المدينة المنورة تحضر لإقامة أول ملتقى لخطاطي المصحف الشريف في العالم

يتضمن متحفا للمصحف الشريف من عهد النبوة وحتى العصر الحديث

الشيخ عثمان طه خطاط مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة أثناء عمله
TT

كشف الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، الدكتور محمد سالم العوفي، عن أن المجمع سيعقد أول ملتقى من نوعه للخط في العالم تحت مسمى «ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم». سيتيح الفرصة أمام خطاطي الحرف العربي والفنانين المتخصصين في مجال الزخرفة من جميع أنحاء العالم رجالا ونساء.

وقال العوفي إنه وبعد صدور الموافقة من المقام السامي على إقامة الملتقى واستضافته في المدينة المنورة، تم تكوين لجان خاصة بالتنظيم والإشراف، وهي تتولى حاليا التحضير للملتقى الذي يتوقع أن يحظى بقيمة علمية عالية، ومشاركة واسعة من قبل أشهر وأهم الخطاطين والفنانين في العالم، إلى جانب كونه الأول من نوعه.

وأضاف العوفي أن موعد إقامة الملتقى سيتم الإعلان عنه فور استكمال طلبات الراغبين بالمشاركة، على أن يتم ذلك خلال الفترة القريبة المقبلة، ولفت إلى أن اللجنة المنظمة تقوم حاليا بمخاطبة الجهات والشخصيات المهتمة بالخط العربي بشكل عام، وكتابة المصحف الشريف بشكل خاص من مختلف أنحاء العالم، وطلب نماذج من أعمالها وتحكيمها من خلال مختصين في المجمع.

ووفقا للعوفي فإنه سيصاحب الملتقى معرض مفتوح تتاح فيه الفرصة لكتاب المصاحف والمهتمين بالخط والزخرفة والتذهيب، وحتى المهتمين بتصنيع أدوات الخط من الشركات والمؤسسات والأفراد، حيث ستتاح لهم فرصة المشاركة في المعرض.

ولأول مرة ضمن معارض الخط العربي سيتيح الملتقى فرصة ثرية للمهتمين بتطوير تقنيات الخط العربي باستخدام الحاسب الآلي، وستتاح لهؤلاء فرصة الاستفادة من برنامج علمي رائد مطور لخط النسخ العربي يعتمده مجمع طباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، إلى جانب إتاحة الفرصة لهم لمشاركة آرائهم ومناقشة الخطاطين المتحمسين لكتابة المصحف الشريف بخط اليد. وأشار العوفي إلى أن المعرض لن يقتصر على الفنانين الرجال فقط ولكنه سيتيح الفرصة للسيدات المهتمات بمجال الخط والزخرفة، ويمكن لجميع الراغبين بالحضور تعبئة الاستبانة الموجودة على موقع المجمع على شبكة الإنترنت.

وإلى جانب المعرض المصاحب سيضم الملتقى كل الأسماء البارزة واللامعة في مجال الخط العربي في العالم حاليا، ومنهم الشيخ عثمان طه خطاط المصحف الشريف - بحسب العوفي - الذي سيعرض تجربته الشخصية وتجربة المجمع، وسيكون ضمن نخبة من المتخصصين في لجنة التحكيم التي سيعلن عنها قريبا.

وقال العوفي إنه سيتم إصدار كتاب توثيقي يعده المجمع لأشهر الخطاطين في العالم وخطاطي المصاحف بصفة خاصة، يتضمن سيرة الخطاط ورحلته المباركة مع الخط ونماذج من خطوطه المختلفة من خلال الملتقى، إلى جانب عرض فيلمين وثائقيين فيه، أحدهما عن رحلة كتابة المصحف الشريف وتدوينه منذ عصر النبوة وحتى الوقت الحاضر، وآخر عن أبرز الخطاطين المشهورين بالخط في الوقت الحاضر.

وتابع: «المجمع يعكف منذ عامين على إعداد موسوعة ببيلوغرافية ضخمة عن أشهر كتّاب المصاحف منذ العهد النبوي حتى العصر الحالي، وسيعرض المجمع في الملتقى نبذة عن هذا المشروع والمجلدات التي تم الانتهاء منها. إلى جانب المحاضرات التي سيتضمنها الملتقى عن تطور طباعة المصحف الشريف وكتابته وأحدث المستجدات بهذا الخصوص، وعرض مخطوطات نادرة لنسخ المصحف في المجمع، ونحن بانتظار رؤية ما الذي سيتمخض عنه الملتقى الأول، ونتمنى أن تكون هناك توصية باعتماده بشكل سنوي بحيث تحتضن المدينة المنورة هذا الحدث الفني والروحاني الاستثنائي».

تجدر الإشارة إلى أن موافقة سامية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كانت قد صدرت بإقامة الملتقى الأول لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم في 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، بحسب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ. وأكد الشيخ أن عقد المؤتمر واستضافته في المدينة المنورة يأتي من منطلق اهتمام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالقرآن الكريم، ونظرا للعمل الرائد الذي يقوم به المجمع في هذا المجال، وما يتصف به من مرجعية في كتابة المصحف ومراجعته وتدقيقه وطباعته.

وأشار إلى أن الملتقى يهدف إلى تقدير جهود أمهر خطاطي المصحف الشريف، وتكريمهم والاحتفاء بهم، وتجلية تجارب أبرع الخطاطين في كتابة المصحف، وبيان مناهجهم في ذلك للإفادة منها، وإبراز الرسالة التي يحملها خطاطو المصحف، والعمل على إيجاد ضوابط مرعية في زخرفة المصاحف، والمزاوجة في صناعة الخط العربي بين خطوط الخطاطين والحاسب الآلي، ومحاولة الوصول إلى توافق وتقارب في مصطلحات الخط العربي، وعرض نماذج بخط الخطاطين من المصاحف المكتوبة بالروايات المشهورة والقراءات المتواترة، واكتشاف طاقات واعدة من خطاطي المصحف الموهوبين، وتشجيع التواصل بين الخطاطين والمهتمين والمختصين في دراسة الخط العربي.