كسوف حلقي نادر للشمس نهاية الأسبوع.. يشاهد جزئيا في السعودية

رئيس الجمعية الفلكية في جدة لـ «الشرق الأوسط» : لن تتكرر الظاهرة إلا بعد 1000 عام

TT

أعلنت الجمعية الفلكية في جدة، أمس، عن أول كسوف للشمس هذا العام، في يوم الجمعة 15 يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال المهندس ماجد أبو زهرة، رئيس الجمعية الفلكية في جدة: إن الكسوف في شكله العام سيكون حلقيا، وسيتمكن معظم سكان قارة أفريقيا وآسيا وإندونيسيا من مشاهدته «جزئيا»، إضافة إلى السعودية، ومساحات واسعة من العالم العربي.

وبين المهندس أبو زهرة أن «القمر يكون في العقدة الصاعدة غرب كوكبة برج القوس»، موضحا أن الكسوف سيبدأ في تمام الساعة 08:14 صباحا بتوقيت مكة المكرمة، في معظم غرب قارة أفريقيا الوسطى.

وأضاف: «بسبب أنه سيعبر من خلال نقطة الأوج بعد يومين، تحديدا في 17 يناير، في تمام الساعة 04:41 مساء، سيكون القمر على مسافة كبيرة من الأرض، لذا سيحدث مسارا عريضا للكسوف الحلقي، وسيتحرك الكسوف باتجاه الشرق، إذ يقطع أوغندا وكينيا والأجزاء الجنوبية من الصومال، وسوف يدوم الكسوف الحلقي من 7 إلى 9 دقائق».

واستطرد قائلا: «عقب مرور ساعتين، سوف يقطع الكسوف المحيط الهندي، ورحلته البطيئة ستتحول من الجزء الجنوبي الشرقي إلى الشمال الشرقي بحكم حركة القمر إلى الأرض، فيما تتمثل لحظة الذروة للكسوف الحلقي في تمام الساعة 10:06:33 صباحا بتوقيت مكة المكرمة. وفي هذه اللحظة، سيدوم الكسوف الحلقي 11.8 دقيقة، ويكون عرض المسار 333 كيلومترا، والشمس على ارتفاع 66 درجة فوق الأفق المسطح للمحيط الهندي.

وقال رئيس الجمعية في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا الكسوف الحلقي يعتبر الأطول، ولن يتكرر بمثل هذا الطول في مدة بقائه، إلا بعد أكثر من 1000 سنة، وتحديدا في 23 ديسمبر (كانون الأول) 3043؛ لأن الكسوف الحلقي ظاهرة نادرة أصلا، وتعد أكثر ندرة من الكسوف الكلي للشمس.

وقال البيان الصادر عن الجمعية الفلكية في جدة: «ستتفاوت نسبة الجزء المحتجب من قرص الشمس في سماء السعودية، إذ سيحتجب بنسبة 21 في المائة في المنطقة الوسطى، و29.9 في المائة في المنطقة الغربية، وتقل النسبة كلما صعدت إلى الشمال»، معللا: «لابتعاد المناطق الشمالية عن مسار الكسوف، بعكس المنطقة الجنوبية التي ترتفع النسبة فيها نظرا لقرب تلك المناطق من مسار الكسوف».

وبالعودة إلى المهندس ماجد أبو زهرة، نجده يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن منطقة نجران، الواقعة في أقصى جنوب السعودية، ستشهد احتجابا للشمس لحظة الكسوف بنسبة 36 في المائة».

ويضيف: «ستستمر رحلة الكسوف لمدة ثلاث ساعات، وسيقطع نحو 12.9 ألف كيلومتر، مغطيا 0.87 في المائة من سطح الأرض من لحظة البداية حتى النهاية».

إلى ذلك، حذرت الجمعية الفلكية في جدة من النظر المباشر، بالعين المجردة أو التلسكوب أو «المنظار»، إلى قرص الشمس، سواء في وقت الكسوف أو الوقت العادي. وفندت الجمعية في بيانها الخاص بالكسوف: «إن الأجهزة المكبرة، تعمل على تجميع الضوء، مما يسبب احتراقا لشبكية العين، ويجب أخذ الحيطة والحذر، وعلى الراغبين في رصد الشمس المكسوفة أن يتبعوا وسائل الرصد الصحيح.

وأوضح رئيس الجمعية أن الوسائل الصحيحة لرصد الكسوف تتجسد في طريقتين، قائلا: «إن الطريقة الأولى هي إسقاط صورة الشمس على ورقة بيضاء من دون النظر المباشر، عن طريق إحضار المنظار وتوجيهه نحو الشمس من دون النظر إليها، وتسقط صورة الشمس لحظة الكسوف».

وأكمل: «أما الطريقة الثانية لرصد الكسوف، فتتمثل في استخدام النظارات المتخصصة، على أن تكون من مصدر معلوم ومصدقة، وحاصلة على شهادة الآيزو للجودة، بسبب وجود نظارات غير مؤهلة للاستخدام، تؤدي إلى مخاطر للشبكية في العين».