ثلثا مؤسسات القطاع الخاص تمارس «التمييز» ضد المرأة في العمل

طالبات جامعة الدمام يطلقن مكتب «رواد المستقبل» كأول مشروع من نوعه لدعم توظيف الخريجات

تحفظ على تعيين المرأة في بعض مواقع العمل، اعتقادا بانخفاض إنتاجيتها مقارنة بالرجل («الشرق الأوسط»)
TT

اعترفت نحو ثلثي مؤسسات القطاع الخاص بكونها تمارس تمييزا ضد المرأة السعودية في التوظيف، بتفضيل وضع الرجال في بعض مواقع العمل، اعتقادا بتفوق إنتاجية الذكور عن الإناث.

وجاء الكشف عن هذه الأرقام، في حفل أقامته طالبات كلية العلوم الإدارية بجامعة الدمام يوم الاثنين الماضي، بمناسبة تدشين مكتب باسم «رواد المستقبل»، وهو أول مشروع من نوعه لتأهيل وتوظيف الخريجات وهن على مقاعد الدراسة، وقد فوجئت حاضرات الحفل بنتائج الدراسة التي تم عرضها، وأظهرت تفضيل 68 في المائة من مؤسسات القطاع الخاص توظيف وتمكين الرجال، مقابل 32 في المائة فقط للنساء.

وأرجعت الدكتورة أمجاد الكومي، المشرفة على المشروع وأستاذة المحاسبة في جامعة الدمام، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أسباب ذلك، لما تراه من ظروف بيئة العمل التي تجعل مؤسسات القطاع الخاص تنحاز للرجل أكثر من المرأة، مؤكدة أن هذه النظرة بدأت في التغير في الآونة الأخيرة. وأوضحت أن هذا الاستطلاع شمل 15 جهة من كبرى الشركات والبنوك السعودية، تحت عنوان «دراسة الاحتياجات الحالية والمستقبلية لسوق العمل».

وعن هدف إنشاء مكتب «رواد المستقبل»، أكدت الكومي أنه جاء لتأهيل الطالبات الخريجات في 3 محاور تشتمل على: التدريب التنويري والتدريب التشغيلي والتدريب التطبيقي. فيما تتضمن رؤية المشروع: تأهيل الطالبات الخريجات بما يواكب متطلبات سوق العمل، وتوفير احتياجات الشركات والمؤسسات من القوى العاملة الكفء، وتنشئة جيل نافع ومبدع فكري ومتميز أخلاقيا وعلميا، وأخيرا، مشاركة الطالبات في إدارة المركز وعمليات صنع واتخاذ القرارات. يأتي ذلك في حين تكشف الإحصاءات الرسمية الحديثة أن بطالة الإناث في السعودية بلغت 25 في المائة (تتركز في خريجات التعليم العالي بنحو 64.5 في المائة)، في حين تؤكد الكومي أن ارتفاع نسب البطالة بين الفتيات إلى جانب تشتت الخريجات في عملية التوظيف والبحث عن فرص عمل، هي التي دفعت للتوجه لتأسيس هذا المكتب، الذي تطمع أن يكون حلقة وصل بين خريجات الجامعة والقطاع الخاص، مبينة أنه تم توفير فرصتي عمل حتى الآن بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

ووفقا لتعريف الطالبات بفكرة المشروع خلال الحفل الذي ضم مجموعة من منسوبات هيئة تدريس الجامعة، فإن التدريب التنويري يهدف إلى رفع الوعي العلمي والاجتماعي لدى الخريجات، أما التدريب التشغيلي فيهدف إلى رفع مستوى الأداء في واقع العمل، وأخيرا، التدريب التطبيقي الذي يهدف إلى تحسين القدرات الأدائية في بيئة تشبه الظروف الفعلية للعمل.

ويبدأ الهيكل التنظيمي لمكتب «رواد المستقبل» من رئيس مجلس الإدارة، الذي تتفرع منه إدارتان هما، إدارة التدريب والتطوير إلى جانب إدارة التوظيف، حيث تضم الأولى أقسام الدورات الداخلية (الحاسب الآلي، تأهيل الخريج، أساسيات الموظف المتميز) فيما تضم إدارة التوظيف قسمين هما: التعيين وتخطيط العمالة، ومن المنتظر أن تشغل كل هذه الوظائف طالبات الجامعة بحسب إمكاناتهن.

وعودة للاستطلاع، فقد أظهرت نتائجه أن نحو 90 في المائة من مؤسسات القطاع الخاص تفضل توظيف أصحاب درجة «البكالوريوس»، في حين تنخفض النسبة إلى 8 في المائة بالنسبة لحاملي درجة «الدبلوم»، وكانت المفاجأة في النسبة الأقل والتي تضم فئة «الدراسات العليا»، حيث جاءت بنسبة 2 في المائة فقط. وفيما يخص عامل الخبرة، فتبين أن 79 في المائة من مؤسسات القطاع الخاص تفضل ذوي الخبرة، مقابل 21 في المائة فقط ممن يرغبون بحديثي التخرج.

وعن آلية استقطاب الموظفين والموظفات للعمل في القطاع الخاص، فقد كشف الاستطلاع أن نحو 40 في المائة من المؤسسات تفضل الإعلان عن احتياجاتها الوظيفية في الصحف، في حين تعتمد 36 في المائة منها على مكاتب التوظيف، وتفضل 24 في المائة الإعلان في مواقع التوظيف الإلكترونية. وحول سنوات الخبرة المطلوبة، جاءت النتائج كالتالي: 46 في المائة لمن تتراوح خبرتهم من سنة إلى 3 سنوات، 40 في المائة من 4 إلى 6 سنوات، وأخيرا، 14 في المائة من 7 إلى 10 سنوات.

وسعت القائمات على دراسة احتياجات سوق العمل من وراء هذا الاستطلاع إلى تحديد وتقدير خصائص ومواصفات العاملين في المؤسسات المختلفة، بهدف القيام بعملية التخطيط المستقبلي لأعداد وتخصصات الخريجين، وهي المهمة التي سيتولاها مكتب «رواد المستقبل» الذي أسهمت في تأسيسه 12 طالبة من جامعة الدمام، ومن المنتظر قريبا رفع تصوره للإدارة العليا في الجامعة، بهدف اعتماده وتحويله إلى مكتب داخلي مرتبط بكليات الجامعة، بدءا من الفصل الدراسي المقبل.