السعودية توفر 540 مليون برميل نفط سنويا.. باعتمادها مبادرة للطاقة الشمسية

يرعاها خادم الحرمين الشريفين.. وتمهد للتفوق على دول المنطقة ببناء أكبر محطة تحلية للتناضح العكسي خلال 6 سنوات

TT

أعلنت السعودية أمس مبادرة وطنية هامة لتحلية المياه المحلاة عبر الطاقة الشمسية، وهي المبادرة التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين، ويهدف من ورائها إلى تقليل الاعتماد على البترول في مجال تحلية المياه وإنتاج الكهرباء.

ومن المتوقع أن توفر هذه المبادرة التي أعلنت عنها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بحضور وزراء ومسؤولين حكوميين كبار (وزيرا المالية والمياه والكهرباء، ورئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وممثلون عن وزير التجارة، ومحافظ مؤسسة تحلية المياه)، قرابة نصف مليار برميل من النفط سنويا.

وقال المهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء إن بلاده تنفق قرابة مليون ونصف مليون برميل نفط يوميا من أجل إنتاج الماء والكهرباء، وهو ما اعتبره عبئا ماليا كبيرا على مصادر الطاقة، وخصوصا في ظل الأرقام التي تشير إلى أن الطلب عليهما يسجل زيادة سنوية تصل إلى 7 في المائة.

وبالنظر إلى الأرقام النفطية التي أوردها الوزير الحصين، فإن مبادرة تحلية المياه بالطاقة الشمسية يتوقع أن توفر قرابة 45 مليون برميل نفط شهريا، و540 مليون برميل في السنة.

وطبقا للدكتور محمد السويل، رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، فإن السعودية تنتج أكثر من 18 في المائة من الإنتاج العالمي للمياه المحلاة، وتعتبر أن تحلية المياه المالحة «خيار استراتيجي لتأمين مياه الشرب».

وأكد الدكتور إبراهيم العساف، وزير المالية السعودي، أهمية مبادرة استخدام الطاقة الشمسية لتحلية المياه بالنسبة إلى بلاده، فيما ذكر رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أن السعودية تتمتع بسطوع شمسي عالٍ على مدار العام، يقدر بـ2000 كيلووات لكل متر مربع سنويا.

وتمتلك السعودية أكبر مدينة شمسية في العالم، وهي المدينة الشمسية الموجودة في منطقة العيينة، منذ ما يزيد على 30 عاما. وبحسب الدكتور السويل فإن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية التي يرأسها، عملت منذ مدة طويلة على تنفيذ برامج البحث والتطوير في مجال نقل وتوطين تقنيات الطاقة الشمسية.

وتعتبر تقنية تحلية المياه واحدة من 11 تقنية استراتيجية حددتها سياسة العلوم والتقنية في السعودية.

ورد الأمير تركي بن سعود نائب رئيس مدينة العلوم والتقنية لمعاهد البحوث، على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول سبب التأخر في الاستفادة من الطاقة الشمسية، بتأكيده أن كافة التجارب التي أجريت للاستفادة من هذه الطاقة في الماضي أثبتت ضعف كفاءتها. ولفت إلى أن دخول تقنية النانو على الخط زاد من كفاءة الاعتماد على الطاقة الشمسية في إنتاج المياه المحلاة. وكشف الأمير تركي أيضا عن توجه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لاعتماد الطاقة الشمسية في إنتاج الكهرباء.

وكانت الرياض قد شهدت أمس الإعلان عن مبادرة وطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية، حيث يتوقع أن تنخفض تكلفة إنتاج المياه باعتماد هذه الطريقة.

ويشارك في تنفيذ هذه المبادرة، إلى جانب «العلوم والتقنية»، كل من: وزارة المالية، ووزارة المياه والكهرباء، ووزارة التجارة والصناعة، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة.

وطبقا لما ذكره نائب رئيس «العلوم والتقنية» لمعاهد البحوث فإنه سيتم تنفيذ المبادرة على 3 مراحل، وفي كل مرحلة ستكون هناك مدة زمنية للتنفيذ، بواقع 3 سنوات لكل مرحلة، وصولا إلى تعميم التجربة على كافة مناطق البلاد.

وتمهد مبادرة تحلية المياه بالطاقة الشمسية - طبقا للأمير تركي بن سعود - للتفوق على إسرائيل، لناحية بناء أكبر محطة تحلية مياه في العالم، تعمل بنظام التناضح العكسي.