العثور على جثة جديدة يرفع ضحايا كارثة جدة إلى 123 قتيلا

بعد العثور عليها بعمق 4 أمتار في بحيرة الصواعد

لم يتوقف الامل لحظة في العثور على مفقودين اثر احداث السيول التي ضربت جدة («الشرق الاوسط»)
TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في إدارة الدفاع المدني بجدة يوم أمس عن ارتفاع حصيلة ضحايا سيول جدة إلى 123 قتيلا حتى يوم أمس، وذلك بعد العثور على إحدى الجثث في بحيرة الصواعد الواقعة في شارع جاك بمنطقة قويزة، إلى جانب 37 مفقودا.

وفي الميدان، أوضح لـ«الشرق الأوسط» العقيد محمد الشعباني المشرف على وحدات الغوص والإنقاذ المائي إن فرق الإنقاذ عثرت على جثة لرجل بعمق أربعة أمتار ونصف في بحيرة الصواعد التي يبلغ أقصى عمق لها ستة أمتار.

وأشار إلى أنه سيتم نقل الجثة للمختبر من أجل إجراء التحاليل اللازمة وحفظها لحين مطابقتها مع الفحوصات الموجودة مسبقا لدى الأدلة الجنائية المتعلقة بذوي المفقودين.

في السياق ذاته، أكدت لـ«الشرق الأوسط» إدارة الدفاع المدني بجدة بدء عودة الأسر المتضررة إلى منازلها في الأحياء المنكوبة منذ الأسبوع الماضي، وذلك عقب جولة ميدانية كاملة شملت حي كيلو 11 وحتى الحرازات والصواعد في أقصى شرق المدينة.

وأوضح العميد عبد الله الجدّاوي مدير الدفاع المدني في جدة أنه تم الخروج في جولة الأسبوع الماضي بمشاركة 16 جهة حكومية لمسح المناطق وتقييم الأوضاع فيها، التي أعطت مؤشرات مبشرة من ناحية البنية التحتية للمنطقة وما يتعلق بها من الشوارع والنظافة وتمديدات الكهرباء.

وقال الجدّاوي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «من المفترض أن تعود الحركة في الدوائر الحكومية الموجودة في تلك المناطق بمجرد عودة الأهالي لها، إلى جانب مباشرة المدارس، لا سيما أن جميع المؤشرات تؤكد على عدم وجود أي خطر يستدعي إبقائها خالية»، مؤكدا - على حد قوله - أن الأوضاع مستقرة.

يأتي ذلك في وقت شهد فيه تمديد الدفاع المدني للمرحلة الثانية من إيواء المتضررين مدة أسبوعين من الآن حتى الانتهاء من الكشف فنيا على المنازل في الأحياء المتضررة، إلى جانب تجديد إسكان ملاّك البيوت المتضررة بالكامل، وذلك بحسب ما صرح به لـ«الشرق الأوسط» العميد محمد القرني مدير المركز الإعلامي لمواجهة حالات الطوارئ بجدة في وقت سابق. إلى ذلك، أكدت تقارير ميدانية حديثة صادرة عن جمعية البر بجدة على استقبال اللجان الطبية التطوعية التابعة لها لـ20 إلى 80 حالة يوميا من المتضررين على خلفية إصابتهم بأمراض مختلفة تتمثل في الجفاف والتهابات العيون والجهاز التنفسي والربو والنزلات المعوية والطفح الجلدي، إضافة إلى تفاقم الأوضاع الصحية لمرضى الضغط والسكري.

وأشار الدكتور مروان باكرمان مدير اللجنة الصحية بجمعية البر واستشاري طب الأسرة والمجتمع إلى أن الجمعية ما زالت تقدم خدماتها الميدانية للمتضررين من السيول بالتعاون مع كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، لافتا إلى أنه تم تكوين أربع فرق ميدانية لمسح الحالات الصحية في أماكن وجودها بالشقق المفروشة.

