أمير منطقة مكة المكرمة يوجه القطاعات الحكومية بتوحيد أعمال «عاجلة» لإعادة تخطيط شرق جدة

إحالة 88 شخصا للتحقيق بتهمة ادعاء الضرر من سيول جدة والاستفادة من الإعاشة والسكن

متضررون من السيول أمام مقر الدفاع المدني في جدة الشهر الماضي («الشرق الأوسط»)‏
TT

وجه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بضرورة توحيد الجهود بين الإدارات الحكومية في المنطقة للخروج بمشروع يشتمل على الحلول العاجلة والدائمة لمشكلة السيول في جدة والبدء بتنفيذ هذه المشاريع في أحياء شرق جدة، وإعادة تخطيط تلك المواقع وربطها بالمخطط الشامل للمنطقة بطريقة تضمن عدم تكرار مشاكل السيول الأخيرة التي داهمت محافظة جدة. ‏ ووافق أمير منطقة مكة المكرمة خلال ترؤسه الاجتماع الذي عقد في مكتبه بجدة بشأن دراسة ومعالجة تصريف السيول في محافظة جدة على إقامة ورشة عمل تعقد خلال الأسبوع المقبل وتشارك فيها جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة لطرح الحلول العلمية للمشاريع الخاصة بذلك والتي تضمن عدم تكرار هذه المشاكل بحضور الخبراء والمتخصصين في تلك الجهات والخروج من هذه الورشة بتوصيات موحدة لمشروع متكامل يتم تنفيذه تحت إشراف جهة واحدة.‏ ويأتي ذلك في وقت وجه فيه مشعل بن ماجد بن عبد العزيز، رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام بمحافظة جدة، والجهات المختصة، بالتحقيق مع 88 شخصا ادعوا أنهم من المتضررين من جراء السيول التي حدثت أخيرا بمحافظة جدة واتضح من لجان الكشف على المساكن أن المنازل التي ادعوا أنهم يسكنونها إما أن تكون مهجورة أو تحت الإنشاء أو استراحات أو مؤجرة على عمالة أو غير مهيأة أصلا للسكن إضافة إلى ما نسب إليهم من حصول على إعاشة من غير وجه حق وإحالتهم للشرع.‏ وأوضح العميد عبد الله الجداوي، مدير عام الدفاع المدني في جدة «إن هناك أرقاما أخرى قد تظهر خلال الأيام المقبلة». مشيرا إلى أن هؤلاء الأشخاص استغلوا قرار الدولة الذي ينص على إسكان كل متضرر يحتاج إلى منزل دون طلب أي أوراق ثبوتية لحين إيوائهم.

إلى ذلك علق اللواء عادل الزمزمي، مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة، أن تلك الأرقام رفعتها الجهات المعنية بناء على تقارير اللجان المشكلة لإيواء المتضررين وتقديم المساعدة لهم.‏ وكان العميد محمد القرني مدير المركز الإعلامي بمركز القيادة والسيطرة قد أكد في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» أن عددا ممن تم إيواؤهم خرجوا من شقق الإيواء بعد الطلب منهم إبلاغ الجهات المعنية بمواقع مساكنهم المتضررة.‏ وكان الدفاع المدني قد أعلن في 16 يناير (كانون الثاني) الحالي ملاحقة نحو 81 شخصا وإحالتهم إلى الجهات المختصة بعد التأكد من انتحالهم لشخصيات متضررين في سيول كارثة جدة وإسكانهم وصرف إعاشة لهم دون وجه حق. ‏ وحول العقوبات التي سيتم تنفيذها في حق تلك الحالات، أفاد مدير عام الدفاع المدني في جدة بأن هؤلاء الأفراد سيعيدون جميع المبالغ التي تسلموها دون أن يكونوا مستحقين لها، والتي تتضمن الإعاشة والسكن أيضا. ‏ وهنا أكد العميد عبد الله الجداوي وجود الكثير ممن تسلموا الإعاشة باعتبار أنه المفوض بذلك، غير أنه لم يعط بقية أفراد أسرته ما يستحقونه من تلك المبالغ، لافتا إلى أن الدفاع المدني ليس بمقدوره فعل شيء تجاه ذلك.‏ وفي جانب العمل الميداني أوضح الجداوي أن «العمل يجري وفق مراحل وأنه تم تجفيف البحيرات تماما إلا أنه بسبب وجود أحد الخزانات الأرضية عاد منسوب المياه في إحدى البحيرات إلى ما كانت عليه بسبب تسرب المياه إلى البحيرة ويتم الآن إعادة تجفيفها تمهيدا لإجراء عمليات المسح الكامل لها على غرار ما هو معمول به في كافة البحيرات».‏ من جهته عاد اللواء عادل الزمزمي مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة ليؤكد «انخفاض منسوب المياه في بحيرة المسك بحسب الخطة المعدة». وأضاف أن «أعمال البحث تحولت إلى أعماق البحيرات التي تكونت جراء الأمطار بعد تجفيفها بحسب التقسيمات والمربعات التي وضعتها فرق البحث». مشيرا إلى اعتماد تجارب فرضية ميدانية لكفاءة أفراد فرق الدفاع المدني لمواجهة أي طارئ وفق الخطط المعدة لمواجهة الأخطار في المنطقة.

وعلى الجانب الآخر يواصل الدفاع المدني عملية البحث عن 32 مفقودا بمشاركة 74 ضابطا من الدفاع المدني وبعدد 424 فردا وعدد 109 معدات وآليات بمشاركة القوات الخاصة بالوسائل الرقابية (الكلاب البوليسية)، وقد تم تقسيم المناطق المحددة للبحث إلى مربعات وذلك بعدد 11 منطقة وتتواصل عملية البحث من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة السادسة مساءً مع استمرار فرق الإنقاذ والآليات الثقيلة في الموقع على مدار الساعة. ‏ في حين تواصل اللجنة الفنية للكشف على المساكن تنفيذ مهامها في مرحلتها الثالثة من خلال 20 لجنة حيث بلغ عدد المساكن التي تم الوقوف عليها 2551 مسكنا قررت اللجنة صلاحية 1997 للسكن وعدم صلاحية 554 منها للسكن.‏ إلى ذلك استمرت وزارة المالية بصرف بدل الإعاشة والسكن للمرحلة الثانية اعتبارا من السبت وبلغ إجمالي عدد الأسر المستفيدة 7437 أسرة.‏