعض أنواع الدخان «التبغ»، حيث كان سابقا يباع بـ5.5 ريال، وكان تكملة النصف بالمستكة «اللبان»، أو بالمياه الصحية، وكان ذلك معتادا عليه في أكثر المحلات.

وفي وقت سابق، كانت شركة «بيبسي» قد بررت في بيان لها رفع سعر علبة البيبسي، وقالت إنها ظلت محافظة على سعر علبة البيبسي، التي تباع للمستهلكين في المملكة بسعر ريال واحد، على الرغم من الصعوبات التي تواجهها؛ من ارتفاع أسعار المواد الخام، وتكلفة تشغيل العمالة، وأنها لا تجد طريقا آخر لاحتواء تكلفة الإنتاج سوى رفع السعر. لذا، أقدمت الشركة على الخطوة، التي اعتبرت مفاجئة لجمهور مستهلكي المشروب الشهير، مضيفة في معرض دفاعها عن خطوتها في رفع الأسعار، أن سعر علبة مشروب البيبسي في السعودية من أقل الأسعار في العالم، وأكثر من ذلك أن سعر علبة البيبسي ظل أكثر انخفاضا من مثيلاتها في كل من: مصر، وباكستان، وتايلاند، والفلبين، والمكسيك، والبرازيل، إضافة إلى أميركا وأوروبا. وكانت الشركة قد أشارت في بيان سابق أنها لو رفعت أسعارها بصورة متدرجة منسجمة مع معدل التضخم الرسمي في منطقة الخليج، لكان سعر علبة البيبسي الآن قد بلغ مستوى قياسيا.

وأوضحت أنه خلال الأعوام العشرين الماضية فقط، كانت أسعار السلع الاستهلاكية اليومية كالأرز والسكر قد شهدت ارتفاعا بنسبة 300 في المائة، مفيدة أنه من خلال تعديل الأسعار الحديث ستكون قيمة العبوة قد زادت بمعدل يقل عن 1.5 في المائة في السنة خلال السنوات الثلاثين الماضية.