في خطوة وُصفت بـ«المفاجئة»، ألغيت أكثر من محاضرة شرق السعودية كان مقررا عقدها هذا الأسبوع للداعية السعودي محمد العريفي، وهي محاضرات تم الإعلان عنها مسبقا بصورة مكثفة في مختلف وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، إلا أنها ألغيت جميعا وفي وقت واحد، دون إبداء أي أسباب، الأمر الذي فتح باب التساؤلات والنميمة لدى شريحة كبيرة من سكان المنطقة الشرقية.
إذ كان معلنا في وقت سابق عن إقامة محاضرة للشيخ محمد العريفي تنظمها إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد في الأحساء وبالتعاون مع مركز التنمية الأسرية، تحمل عنوان «بر الوالدين طريقك إلى الجنة»، وكان مقررا إقامتها أمس الأحد في جامع الفاروق بمحاسن أرامكو في مدينة الأحساء، على أن تكون الدعوة عامة للرجال والنســــــــــــاء.
إلا أن الدكتور خالد الحليبي، وهو مدير مركز التنمية الأسرية في الأحساء، أكد عبر رسالة هاتفية بعثها لـ«الشرق الأوسط» أمس، خبر إلغاء المحاضرة بكونه «صحيحا»، دون أن يوضح سبب الإلغاء الذي جاء قبل ساعات قليلة من موعد المحاضرة المرتقبة، رغم الإعلان المكثف عنها قبل فترة كافية من موعدها.
وألغيت أيضا محاضرة أخرى للشيخ العريفي، كان مقررا أن يقيمها الملتقى الدعوي في الأحساء في مساء نفس اليوم، حيث راسل جوال الملتقى مجموعة كبيرة من الأفراد لإفادتهم بخبر إلغاء محاضرة العريفي عبر الهواتف الجوالة، وتضمنت الرسالة التالي: «ملتقى الحبيب صلى الله عليه وسلم (بك نقتدي) الأحد 24/1، المغرب: فرقة مواهب وأفكار، العشاء: الدكتور عبد الوهاب الطريري، واعتذار عن محاضرة الشيخ العريفي لظروف خاصة».
في الوقت الذي أكدت فيه بعض وسائل الإعلام حتى أول من أمس مشاركة العريفي في الملتقى بمحاضرة بعنوان «لو رآك النبي لأحبك»، مع ختام فعاليات الملتقى الذي نظمه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعيه الجاليات بمدينة الأحساء، والذي ينهي فعالياته مساء اليوم الاثنين، في حين لم يوضح الملتقى إن كان الاعتذار جاء من الشيخ العريفي نفسه أم من الجهة المنظمة.
وفي محاضرة أخرى كان مقررا أن يلقيها العريفي تحت عنوان «أحلى هدف»، والتي أعلنت إدارة نادي الفتح الرياضي عن استضافتها، وكان مفترضا أن تقام مساء أمس في صالة الألعاب المغلقة بمقر النادي في الأحساء، بعد أن وجهت إدارة النادي الدعوة إلى عموم المهتمين لحضور المحاضرة التي تم الإعلان عنها قبل أسابيع، إلا أن شائعات كثيرة تناولت خبر إلغاء هذه المحاضرة أيضا، في حين لم تؤكد أو تنفِ إدارة النادي رسميا صحة هذه الأقاويل.
يأتي ذلك تزامنا مع حالة الجدل الدائر حول آراء أطلقها الشيخ محمد العريفي، ضمن خطبة الجمعة، قبل نحو أسبوع، وعنون لها بـ«قصة الحوثيين»، وقد أحدثت ردود فعل كبيرة على أصعد مختلفة، لصبغتها المذهبية، وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالعريفي للحصول على تعليقه حول هذه الأحداث، إلا أنه تعذر ذلك.
لكن معظم الجهات المنظمة لهذه المحاضرات التي تم الترتيب لها قبل أسابيع طويلة في المنطقة الشرقية تحفظت عن ذكر أي سبب لهذه الإلغاءات المتزامنة، وهو ما أرجعه بعض المنظمون إلى ما تم وصفه بـ«الظروف الخاصة».