68% من السعوديات يحجبن اسم العائلة في «فيس بوك».. اعتقادا بـ«حساسية» المعلومة

الصور «الشخصية» للذكور و«العائلية» للإناث.. وغالبيتهم يتواصلون بـ«الإنجليزية»

TT

هل تشارك في «فيس بوك» باسمك الحقيقي؟ ما زال هذا السؤال يؤرق شريحة كبيرة من السعوديات، على الرغم من أن مواقع الشبكات الاجتماعية على الإنترنت تعتمد بالدرجة الأولى على مصداقية المعلومات الشخصية، حيث أظهرت دراسة حديثة أن نحو 68% من الفتيات السعوديات يفضلن حجب اسم العائلة، معتقدات بـ«حساسية» هذه المعلومة، مقابل 32% فقط من اللاتي يشاركن بأسمائهن الكاملة، أما الأسماء المستعارة فتستخدمها نحو 16% منهن.

في حين ترتفع النسبة لدى الذكور لنحو 60% ممن يشاركون في «فيس بوك» بالاسم الكامل بما فيه اسم العائلة، مقابل 4% فقط منهم يشاركون بأسماء مستعارة، وذلك حسبما تفصح نتائج دراسة بعنوان «صورة الشباب السعودي في المواقع الاجتماعية»، أجرتها مجموعة طالبات من كلية علوم الحاسب بجامعة الملك سعود، وشملت 100 فرد من الذكور والإناث، نصفهم من طلبة جامعة الملك سعود، والنصف الآخر من طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية بمدارس الرياض.

وأوضحت عهود الشهيل، مشرفة الدراسة وأستاذة علم الاتصال في جامعة الملك سعود، أن أحدث إحصائية عن موقع «فيس بوك» تفيد بأن معدل نمو الاشتراكات بين فئة الشباب لكل دولة يقدر بنحو 9% سنويا، ووفقا لهذه الإحصائية، فإن الإناث المسجلات في موقع «فيس بوك» من السعودية يمثلن 1 - 5 من الذكور، حتى نهاية العام المنصرم 2009.

وأكدت الشهيل لـ«الشرق الأوسط»، أنها سعت لتسليط الضوء على آلية تعاطي شباب وفتيات السعودية مع الشبكات الاجتماعية، كرد فعل على الاهتمام الكبير الذي أصبحت تناله هذه المواقع وقضائهم أوقاتا طويلة فيها، في حين أشارت الدراسة إلى أنه في حال ما إذا كان هناك تقصير في عرض النتائج، فإن ذلك يرجع إلى الخصوصية في موقع «فيس بوك».

وتطرقت الدراسة للصورة التعريفية التي يضعها شباب وفتيات السعودية من مستخدمي «الفيس بوك»، فبالنسبة للجامعيين، تبين أن نحو 60% من الذكور يضعون الصور الشخصية الحقيقية، مقابل 5% فقط من الإناث، بينما 10% من الذكور يفضلون وضع صورة شخص مشهور، و10% من الإناث يضعن صور شخص من عائلتهن (الأب أو أحد أبناء الأقارب وخلافه)، أما وضع ما تم وصفه بـ«الصور غير اللائقة» فبلغ 8% لدى الإناث.

وبالنسبة لطلبة المتوسطة والثانوية، فقد تنوعت خياراتهم، حيث تبين أن نحو 30% من الذكور و60% من الإناث من دون صور شخصية، بينما 10% من الذكور و25% من الإناث يفضلن وضع صورة شخص مشهور، في حين تفضل 16% من الإناث وضع صورة شخص من العائلة.

وفيما يخص مشاركة الصور وعرضها للآخرين، فكتبت القائمات على الدراسة «من الصعب الحكم على شخصية الشاب السعودي من خلال الصور، فأغلب السعوديين والسعوديات لا يعرضون صورهم إلا لمن كوّنوا صداقات معهم، لكن تبين لنا أن نحو 40% من المشتركين والمشتركات بـ(الفيس بوك) يضعون صورهم ويعرضونها لأصدقائهم فقط لتلقي التعليقات عليها».

