نهاية سعيدة لأمطار تبوك دون كوارث.. ولجنة لمحاسبة المتعدين في أبها لمنع تكرار كارثة جدة

تمديد إسكان المتضررين من كارثة جدة وتعويضهم ماليا خلال الفترة المقبلة

TT

ما زالت تداعيات كارثة جدة، أو ما يطلق عليه أهالي المدينة المنكوبة «الأربعاء الأسود»، تلقي بظلالها على آلاف المتضررين من السيول، حيث لا يزال نحو 40 في المائة ممن شردتهم السيول الجارفة التي شهدتها المدينة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي يعيشون ضمن مساكن الإيواء بحسب اللجان المكلفة بحصر الأضرار وتقدير التعويضات. وأكدت مصادر مطلعة في الدفاع المدني لـ«الشرق الأوسط» أنه سيتم تمديد فترة بقاء المتضررين في مساكن الإيواء لفترة مفتوحة، إلى جانب صرف تعويضاتهم المالية قريبا.

وفي تبوك، أعلنت الجهات المعنية أن موسم الأمطار الغزير الذي شهدته المدينة انتهى بسلام دون أي كوارث تذكر، في حين شكلت كارثة جدة جرس إنذار في أبها، حيث أصدر أمير المنطقة قرارا بتشكيل لجنة عاجلة للنظر في التعديات القائمة على أراضي السيول وإدارة أي أزمات وكوارث ناجمة عن موسم الأمطار.

وكان العميد عبد الله حسن جداوي، مدير إدارة الدفاع المدني بمحافظة جدة، قد كشف في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عن أنه وعلى الرغم من مرور قرابة الشهرين على الكارثة فإن 60 في المائة فقط من المتضررين استطاعوا العودة إلى منازلهم.

وقال جداوي إن الفترة الزمنية التي خصصت لإيواء المتضررين رسميا تنتهي بحلول يوم بعد غد الأربعاء، الموافق 27 يناير (كانون الثاني)، إلا أنه سيتم السماح لكل من يعاني مسكنه الأصلي من مشكلة بتمديد مدة إقامته في الشقق المخصصة لإيواء المتضررين إلى حين تسلمه تعويضه المالي.

وفي السياق ذاته، كشف جداوي عن أن لجان الدفاع المدني المكلفة بحصر الأضرار وتقدير التعويضات ستنهي أعمالها بشكل نهائي خلال هذا الأسبوع، وبعدها سيتم صرف التعويضات مباشرة من قبل المالية بحسب آليتهم المتبعة، وأضاف الجداوي أن لجنة حصر المركبات هي الأخرى أنهت أعمالها وقدمت نحو 10 آلاف استمارة توضح التلف والضرر سواء كان كليا أو جزئيا لمركبات المتضررين، وسوف يتم تعويضهم من خلال المالية في فترة وجيزة تبعا للآلية المتبعة لديهم. أما فيما يتعلق بالبحث الميداني حول سلامة الطرق، والتخلص من البحيرات الناجمة عن تجمع المياه، فقد تم تجفيف بحيرتين بشكل كامل وتمشيطهما، ولم يتمخض البحث فيهما عن وجود أي ضحايا أو جثث، ولا يزال العمل جاريا على بحيرة ثالثة امتلأت مجددا بالمياه بسبب خطأ ناجم عن انحراف أحد أنابيب المياه التي تغذي خزانات وادي قوس.

وحول الوضع في بحيرة الصرف الصحي الشهيرة بـ«بحيرة المسك» قال الجداوي «الوضع مطمئن، ولدينا فرق ميدانية موجودة في منطقة بحيرة المسك وبحيرة الصرف الصحي تراقب الوضع على مدى 24 ساعة ومن مواقع مختلفة، خاصة منطقة السد الاحترازي والسد الجديد في حي التوفيق. وقد توجهت اللجنة المختصة منذ الثامنة من صباح أمس الأحد لحضور اجتماع يكشف عن جاهزية الفرق أثناء عملية الضخ والتصريف من السد الجديد في حي التوفيق، وحضر جميع أعضاء اللجنة باستثناء الجهة المنظمة والداعية للحضور وهي الأمانة. وظل أعضاء اللجنة بالانتظار منذ الساعة الثامنة صباحا وحتى العاشرة.

