تربويون يدعون وزارة التربية إلى الاستفادة من أيام الاختبارات لتدريب طلبة الابتدائية

بعد القرار الذي يقضي بإلزامهم بالحضور خلال فترة اختبارات بقية الطلبة

أصبح التعليم في السعودية أداة رئيسية لتحقيق النماء الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع («الشرق الأوسط»)
TT

دعا باحثون وتربويون وزارة التربية والتعليم إلى الاستفادة من فترة الأسبوعين الأخيرين للمرحلة الابتدائية، التي توافق اختبارات الصفوف الأخرى، مشيرين إلى ضرورة تحويلها إلى فترة تدريب في اللغة والحاسب الآلي ودروس التقوية بدلا من جلوسهم بلا عمل.

وأكد الخبراء التربويون والباحثون في مجال التعليم ضرورة الاستفادة من هذه الفترة، بعد صدور قرار نائب وزير التربية والتعليم، فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، المتضمن استمرار الدراسة في المرحلة الابتدائية، والخاص بالتقويم الدراسي للعام الدراسي 1430هـ، وتقديم برامج تقوية دراسية للطلاب والطالبات، مع تنفيذ البرامج العلاجية للطلاب والطالبات غير المتقنين للمهارات في الفترتين الأولى والثانية، مشيرين إلى إدخال دورات تدريبية في اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي كحل أمثل للترغيب في الحضور والاستفادة من الوقت المهدر للطلاب المتقنين، حيث سيكون حضورهم بطبيعة الحال إلزاميا للطلاب، مما يوجد تذمر أولياء الأمور من المجيء بأبنائهم إلى المدرسة بعد الانتهاء من التقييم ورفع النتائج. وأوضح عبد الله الثقفي مدير التعليم بجدة لـ«الشرق الأوسط»: «إنه مقترح جيد وسيُدرس مستقبلا». مشيرا إلى أنه قد يكون واحدا من المهارات التي سيكتسبها الطلاب بعد الانتهاء من إتقانهم المهارات الأساسية المطلوب توفرها في كل مرحلة من المراحل.

وأضاف: «إن هناك برنامجا في المرحلة الابتدائية خلال فترة الاختبارات في المراحل الأخرى لتعويض الفاقد المهاري لدى بعض الطلاب، ولتعزيز اكتساب المهارة لدى البعض الآخر، وشرعت كل مدرسة بالتنسيق مع معلميها لوضع خطة واضحة لهذا الأمر».

في حين وصف عادل بترجي الخبير التربوي في اقتصاديات التعليم خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» فكرة إقامة مثل هذه الدورات بأنها غير عادية وجيدة. مبينا أنها «خيار جيد للطلاب المتقنين مما يعطي دافعا أكبر للآخرين غير المتقنين على الرفع من أنفسهم وإتقانهم للمهارات الأساسية للالتحاق بالدورة، مما يوجد تنافسا فيما بينهم، بالإضافة إلى تعليم النشء معرفة جديدة تنمي مداركه العلمية، مع عدم إلزامية الالتحاق بها، مما يجعل روح المبادرة من الآباء لاستفادة أبنائهم وتعليمهم موهبة جديدة، وحرصهم على المجيء بهم باكرا من دون الالتفات إلى الوقت الذي يمضونه داخل المدرسة». مشيرا إلى ضرورة إعطاء مثل هذه الدورات ودورات أخرى مثل دورة في قضايا التواصل الاجتماعي والتخاطب تكسب النشء مهارة إضافية تعود عليه بالنفع.

وأشار بترجي إلى تجربة طبقت العام الماضي وهي إعطاء دورة في الحساب الذهني كتجربة، وكان الإقبال عليها جيدا، وأوجدت رغبة كبيرة من أولياء أمور الطلبة على مشاركة أبنائهم فيها لإضافة قيمة إضافية لتعليم ابنه وموهبة جديدة.

إلى ذلك نوه أحمد القرني مدير مدرسة المروة بجدة على أهمية مثل هذه الدورات التي تضيف للطالب الكثير وتسخيرها أيضا في توعيتهم، وذلك بالاستفادة من التقنية الحديثة لأنها تجد قبولا لدى العديد منهم، ويتعاملون معها في أوقات عديدة تصل إلى الاحترافية لدى البعض وقد أصبحت متوفرة لدى الجميع.

وأكد القرني أن مثل هذه الدورات ستحظى بإقبال كلا الجنسين، بالإضافة إلى إيجاد حرص من أولياء أمور الطلاب على الحضور بأبنائهم وإلحاقهم بهذه الدورات لاستثمار أوقاتهم فيما يعود بالنفع عليهم مستقبلا من دون الضجر الذي تشهده على محيا بعض الآباء.

وأشار القرني إلى «أن التعليم لم يعد خدمة تقدمها الدول إلى مواطنيها كجزء من التزاماتها، بل أداة رئيسية لتحقيق النماء الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع كمولد للمعرفة تجعلها في مصاف الدول المتقدمة، والدولة بذلت الغالي لتحقيق ذلك ويسرت كل السبل للنهوض بالعملية التعليمية بمختلف مراحلها لمصاف الدول المتقدمة، إيمانا منها بأن التعليم هو الركيزة الأساسية لمجتمع المعرفة وهو عماد المجتمع وركيزته نحو تحقيق التطور والنماء». من جهته أشار التربوي طارق باعشن إلى «أنه مقترح جيد ويضيف للتعليم جمالية خاصة، وهو أسلوب شيق يرغب الصغار في الذهاب للمدرسة ويعطي دافعا كبيرا لنا في اصطحاب أبنائنا إليها بعد انتهاء التقييم لتضيف لهم أمورا جديدة ليتعلموها، وتوجد مثل هذه النشاطات والدورات في النشء حرصا للتزود بها، وبعض مدارس البنات قد شهدت مؤخرا، بعد انتهاء التقييم، إقامة بعض الأنشطة والفعاليات، وتجد الطفلة الصغيرة هي من تجبرك في أوقات عديدة للذهاب بها للمدرسة».

وأشار باعشن إلى «أن مثل هذه الدورات تعود على النشء بمردود إيجابي في المستقبل، والخروج به من نمط المعتاد وأجواء الدراسة والاستذكار إلى المشاركة والمساهمة مع بقية زملائه خلال النشاط أو الدورة، وتعطي الآباء حرصا كبيرا للحضور بأبنائهم باكرا لإعطائهم قيمة إضافية تضيف لهم في المستقبل الشيء الكثير، وستجدنا لا نطالب بتمديد ذهاب أطفالنا إلى المدارس بعد انتهاء التقييم فقط، بل نطالب بزيادة المدة إلى أكثر من أسبوعين».

وهنا يعلق حسين معروف ولي أمر أحد الطلبة بقوله: «أتمنى فعلا أن تستثمر هذه الأيام وتحول إلى أيام تدريب بدلا من ذهاب أبنائنا وبناتنا إلى المدارس من دون جدوى، أو غيابهم وجلوسهم في البيت». مشيرا إلى أنه إذا حدث ذلك فسيحرص كل ولاة الأمور على أن يحضر أبناؤهم هذين الأسبوعين.