تجمع إعلامي في الرياض يبحث عن «خلطة نجاح» لأول قناة ثقافية وُلدت في السعودية

الحجيلان أول وزراء الإعلام يستضيف الخوجة آخرهم بحضور نخب صحافية

TT

استحوذت القناة الفضائية التي اطلقتها السعودية مؤخرا ضمن حزمة من القنوات المتنوعة على مناقشات وأحاديث تجمع إعلامي استضافه ليلة أول من أمس أول وزير إعلام سعودي وكان ضيفه وزير الثقافة والإعلام الحالي الذي مضى على توليه الحقيبة الوزارية نحو عام.

وشهدت دارة الشيخ جميل الحجيلان في حي الملز (أحد أعرق الأحياء في العاصمة السعودية) لقاء إعلاميا كان ضيفه الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين ورؤساء التحرير والكتاب والصحافيين، وتحولت الأمسية إلى ما يشبه تشخيص حالة المولود الثقافي الفضائي الجديد في البلاد، وهو ما جعل الوزير الكيميائي الذي حمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء قبل أربعة عقود يبحث مع الوزير السابق للإعلام والحضور من النخب الثقافية والإعلامية عن خلطة نجاح لهذه القناة التي رأى الوزير خوجه انها تمثل تحديا كبيرا في عصر الانفجار المعرفي، مشددا على أنه يطمح أن تكون القناة قوية وتغطي كل جوانب الثقافة وتكون حاضرة في المشهد الثقافي المحلي وأن تتميز بالشمولية.

واعتبر المستضيف الشيخ الحجيلان الذي يمتلك تجربة إعلامية ثرية أن القناة الثقافية الجديدة يجب أن تحمل رسالة واضحة وأن تكون الشمولية والجدية شعارها، كما يجب أن تكون وسيلة لنقل الفكر والثقافة السعودية ثم الخروج بها من النطاق المحلي إلى النطاق العربي مشددا على أن تحقيق الطموحات والوصول إلى الأهداف يتطلب العمل الجاد والمخلص وفقا لعمل منهجي مدروس مسترجعا في هذا الصدد بدايات إطلاق التلفزيون في بلاده إبان إشرافه على وزارة الإعلام في عهد الملك فيصل وكيفية تجاوز الصعوبات التي نشأت مع هذا الحدث الهام الذي يعد أمرا لافتا في فترة ذات شأن من تاريخ الوطن.

وأجمع الحضور الذين طرحوا آراءهم بخصوص القناة الثقافية على أن القناة تعد إنجازا غير مسبوق رغم أن إطلاقها يعد مغامرة نظرا إلى طبيعة القناة التي تختلف عن باقي القنوات الفضائية سواء كانت إخبارية أو ترفيهية أو اقتصادية أو وثائقية انطلاقا من أن الثقافة لها مدلولها الشامل الذي يغطي جوانب كثيرة تتجاوز المألوف والسائد والمتعارف عليه حيث إن الثقافة شهدت أنماطا جديدة تتعدى الأدب والشعر والرواية إلى المسرح والسينما والموسيقى والثقافة الشعبية والفنون التشكيلية والأزياء والفن المعماري وانتهاء بالآثار التي تعد دلالة على حضارة ومعطيات كل أمة.

وتباينت آراء المتحاورين بخصوص ماهية القناة وأهدافها ومضمونها وتأثيرها في الحراك الثقافي المحلي والعربي، طارحين بعض الأفكار والرؤى حول مواد القناة مشددين على أن القناة يجب أن لا تضع «النخبوية» شعارا أو هدفا لها بل يجب أن تنطلق في كل الآفاق وتتناول كل ما هو ثقافي وترضي كل التوجهات والأذواق، كما يجب أن تبتعد عن النمطية السائدة في المشهد الثقافي وتبتعد أيضا عن الرسمية من خلال توفير الاستقلال لها وبحيث لا تعبّر القناة عن توجه ما أو تتحرك في إطار معين يحد من انتشارها وتحقيق المتابعة لها.

يشار إلى أن الشيخ جميل الحجيلان الذي ولد في بريدة حاضرة القصيم وسط السعودية يحمل شهادة كلية الحقوق من جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا)، وقد التحق في وزارة الخارجية السعودية وعمل دبلوماسيا في عدد من السفارات في الخارج، ومديرا للإذاعة والصحافة والنشر، وسفيرا لعدة دول، كما يعد أول وزير للإعلام في في السعودية وفي عهده وُلدت شبكة الإذاعة والتلفزيون كما صدر في عهده نظام المؤسسات الصحافية وتقلد منصب أمين عام مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة من عام 1993م إلى 2002م، وحصل على أوسمة كان آخرها وساما رفيعا من الكويت قبل 8 سنوات.

أما الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة الذي وُلد في مكة المكرمة ويحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة برنغهام بإنجلترا قبل 40 عاما وعُيّن في فبراير (شباط) من العام الماضي وزيرا للإعلام والثقافة في بلاده بعد سلسلة من المناصب في ذات الوزارة والجامعات والمنظمات الإسلامية الخاصة بالإعلام وسفيرا لبلاده في كل من تركيا وروسيا الاتحادية والمغرب ولبنان فيعد أول مسؤول سعودي بل وعربي ينشئ مشروعا للتواصل مع الناس من خلال صفحة خاصة به بالموقع الاجتماعي الشهير «فيس بوك» وعرف عنه بأنه شاعر مرهف وأثرى المكتبة العربية بمجموعة من الدواوين وصلت إلى 11 حملت أسماء: حنانين - عذاب البوح - بذرة المعنى - حلم الفراشة - الصهيل الحزين - إلى من أهواه - أسفار الرؤيا - قصائد حب - مائة قصيدة للقمر - رحلة البدء والمنتهى، بالإضافة إلى ديوان حمل اسمه، وكُتبت عنه دراسات نقدية تناولت الخطاب الشعري وتقنيات التعبير عنده والقيم الروحية والإنسانية في شعره.

وحرص الشيخ الحجيلان على دعوة رموز الصحافة والإعلام لحضور هذه الأمسية بالإضافة إلى وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين ونائب وزير العمل الدكتور عبد الواحد الحميد، وكان لافتا حضور المذيع المتألق ماجد الشبل الذي منعه المرض من الركض في هذا المجال.