وضمن التغيرات الجوية التي لا يزال يخضع لها مناخ المملكة، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة استمرار انخفاض درجات الحرارة على شمال المملكة، وقالت إن الفرصة مهيأة لهطول أمطار تتخللها سحب ركامية رعدية على وسط وغرب المملكة خاصة مناطق الطائف، والباحة، ومرتفعات عسير، وجازان.

وفي تبوك، أعلنت أمانة مدينة تبوك أنها استطاعت التعامل مع توابع الأمطار الغزيرة التي شهدتها مساء الاثنين الماضي، والتي تعد الأمطار الأكثر غزارة التي شهدتها المدينة خلال أكثر من 10 عقود. وبذلك تكون الأمطار الغزيرة التي شهدتها تبوك قد انتهت نهاية سعيدة دون إرباكات أو حوادث وكوارث غير متوقعة بحسب تصريحات مسؤولي الأمانة والدفاع المدني.

وقال المهندس خالد الهيج، أمين منطقة تبوك، إن الأمانة تعاملت على الفور مع الظرف الطبيعي منذ تلقيها التوقعات الأولية لهطول أمطار غزيرة، حيث تمت تهيئة غرفة العمليات لتلقي البلاغات، إلى جانب التنسيق بين الأقسام المختصة والفرق الميدانية، حيث تمكنت من تجفيف 96 ألف متر مكعب من المياه المتجمعة، بواسطة أكثر من 300 معدة، و400 عامل خلال أربعة أيام فقط من هطول الأمطار، كما باشرت فرق المكافحة الحشرية عملها في كل المواقع بالمدينة.

أما في أبها، فقد دفع الخوف من عواقب شبيهة بتداعيات كارثة جدة إلى اتخاذ قرارات عاجلة بشأن قضية التعديات على مجاري السيول، حيث وجه الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير بتشكيل لجنة عاجلة برئاسة وكيل إمارة المنطقة المهندس عبد الكريم الحنيني، وعضوية أمين المنطقة وإدارات الدفاع المدني والطرق والنقل والمياه والزراعة وخدمات المنطقة بالإمارة، تعنى ببحث ودراسة التعدي على مجاري السيول والأودية بالمنطقة واستغلالها من البعض لبناء منازل عشوائية.

وأصدر الأمير فيصل بن خالد توجيهات عاجلة لدراسة وبحث مشاريع تصريف مياه الأمطار في مدينة أبها ومحافظاتها، بالإضافة إلى وضع خطة شاملة لمواجهة التعديات على مجاري الأودية من قبل بعض المواطنين الذين يقيمون مزارع عشوائية على أطراف الأودية تؤدي إلى تحويل مسار السيول إلى تلك المزارع. وشددت التوجيهات الصادرة على وضع خطة جاهزة لإدارة مخاطر السيول تتضمن إجراءات صارمة بحق المخالفين والمتعدين.

وفي السياق ذاته، عقد وكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبد الكريم الحنيني يوم أمس اجتماعا هو الأول من نوعه للجنة التي تم تشكيلها لمتابعة مخاطر السيول والتعديات، بحضور كل أعضائها. وقال الحنيني إن هذا الاجتماع هو الأول ضمن مجموعة تهدف في النهاية إلى تنفيذ التوجيهات الصادرة، وأضاف «سيتم رفع تقرير شامل عن الخطة التي سننتهجها لمعالجة المسألة لأمير المنطقة لاعتمادها ومباشرة تنفيذها في كل محافظات ومراكز المنطقة، للتأكد من عدم وجود أي أخطار أو كوارث ناجمة عن الأمطار مستقبلا».