في السعودية.. كسوف الشمس يفرض 6 ساعات من الروحانية

تبدأ بعد ساعة من الشروق حتى الفراغ من صلاة الجمعة

TT

بين وصف الرسول صلى الله عليه وسلم ليوم الجمعة بـ«خير يوم طلعت فيه الشمس» وبين تضرعه ومبادرته بالصلاة فورا حين كسفت الشمس، يقضي المسلمون اليوم، الجمعة، 6 ساعات متواصلة في أوقات روحانية، منتقلين من صلاة الكسوف في الثامنة صباحا، إلى صلاة الجمعة التي يفرغ منها الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت مكة المكرمة.

الدكتور عباس بن فهد رحيم إمام وخطيب جامع الشيخ عبد العزيز بن باز في محافظة ينبع شمال غرب السعودية قال لـ«الشرق الأوسط» إنه كان ينوي الحديث في خطبة الجمعة عن الصدق، إلا أنه أجل ذلك لجمعة أخرى، إذ سيتحدث في خطبته عن الكسوف الذي سيحل هذا اليوم، ويستمر لأكثر من 10 دقائق، وهو ما يعد وفق تعبير الشيخ رحيم، فقها للأولويات التي يتحتم على الخطيب التماشي معها.

وحول ظاهرة الكسوف شرعا، يرى الدكتور رحيم أنها إحدى علامات القدرة الإلهية، في وقت لا يوجد فيه أي تعارض بين العلم الشرعي والعلم الفلكي، كون الإنسان لم يتعلم هذا النوع من العلم إلا بقدرة الله.

وأضاف أن «العلماء لهم قولان في حكمها، الأول يرى أنها مستحبة، والثاني يرى أنها فرض كفاية، إذا قام به البعض سقطت عن الآخر». أما في حالة دخول وقت الصلاتين قال إمام وخطيب جامع الشيخ عبد العزيز بن باز «تؤدى صلاة الجمعة، ويستخدم فيها الإمام خصائص صلاة الكسوف، وبعض الفقهاء يقولون إنه إذا صادف الكسوف يوم الجمعة، فيستغل الفقيه خصائص الكسوف في إطالة القيام والقراءة والركوع والسجود، ويجعلها في صلاة الجمعة، وتكون هذه الصلاة جازية عن الاثنتين».

وأشار الدكتور رحيم إلى عدم وجود إلزام شرعي لمواصلة الصلاة، ويستحب في صلاة الجمعة التبكير بالخروج إلى الصلاة.

واستطرد «نذكر الناس في هذه الظواهر بهدي السنة النبوية، والذهاب إلى المساجد لتأدية الصلاة، وهي تنبيه للناس كي يراجعوا أعمالهم التي بينهم وبين الله عز وجل، وإعطاء الناس حقوقهم».

وصلاة الكسوف، كما بين شرف السفياني نائب رئيس جمعية الفلك في جدة، ركعتان بأربعة ركوعات يقرأ الإمام فيها الفاتحة ثم سورة طويلة، ثم يركع ركوعا طويلا ويرفع من الركوع ويقرأ الفاتحة وسورة بعدها أقل طولا من الأولى ثم يركع ركوعا أقل من الأول، ثم يسجد السجدتين، مع فعل ذلك في الركعة الثانية كما جاء في الركعة الأولى ثم يسلم.

وترصد الجمعية الفلكية في جدة اليوم، ظاهرة الكسوف التي لن تتكرر بمدتها 11 دقيقة و8 ثوان إلا بعد 1000 عام.

يأتي ذلك فيما وجهت الجمعية الفلكية الدعوة لجميع المهتمين برصد مثل هذه الظواهر، في حين ستبين طرق الرصد السليمة، وسيتم توزيع نظارات خاصة برصد هذه الظاهرة، ذات صفات واقية من أشعة الشمس التي يرى الأطباء أنها ضارة لو نظر الناس إلى الشمس بطريقة مباشرة دون ارتداء النظارات الخاصة.