الشؤون الإسلامية: هناك داعيات متأثرات بأفكار متطرفة

إجماع على إيجاد كادر نسائي بالوزارة.. ورئيس فرع المنطقة الشرقية يصف الواقع الدعوي الحالي بـ«العشوائي»

TT

أجمع رؤساء فروع وزارة الشؤون الإسلامية في 6 مناطق، في نهاية اجتماعات عقدوها في الرياض، على ضرورة إيجاد كادر نسائي (سكرتاري وإشرافي)، وآخر دعوي (تنفيذي)، للإشراف على العمل الدعوي النسائي.

وجاء هذا الإجماع، بعد أن كشفت إجاباتهم، خلال اجتماع مغلق عقد أمس في العاصمة الرياض برئاسة الدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية، عن تأثر عدد من الداعيات السعوديات بأفكار تكفيرية وتخريبية، في الوقت الذي طالب فيه مدير فرع الوزارة بمنطقة الرياض، بـ«أهمية منع من يثبت تأثرها بهذه الأفكار» من العمل الدعوي.

بحث مسؤولو فروع وزارة الشؤون الإسلامية، إيجاد تنظيم خاص لعمل الداعيات السعوديات، على نحو يؤطر عملهن، ويحكم الرقابة على المواضيع التي يتطرقن إليها.

واشتكى مديرو فروع وزارة الشؤون الإسلامية، من دخول بعض النساء في مجال الدعوة، وهن لا تتوافر فيهن الضوابط المطلوبة، وهو ما يجعل «مشاركتهن ذات سلبيات ونشرا لبعض المخالفات»، بحسب أحد نصوص إجابات مديري فروع وزارة الشؤون الإسلامية، التي اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها.

ويجد المسؤولون في وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة، أن «الجهود الفردية للداعيات في الساحة، تجعلهن عرضة للوقوع في كثير من الأخطاء، لكون الكثير منهن غير مؤهلات للقيام بالدعوة إلى الله»، فيما لوحظ انتشار الحلقات الدعوية النسائية في بيوت المدينة المنورة، دون إشراف رسمي.

ووصف مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة الشرقية، واقع العمل الدعوي النسائي، بأنه «يتسم بالعشوائية»، على الرغم من أن العمل الدعوي «المنبري» الموجه للنساء قد أعيد تنظيمه مؤخرا. ولاحظ فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الرياض، «دخول بعض الأفكار الهدامة، من أفكار تخريبية أو بدعية تكفيرية، وتأثر بعض المهتمات بالشأن الدعوي بهذه الأفكار»، فيما طالب مسؤولو الفرع في الوزارة بـ«منع من يثبت تأثرها بهذه الأفكار».

ويبدي المسؤولون في فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالجوف، أسفا على استمرار تعامل المجتمع مع المرأة على أنها «كيان تابع حتى في الدعوة إلى الله عز وجل»، مطالبين بسن تنظيمات لرسم معالم واضحة لـ«دعوة نسائية فاعلة».

وفي تقييمهم لواقع الدعوة النسائية في السعودية، قال مسؤولو وزارة الشؤون الإسلامية في القصيم إنها «قليلة جدا»، فيما وصفها فرع الوزارة بعسير بأنها «ضعيفة»، في الوقت الذي يرى المسؤولون بالجوف أنها «جهود فردية».

واقترح مسؤولون في وزارة الشؤون الإسلامية، إعادة النظر في «منح التزكيات» للداعيات، نظرا لأن آلية تحصيلها متفاوتة، مما يستدعي مراجعة هذا الأمر. ورأى المسؤول في وزارة الشؤون الإسلامية (فرع عسير)، ضرورة «افتتاح معهد لتأهيل الداعيات، بحيث يتلقين فيه الدروس لمدة لا تقل عن 6 أشهر، بواقع 3 أيام من كل أسبوع، وتمنح في نهاية الدورة شهادة تفيد اجتيازها لها».

ومن ضمن المقترحات التي تباحث فيها مسؤولو وزارة الشؤون الإسلامية، إيجاد قسم لشؤون الدعوة النسائية يرتبط بمدير مركز الدعوة والإرشاد بفروع الوزارة.

وأكد المسؤولون أهمية ضبط ما يصاحب الفعاليات الدعوية النسائية من مناشط جانبية، وذلك على أن تقتصر «على توزيع الأشرطة والكتب المأذون بها والمطويات»، في الوقت الذي أظهرت الملاحظات على ما يرافق الجولات الدعوية النسائية، عدم مناسبة محتوى بعض الأشرطة والكتب الموزعة، كونها لا تخضع لرقابة جهة معينة.