وقال في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إن أغلب الحالات تتركز في أحياء بترومين وغليل وكيلو 14، إذ يصل عدد الحالات التي تستقبلها اللجنة الصحية يوميا إلى 80 حالة»، مبينا أنه تم تقسيم الفرق لعمل مسح ميداني في منطقة شارع فلسطين وأخرى بحي السلامة شمال جدة، إضافة إلى فرقة ثالثة. وأضاف: «يتمثل تقديم الخدمات في عدد من العيادات الثابتة بالتعاون مع هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ومستوصفات (سابا) وبالغصون في كل من حي بترومين وغليل وكيلو 14»، موضحا في الوقت نفسه أن الشؤون الصحية في جدة تمد تلك العيادات بالأدوية منذ بداية عملها.

من جهته، وصف الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية في جدة الأرقام التي ذكرتها الجمعية بـ«القديمة»، لا سيما أنها تخص الوضع قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع من الآن - على حد قوله - وذلك خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط».

وأكد على أن معظم العيادات في المواقع الخارجية تستقبل ما بين 8 إلى 10 حالات بسيطة، مشيرا إلى أن اللجنة الصحية في جمعية البر وغيرها من الجمعيات، تعمل تحت إشراف الشؤون الصحية.

وهنا علق مدير الدفاع المدني في جدة قائلا إن «الأوضاع الصحية للأسر التي تم إيواؤها ليست من اختصاص الدفاع المدني، غير أننا لم نتلق أي بلاغ يفيد بانتشار وباء أو مرض بين تلك الأسر». ولكنه استدرك بالقول: «بمجرد عودة الأهالي إلى منازلهم، فإن ذلك يدل على استقرار الوضع الصحي، إلا أنه لا بد من التركيز على الجانب النفسي وتأثيره على المتضررين كونهم خرجوا من بيوتهم أو فقدوا أقارب لهم في السيول»، مؤكدا على وجود جهات أخرى غير تابعة للدفاع المدني تعمل على هذا الجانب والمتضمنة الطب النفسي.

في إطار الأعمال اليومية للدفاع المدني، يواصل 74 ضابطا و424 فردا عملية البحث عن المفقودين باستخدام 109 معدات وآليات إذ لازال عدد الوفيات يقف عند 123.

وذكر العميد محمد القرني أن عملية سحب المياه من بحيرة الحرازات ما زالت مستمرة بواسطة آليات ومعدات الدفاع المدني، مشيرا إلى أنه تم إرسال 17 صهريجا لإكمال شفط المياه.

وأضاف: «بلغ عدد المساكن التي تم الوقوف عليها من قبل 20 لجنة فنية خلال المرحلة الثالثة نحو 889 مسكنا، من بينها 656 صالحة للسكن و233 متضررة بالكامل»، مبينا أن عدد الأسر التي تم إيواؤها خلال المرحلة الثانية وصل إلى 4.7 ألف أسرة.

وأكد على استمرار مشاركة كل من الحرس الوطني في القطاع الغربي ومجموعة الدفاع الجوي الثانية بضابطين و50 فردا لكل من الجهتين بهدف مساندة الدفاع المدني في عمليات البحث والتمشيط.

في سياق متصل، أعلن لـ«الشرق الأوسط» المجلس البلدي عن انتهائه من دراسة أجوبة المهندس عادل فقيه أمين جدة وعرضها على أعضاء المجلس، وذلك بحسب ما ذكره حسين باعقيل رئيس المجلس البلدي في جدة.

وأشار إلى أنه تم تكوين لجنة لمعرفة ما يمكن عرضه من أجوبة أمين جدة على المجلس البلدي مستقبلا والاستفادة منه، لافتا في الوقت نفسه إلى أن المجلس بصدد إنشاء دراسات تتعلق بالمخططات وتصريحات البناء وغيرها من الأمور التي تخص مدينة جدة.

وفي ما يتعلق بالأعمال الخيرية التطوعية، تنظم جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بمنطقة مكة المكرمة يوم غد الثلاثاء الملتقى الصحي الخامس تحت عنوان «الوقف وأثره في العمل الخيري».

وأوضح فهد الزهراني مساعد مدير عام الجمعية أن الملتقى سيتضمن مناقشة كثير من المحاور العلمية والعملية لتنظيم العمل الخيري، إلى جانب أنه سيضم عددا من المسؤولين في القطاعات الحكومية والخاصة والمهتمين بهذا الجانب في محافظة جدة.