«الدافورة» خولة الكريع.. بروفسورة تعيش بين الجينات لتنقذ العالم من «خُبث» السرطان

أكدت أن الحرب السرطانية ستنتهي خلال عشر سنوات.. وسألت أن يكون علم البلاد بحجم عطائها

د. خولة الكريع خلال مخاطبتها للحضور في اثنينية خوجة في جدة ( تصوير : عبد الله بازهير)
TT

في مناسبة زادت من انتصارات المرأة السعودية على ما يشاع عنها في الداخل والخارج، كرّمت اثنينية عبد المقصود خوجة الشهيرة، يوم أول من أمس، الدكتورة خولة الكريع، الباحثة السعودية في مجال الجينات السرطانية، التي دلفت مقلَّدة بوسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثانية، خائضة حروبا «بحثية» للقضاء على السرطان، أنتجت جائزة هارفارد للتميز العلمي، ونحو 50 بحثا علميا في نفس المجال، و90 ورقة علمية استعرضتها في السعودية وأميركا واليونان والصين، فضلا عن 150 محاضرة.

وكانت الدكتورة خولة الكريع كبيرة علماء أبحاث السرطان بمستشفى الملك فيصل التخصصي، المقلَّدة في الحادي عشر من يناير (كانون الثاني) الماضي بوسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، قالت حين قلّدها الوسام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز: «سنساهم في تخفيف معاناة مرضى السرطان في السعودية، وسنعمل جاهدين بما أوتينا من علم وتقنية على إيجاد أفضل الوسائل العلاجية، والتي تقوم على أسس علمية مدروسة، وأن تكون البلاد منبرا للعلم كما هي منبر للعطاء».

واصفة نفسها بـ«الدافورة»، وهو اسم يداعب به المجتهدون في الدراسة، إذ إنها لم تكتفِ بالجراحة كتخصص طبي، وقالت: «شعرت أن باستطاعتي أن أقدم للمرضى أكثر من مجرد تشخيص ووصفة علاجية».

ووصفت الحياة بالمكافحة، حيث أنجبت أربعة أبناء خلال دراستها لمرحلة البكالوريوس. وبثقة تتناسب ومنجزاتها العلمية، أكدت كبيرة علماء أبحاث السرطان بمستشفى الملك فيصل التخصصي: «إننا نعيش عصر الخريطة الجينية والتكنولوجيا المصاحبة لها، ما سرّع في حل رموز كثيرة محيطة بالمرض، وظهرت أدوية جديدة تعطي أملا وتفاؤلا لمرضى السرطان».

وأضافت: «نحاول أن تكون لنا الريادة لتقديمها لمرضانا، تسمى هذه الأدوية (الأدوية الموجهة)، والتي نستطيع تصميمها بطريقة تقضي على الخلية السرطانية دون التعرض للخلية السليمة المحيطة بالسرطانية، وبالتالية نتمكن من القضاء على الخلية السرطانية بشكل تام دون أعراض جانبية إن لم تنعدم».

وشددت الدكتورة الكريع على أن البيروقراطية التي يعاني منها الباحث في البلاد العربية هي من يعيق العلم، في وصفها لفوارق الدعم اللوجستي للبحوث العلمية.

وبين أسئلة ومداخلات من ضيوف الاثنينية، شرعت الدكتورة الكريع بالإجابة على الاستفسارات ومناقشة المداخلات بطريقة تشبه كثيرا مشايخ الإفتاء، إذ طغى تمكنها العلمي المنعكس على شخصها في إيجاد المسلك الآمن، خصوصا أن أسئلة لم يُتوقع أن تخرج منها دون المساس بقيمة معنوية أو حسية. ولعل أبرزها كان سؤالا حول الطقوس الروحانية، والتطبب بماء زمزم، والوصفات الشعبية. إلا أنها كانت حازمة في ردها، رغم ذكرها في بداية الحوار أنها «إنسانة روحانية». وأجابت أن ماء زمزم بحسب الحديث لما شُرب له، فيما اتضح في بعض الحالات أن ماء زمزم بسبب الزيادة الملحية داخله قد يعيق من عمل العلاج الكيميائي. كما اكتفت في الرد على السؤال الذي يخص الطب النبوي قائلة: «لا أستطيع الحديث في الطب النبوي الذي أتمنى أن أتعلمه يوما».

كما كشفت الحائزة على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى للحاضرين في اثنينية خوجة، أن حرب السرطان التي يُقال إنها بدأت منذ الثمانينات ستنتهي عام 2015، ما دعا الحضور إلى التصفيق المصاحب بالأمل. فيما واصلت ردودها عن الأسئلة التي لم تنتهِ رغم انتهاء وقت الاثنينية، وأعلن عبد المقصود خوجة راعي الاثنينية أن ضيف الاثنينية القادم هو الدكتور فاروق حمادة مستشار ولي عهد أبوظبي.