حملة عاجلة لمحاربة «التشوه البصري» في 3 مناطق سياحية

هيئة السياحة تنسق مع الأمانات والمستثمرين لخلق لون يتواءم مع المناطق الجبلية

أمانة الطائف تطبق منهجية جديدة تحارب التشوه في ألوان المباني مع طبيعة المكان («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت الهيئة العليا للسياحة والآثار عن اعتمادها منهجية للقضاء على ظاهرة التشوه البصري، بشروعها في تجميل مبان ومنتجعات سياحية تقع في وادي ذي غزال في منطقة الشفا السياحية بالطائف، ومواءمتها لألوان البيئة المحيطة.

ويأتي هذا التحرك كخطوة أولى ضمن خطوات عدة ستستكمل بقيتها في أماكن سياحية أخرى بالطائف، وتمتد إلى منطقتي عسير والباحة، وتعتزم الهيئة مواكبة تلك الجهود بتعبئة إعلامية لمحاربة «التشوه البصري»، نظير تأثير أبعاده النفسية التي تترك فيها عشوائية اللون بالغ الأثر في «سيكولوجية» السائح.

وأوضح المهندس أسامة خلاوي، نائب الرئيس المساعد لتطوير المناطق السياحية في الهيئة العليا للسياحة والآثار لـ«الشرق الأوسط»، أن «الهيئة تتعامل مع موضوع التشوه البصري من منطلقين، أولهما يختص بعشوائية ألوان المباني في الطائف، والباحة، وعسير، وهي عبارة عن نموذج أولي للدراسة المعدّة، ووضع منهجية للتعامل مع هذه المباني لتكون جزءا من الطبيعة، بحيث لا تشكل نمطا غير اعتيادي نتيجة عدم ملاءمة ألوان الجبال والأشجار لألوان المباني والفنادق والمنتجعات السياحية». وزاد: «تخيل عندما تشاهد لونا برتقاليا لأحد تلك المباني، والجبل من خلفه بلون بني».

وأضاف نائب الرئيس المساعد لتطوير المناطق السياحية أن «الهيئة عملت دراساتها، وسعت إلى التنسيق مع المستثمرين لتلافي التشوه البصري»، مبينا أنه تم الوصول إلى هذه الألوان بأخذ عينات من الجبال وتحليلها وتوصلت إلى تحديد ألوان طبيعية.

وزاد المهندس خلاوي: «أخذنا تدابيرنا في هذه الأثناء، وبدأنا فعليا في تطبيقها انطلاقا من الطائف تحديدا، بالتعاون مع رجال الأعمال الذين تلمسوا تلك المفاهيم وبادروا إلى تنفيذها، فيما رحبت أمانة الطائف بهذه المنهجية الجديدة، وبينت أن الطائف ستكون حالة تطبيقية لها».

وأوضح أن تطبيق المشروع سيبدأ فعليا في وادي ذي غزال بمنطقة الشفا السياحية، بعد أن لمست الهيئة أن الطائف أفضل كثيرا للتطبيق من عسير، «ودراساتنا مركزة على ثلاث مناطق جبلية، هي الطائف والباحة وعسير، وطبقنا في عسير نماذج على مبان سياحية فيها، وساعدنا كثيرا أن الأمانات مسؤولة عن التنظيم».

وأشار نائب الرئيس المساعد لتطوير المناطق السياحية إلى أن الهيئة بدأت تنفيذ الشق الإعلامي للمشروع قبل فترة، بعقد ورشة توعية كبيرة هدفت منها إلى التعريف بأهمية الثقافة البصرية عن كثب وضرورة محاربة تشوهاتها، وجمعت مكاتب هندسية مع الملاك، حيث تم اقتراح ألوان عدة بعرضها على الملاك، وهي ألوان تنبع من الطبيعة المحيطة، بحيث يتم تصوير المبنى العمراني بالخلفية الجبلية له، وبناء على ذلك يتم استحضار الألوان المناسبة له.

ولفت المهندس خلاوي إلى أن الهيئة وضعت خريطة طريق وناقشتها مع أمين محافظة الطائف، على أن يتم تطبيقها بآلياتها كافة، حيث يتطلب الأمر جهدا ومالا، وآلية، مستندين إلى تعامل منقطع النظير مع وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز، وهذه الخطوات تنضوي نحو تطوير المناطق الجبلية، وتدعيم الجهات السياحية داخل البلاد.

من جهته، قال المهندس محمد بن عبد الرحمن المخرج أمين محافظة الطائف في تصريح صحافي: «إن القيمة الجمالية العالية التي يمكن اكتسابها من خلال توفير مناظر بانورامية للمناطق الطبيعية المميزة، تدعونا إلى حمايتها من أشكال التشوه البصري التي قد تؤثر فيها، باعتباره عاملا منفرا لمرتادي المناطق السياحية».

وأكد المهندس المخرج أن «البيئة العمرانية التي تفتقر إلى الانسجام مع المحيط، ولا ترتبط بروح المكان شكلا ولونا تعد من أهم عوامل تشويه المناطق السياحية بصريا، باعتبار أنها لم تحترم المنطقة المحيطة بها، بعكس الطراز المعماري المحلي لأي منطقة، الذي يعتبر قطعة لا تتجزأ من المكان، نتيجة تنفيذه بمواد بناء محلية، مع الأخذ في الاعتبار جميع الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والبيئية».