جدة: بدء عمليات تصريف مياه بحيرة السد الاحترازي اليوم

فيما ينتظر الدفاع المدني ردا على استفساراته

TT

بدأت أمانة محافظة جدة اليوم، ولمدة شهرين، عمليات تصريف مياه السد الاحترازي لبحيرة الصرف الصحي عن طريق مجرى السيل الشمالي إلى البحر، والتي سبق أن أكدت مصادر مسؤولة في الأمانة على أن تلك المياه تكونت جرّاء أمطار جدة الغزيرة وليست صرفا صحيا.

يأتي ذلك في وقت رفعت فيه إدارة الدفاع المدني ملاحظاتها حول عدة نقاط متعلقة بتصريف مياه السد الاحترازي، والتي من ضمنها كفاءة المضخات الموجودة لرفع المياه من السد إلى المجرى المار بحي السامر الواقع شرق الخط السريع ومن ثم إلى البحر، غير أنه لم يتم الرد عليها حتى الآن.

وأوضح العميد عبد الله الجداوي، مدير عام الدفاع المدني في جدة، أن مجرى السيل الشمالي الواقع غرب الخط السريع والمار بشارعي أم القرى والأربعين يعتبر في منطقة مكشوفة.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا بد من وجود سواتر على مجرى السيل لحماية المشاة والسيارات من السقوط به، إلى جانب ضرورة التأكد من سلامة منطقتي العبور فوق المجرى».

وأشار إلى أن أجزاء من جوانب مجرى السيل تعد مدمرة، الأمر الذي يحتم وقوف لجنة من قبل أمانة محافظة جدة لمعالجة الوضع، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة أخذ تلك الملاحظات بعين الاعتبار في ظل مشاركة الدفاع المدني بعمليات تصريف مياه السد الاحترازي.

وأضاف: «يستمر ضخ تلك المياه حتى يصل إلى منطقة التجميع المزودة بمضخات تعمل على رفع الماء عن طريق أنابيب لصبها في البحر»، مؤكدا أن ملاحظات الدفاع المدني شملت أيضا معرفة كيفية تدفق المياه وكفاءة المضخات وعملية التحكم بها في حال تعطلها، لا سيما أن ذلك يساعد في وضع الآليات والمعدات المناسبة بالقرب منها لاستخدامها في حالات الطوارئ.

وحول عدم رد أمانة محافظة جدة على ملاحظات إدارة الدفاع المدني، اكتفى مصدر مسؤول في أمانة جدة «فضّل عدم ذكر اسمه» بالرد على استفسارات «الشرق الأوسط» قائلا: «ثمة اجتماعات مستمرة بين الجهتين وجميع الأمور تسير على ما يرام».

من جهته أكد حسين باعقيل، رئيس المجلس البلدي في جدة، على بدء تصريف مياه السد الاحترازي لبحيرة الصرف الصحي اليوم وذلك عقب اجتماعه مع المهندس عادل فقيه أمين محافظة جدة يوم أمس.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «سيبدأ التصريف من السد الاحترازي إلى سد حي السامر عبر مجرى، ومن ثم يتم تحويل المياه عبر مضخات إلى مجرى السيل الشمالي المبطن لرفعها بعد ذلك إلى البحر».

وأضاف: «سيتم قياس مدى تحمل مجرى السيل الشمالي لكميات المياه، إلا أنه من المتوقع ضخ ما بين مليون إلى مليوني متر مكعب منها يوميا»، لافتا إلى بلوغ كمية المياه الموجودة خلف السد الاحترازي نحو 13 مليون متر مكعب. وبالعودة إلى مدير عام الدفاع المدني في جدة الذي أشار إلى مشاركة الدفاع المدني بنحو 25 إلى 30 آلية ومعدة ثقيلة من بينها ست سيارات إنقاذ لأي حالات طوارئ أثناء العمل، ذكر أن تلك المشاركة تبدأ بإزالة العقوم الخمسة التي تم إنشاؤها مسبقا لمنع وصول المياه إلى السد الاحترازي بشكل تدريجي، ومراقبة مسار هذه المياه على طول الخط بالتعاون مع أمانة جدة.

واستطرد في القول: «طالبنا بضرورة التأكيد على إجراءات السلامة في المنطقة بداية من الخط السريع باتجاه الغرب، لا سيما أنها مكشوفة ومكتظة بالسكان، الأمر الذي يستدعي وجود حواجز محيطة بالمجرى، عدا عن تنبيه الأهالي هناك».

وأبان العميد عبد الله الجداوي أن فريق العمل التابع لإدارة الدفاع المدني سيعمل على مراقبة العمليات باستمرار، والمكون من نحو ست ضبّاط، مؤكدا عدم ورود أي رد حول الملاحظات التي تم رفعها إلى أمانة جدة، إلا أن الدفاع المدني سيأخذ جميع الاحتياطات الخاصة به - على حد قوله.

إلى ذلك عثرت الجهات الأمنية أمس على جثة في إحدى قاعات الأفراح التي تضررت جرّاء السيول، والواقعة بحارة الحرازات شرق الخط السريع، ليرتفع عدد ضحايا كارثة جدة إلى 123 قتيلا.

وهنا أشار لـ «الشرق الأوسط» مدير عام الدفاع المدني في جدة إلى أن الجثة تبدو لطفل وذلك نتيجة الملابس التي وجدت حولها، مبيّنا في الوقت ذاته أنها أحيلت إلى الطب الشرعي للتأكد منها وأخذ عينة الحمض النووي DNA لها.