وعن طبيعة تعليقات وردود الجامعيين في «الفيس بوك»، أظهرت الدراسة أن نحو 10% من الذكور يضعون ردودا غير لائقة، والأغلبية المقدرة بنحو 80% يشاركون في مواضيع نقاشية أو ثقافية، ومن ناحية لغة الكتابة، فإن أكثر من 45% يكتبون بالإنجليزية، ونحو 40% يكتبون باللغة العربية، ونحو 12% يكتبون بالإنجليزية المعربة (العربية بأحرف إنجليزية).

أما بالنسبة لطلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية، فتبين أن نحو 70% من الذكور تختلف تعليقاتهم وردودهم بين الإيجابي والسلبي، بينما 15% منهم يضعون ردودا غير لائقة، ومن ناحية اللغة المستخدمة، فترتفع نسبة استخدام اللغة الإنجليزية إلى 54%، مقابل نحو 40% ممن يكتبون بالإنجليزية المعربة، والبقية تكتب باللغة العربية، وهي النسبة الأقل.

وحول اهتمامات الشباب والفتيات في «الفيس بوك»، أوضحت الدراسة أن طلاب الجامعة يكثر بينهم الاهتمام بالموضوعات الثقافية سواء كانوا ذكورا أو إناثا، ويركز الذكور على الرياضة والأغاني، بينما تركز الإناث على التسوق والموضة والأغاني والأفلام، حيث إن نسبة 70% من عينة الدراسة تم تصنيف اهتماماتهم بـ«العامة»، منهم 56% ينحصر اهتمامهم في التخصص الدراسي والهوايات.

في المقابل، فإن نسبة قليلة من طلبة المتوسطة والثانوية ممن يهتمون بالمواضيع الثقافية والتعليمية، حيث تبين أن معظمهم يهتمون بالموضوعات العامة، ونحو 60% يركزون في استخدام «الفيس بوك» على التعارف وتكوين الصداقات، في حين أن نحو 20% منهم تتوافق مشاركاتهم مع هواياتهم.

من جهته، يرى الدكتور سعود كاتب، الباحث والمتخصص في شؤون الإنترنت والإعلام الجديد، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن مواقع الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، جذبت الشباب وحررتهم من بعض القيود، مع إتاحة فرص التعبير عن الرأي والتواصل مع الآخرين، قائلا «الشبكات الاجتماعية ضيقت الفجوة بين المجتمعات الواقعية والمجتمعات المنشودة التي نبحث عنها ونحاول الوصول إليها».

ويعتقد كاتب أن توجه شريحة من شباب وفتيات السعودية للشبكات الاجتماعية يمثل هروبا من الواقع، مستشهدا بقوله «بعض الفتيات يكن في الواقع متغطيات بالكامل، بينما في المجتمع الافتراضي يضعن صورهن الشخصية أو ألبوم صورهن»، وبسؤاله عن تفسير هذا التناقض، قال: «هي محاولة للتغلب على الكثير من العادات الموجودة في الواقع»، موضحا أن تصرفات الشباب والفتيات تختلف عن تصرفاتهم في المجتمعات الافتراضية، وهو ما أشار إليه بكونه تعبيرا «عن المجتمع الذي ينشدونه».

ويؤكد حديث الدكتور سعود كاتب، ما خلصت إليه الدراسة ضمن تحليل النتائج، من كون شريحة من الفتيات السعوديات لا يقمن بعرض هويتهن الحقيقية ولا صورهن الشخصية، في المقابل يعرضن صورا متقطعة لهن تضم العين أو الشعر وخلافه، إلى جانب تركيز معظم صور مستخدمات «الفيس بوك» على عرض الممتلكات الشخصية الثمينة وتصوير الرحلات السياحية، وهو ما وصفته القائمات على الدراسة بـ«الرغبة في التفاخر والتباهي».

الجدير بالذكر أن أحدث دراسة لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات كشفت عن أن نسبة انتشار الإنترنت بين إجمالي عدد السكان في السعودية زادت في نهاية عام 2008 إلى نحو 36%، مقارنة بـ30.5% للعام الذي يسبقه، وقد جاءت المنطقة الشرقية على رأس المناطق السعودية الأكثر انتشارا لشبكة الإنترنت بنسبة 39%، تلتها منطقة الرياض بنسبة 37%.