جمعية جراحة العظام تعد سجلا وطنيا لحصر الأخطاء الطبية

الجمعية بحاجة إلى 100 سنة لتغطية حاجات المملكة

TT

تعتزم الجمعية السعودية لجراحة العظام إنشاء مدونة وطنية لتسجيل عمليات جراحة العظام كافة التي تجرى في المستشفيات السعودية يستفاد منها في حصر الأخطاء الطبية والعمل على التقليل منها.

وقال الدكتور حازم بن محمد الخواشكي رئيس الجمعية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على هامش افتتاح المؤتمر السنوي الثالث للجمعية بجامعة الدمام أمس الأحد، إن هذه المدونة التي تُعتبر بمثابة سجل وطني سوف يُستفاد منها في حصر الأخطاء الطبية التي تقع خلال عمليات جراحة العظام والعمل على التقليل منها.

وأشار الخواشكي إلى أن هذه المدونة معمول بها في كثير من الدول الأوربية وتم تطبيقها مؤخرا في الولايات المتحدة وكندا، مضيفا أن المؤتمر السنوي الثالث للجمعية سوف يناقش مع المشاركين كيفية تطبيق هذه الفكرة.

وفي ذات الصدد ذكر الخواشكي أن تعاونا بين الجمعية السعودية لجراحة العظام والهلال الأحمر سوف يكون موضع التنفيذ قريبا وذلك لتدريب منسوبي الهلال الأحمر على التعامل مع إصابات العظام. مؤكدا أن السعودية تشهد حالات كثيرة من هذه الإصابات تتسبب بها النسبة العالية في الحوادث المرورية إضافة إلى إصابات الأطفال والإصابات الرياضية.

وردا على سؤال حول أعداد المختصين السعوديين في مجال جراحة العظام أشار الخواشكي إلى نسبة متدنية لا تتجاوز عشرين في المائة من إجمالي العاملين في هذا المجال في المستشفيات السعودية البالغ عددهم 1400 متخصص مشيرا إلى أن برنامج الزمالة السعودية لجراحة العظام يخرّج كل سنة 10 متخصصين في جراحة العظام وهو معدل ستحتاج معه الجمعية إلى 100 سنة لتغطية احتياجات المستشفيات السعودية من المتخصصين. إلا أنه عاد ليؤكد أن الجمعية بصدد زيادة هذا العدد ليصل من 20 إلى 30 خريجا كل عام وهو ما سيقلص المدة إلى حدود 25 عاما.

وكانت جامعة الدمام قد شهدت أمس بحضور الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية افتتاح أعمال المؤتمر السنوي الثالث للجمعية السعودية لجراحة العظام. ويناقش المؤتمر عددا من قضايا الجراحة، منها: مشكلات العظام لدى الأطفال، وجراحة العمود الفقري، وعمليات المفاصل الاصطناعية، والكسور والإصابات، والطب الرياضي وإصابات الملاعب، وجراحة الكتف والمرفق، وكذلك جراحات الكاحل والقدم.

ويطرح في المؤتمر 87 ورقة علمية من خلال 59 متحدثا، كما سيتم عقد ست ورش عمل علمية، تركز على الجوانب الحساسة ومعالجة المشكلات الأكثر انتشارا، خصوصا جراحات المفاصل الاصطناعية والكسور، نظرا إلى كثرة حوادث المرور في المملكة، كما تلقي الضوء على أهم الطرق المبتكرة في جراحة العمود الفقري مقارنة بالطرق التقليدية.

وقال الدكتور عبد الله بن أحمد العثمان رئيس المؤتمر إن هذا المؤتمر يعد أضخم مؤتمر لجراحة العظام تشهده السعودية. مشيرا إلى أن أبحاثا دقيقة جدا سوف تُطرح في المؤتمر لأول مرة بمشاركة من خبراء عالميين في هذا المجال. كما يناقش المؤتمر على مدى أربعة أيام آخر المستجدات في علم جراحة العظام. وذكر العثمان أن 20 حالة مستعصية على أطباء العظام في المملكة سوف يتم طرحها أمام الخبراء الدوليين لتشخيصها خلال أيام المؤتمر وذلك بما يغني هذه الحالات عن البحث عن العلاج في الخارج بعد أن استعصى علاجهم داخليا.

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول أهم التوصيات المتوقع الخروج بها من المؤتمر قال العثمان إن المشاركين سوف يوصون بإيجاد آلية للتقليل من الحوادث المرورية التي تقتل 4500 شخص في السعودية وتسببت في آلاف الإصابات المعقدة في العمود الفقري والمفاصل وغيرها من العظام. كما سيوصي المؤتمر بمتابعة حالات كبار السن في وقت مبكر وذلك لحمايتهم من هشاشة العظام التي تصيب 40 في المائة من كبار السن في السعودية. مشيرا إلى أن هذه التوصيات سوف توجه إلى أكثر من جهة تشمل وزارة الصحة والهلال الأحمر ووزارة الداخلية والتعليم وغيرها.