نجران: الصقيع يدمر نحو 75% من المساحات الزراعية

الزراعة لـ «الشرق الأوسط»: لجنة من عدة جهات ستعمل على الحصر وتعويض المزارعين

مزارع يقف في مزرعته التي دمرها الصقيع ويتضح في الصورة التي التقطتها «الشرق الأوسط» أمس حجم الخسائر
TT

تسببت موجة الصقيع الباردة التي تعرضت لها المزارع بمنطقة نجران خلال الأيام الماضية في تدمير نحو 75 في المائة من حجم المحاصيل الزراعية بالمنطقة، مما ألحق الضرر بالمزارعين وكبدهم خسائر طائلة هذا الموسم.

وذكر عبد الله مهدي شكوان، مدير أسواق ابن شكوان المركزية للخضار والفواكه، لـ«الشرق الأوسط» أن «أكثر المناطق تضررا هي المزارع المكشوفة في خباش والغويلا، حيث إنها دمرت بالكامل، وكان الصقيع أقوى من الاحتياطات المعمول بها مثل تغطية المزروعات بالشاش الزراعي، كما أن الضرر طال البيوت المحمية أيضا».

وأضاف ابن شكوان أن «تدمير المزارع يعني قلة الإنتاج من المزارع، مما يتسبب في رفع أسعار المحاصيل الزراعية في الأسواق ويتأثر بذلك المستهلك أيضا».

في حين قال محمد بن حمد آل شرمة، أحد مزارعي المنطقة «تعرضت مزرعتي للدمار من الصقيع في هذا الموسم والموسم الماضي، ولكني لم أحصل على تعويض نظرا لعدم وجود صك للأرض».

وطالب آل شرمة بأن يتم تعويض المزارعين على حد سواء، من يملك صكا على أرضه ومن لا يملك أيضا، فالجميع تعرضوا للخسائر.

إلى ذلك، أكد مصدر في فرع وزارة الزراعة في نجران لـ«الشرق الأوسط» أن المحاصيل الأكثر تضررا هذا الموسم هي القرعيات مثل الخيار والكوسا.

وقال «لا نستطيع أن نقدر حجم الخسائر في الوقت الحالي، فهنالك لجنة من عدة جهات ستعمل على ذلك وتقوم بتعويض المزارعين».

وأشار إلى أن الصقيع ظاهرة طبيعية تحدث عند انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي، مما يؤدي إلى تجمد السوائل داخل النبات ومن ثم تكسر الخلايا وتموت.

وبين أنه على المزارع أن يحتاط في الأيام الباردة وذلك بتغطية النبات بالبلاستك أو الشاش الزراعي خلال فترة الليل وحتى طلوع الشمس أو الري في الساعات الأولى من النهار 5 - 6 صباحا، أو تغطية الشتلات الصغيرة بسعف النخيل وإشعال الحرائق لتدفئة الجو والتزام الحذر لكي لا تقضي الحرائق على المحاصيل، وينصح أصحاب المزارع الكبيرة باستخدام المراوح الكبيرة لتحريك الهواء خلال الساعات المتأخرة من الليل منعا لحدوث الصقيع.

وكان حسين القحطاني، الناطق الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية، توقع أن «تنحدر درجات الحرارة إلى مستويات منخفضة جدا خلال الأيام القادمة - مطلع العام الميلادي - خصوصا على شمال ووسط وشرق المملكة والمرتفعات الجنوبية بالمنطقة الغربية وجنوب غربي المملكة، لتصل في بعض المناطق إلى درجات حرارة ما دون الصفر».

وبين أنه «من المتوقع أن يؤثر الصقيع سلبا على المحاصيل الزراعية والمواشي، ويعزز من انتشار الإنفلونزا، داعيا الجميع إلى أخذ الحيطة والحذر والاستفادة من الإرشادات الموجودة في الجهات المختصة خصوصا في الجانب الصحي والزراعي، حيث إنه في مثل هذه الفترة يتكون الصقيع وينذر بالخطورة». وأضاف أن الرئاسة ستتابع دراسة حالة الطقس بشكل مستمر، والإعلان عن الحالات والطوارئ التي تحتاج إلى الإعلان عنها وإبلاغ الجهات المعنية بوقت كاف لتتعامل معها وفق الإجراءات كل حسب اختصاصه.