جدة: مخاوف من حالات سقوط في مجرى السيل أثناء تصريف مياه السد الاحترازي

أمير مكة يترأس ورشة عمل لتطوير شرق جدة

مجرى لتصريف مياه السد في جدة («الشرق الأوسط»)
TT

أثار بدء تصريف مياه السد الاحترازي لبحيرة الصرف الصحي الذي بدأ، أمس، المخاوف من حالات سقوط الأفراد داخل مجرى السيل الشمالي، لا سيما أن مشروع تغطيته بالكامل لم ينته بعد، الأمر الذي حتم على الجهات الأمنية نشر دوريات لمراقبة الأوضاع في تلك المناطق.

وأوضح العميد عبد الله الجداوي، مدير عام الدفاع المدني في جدة، أن الوضع في مجمله يعد جيدا في ظل بدء الأمور وفق الترتيبات المسبقة لها، غير أن هناك ملاحظات عدة لا بد من أخذها في عين الاعتبار.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تعد المنطقة التي يمر منها مجرى السيل خلف شركة الكهرباء الأكثر خطورة نتيجة وجود مبان سكنية على الجانبين والبالغ طولها ما يقارب كيلومترا واحدا، كونها خالية من الحماية، عدا عن بلوغ ارتفاع الرصيف عن الشارع 10 سنتيمترات فقط»، لافتا إلى أن معابر المشاة الأربعة الواقعة فوق المجرى لم تعرف مدى سلامتها بعد.

وأشار إلى وجود دوريات للدفاع المدني في تلك المنطقة، وذلك بهدف تنبيه الناس تفاديا لسقوطهم، خصوصا في الفترة المسائية باعتبارها تعد منطقة ممشى خلال هذه الأوقات، الأمر الذي قد يحدث إشكاليات حيال ذلك.

وأضاف: «هناك مخلفات لأشجار ومواد بناء في مجرى السيل الشمالي، غير أنها قد لا تشكل عائقا لمضخات الرفع الموجودة، إلا أنه تم تنبيه أمانة محافظة جدة بها منذ وقت سابق»، مؤكدا في الوقت نفسه عدم تلقي أي بلاغات حول اعتراض الأهالي الساكنين في تلك المنطقة حتى الآن. ولفت إلى أن تصريف المياه بدأ بمضخة واحدة من أصل 7 مضخات رفع موجودة خلف سد حي السامر، التي ستعمل تدريجيا كي لا يكون الضخ عاليا والتأكد من جريان الماء بشكل طبيعي وخلو المجرى من المعوقات.

واستطرد قائلا: «يوجد الدفاع المدني على امتداد مجرى السيل بالكامل بداية من السد الاحترازي، وذلك لمتابعة جريان المياه، إلا أنه لا توجد أي إشكاليات فنية أو حاجة تستدعي التدخل حتى الآن».

وبين مدير عام الدفاع المدني في جدة أن عملية تصريف المياه الآن تختص بتلك الموجودة بين السد الاحترازي وسد حي السامر، والموجودة في مسافة يصل طولها إلى نحو 11 كيلومترا، إضافة إلى إزالة العقوم الترابية بها وسحب المياه المتجمعة خلفها، مشيرا إلى أنه بعد ذلك سيتم فتح عبارات السد الاحترازي لبحيرة الصرف الصحي بطريقة مقننة.

بينما أكد لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة - فضل عدم ذكر اسمه - أن الأمور تسير دون أي مشكلات، إلى جانب وصول المياه إلى البحر عبر القناة بشكل طبيعي، على حد قوله.

وحول وجود النفايات في مجرى السيل الشمالي الذي يتم من خلاله تصريف مياه السد الاحترازي لبحيرة الصرف الصحي، أفاد المصدر المسؤول بأن تلك النفايات ليست موجودة بموقع الضخ، إلا أنه استدرك قائلا: «سيتم العمل على إزالتها».

وذكر أن الضخ مستمر على مدار اليوم، إلى جانب العمل على متابعة المنطقة المكشوفة من مجرى السيل والمتضمنة عمليات الرش والتعقيم وغيرها، بحسب قوله.

من جانبه أوضح حسين باعقيل، رئيس المجلس البلدي، أن عمليات تصريف المياه الموجودة ما بين السدين الاحترازي وحي السامر ستستمر لمدة 3 أيام، ومن ثم سيتم فتح إحدى بوابات السد الاحترازي يوم السبت المقبل بهدف تصريف مياهه إلى البحر.

وقال خلال اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «تحتاج المنطقة المكشوفة من مجرى السيل الشمالي إلى انتباه، غير أن مشروع تغطيته بالكامل لم ينته بعد، الذي سيتم استكماله بعد الانتهاء من إزالة المياه»، مؤكدا عدم وجود أي خطورة تهدد أهالي تلك المنطقة.

إلى ذلك، وجه الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، ممثلي الجهات الحكومية والخاصة المشاركين في ورشة العمل الخاصة بمنطقة شرق طريق الحرمين، إلى تقديم المقترحات من أجل إعداد دراسة تضع الحلول لتطوير شرق جدة تفاديا لتكرار ما حدث في كارثة السيول والأمطار.

جاء ذلك خلال افتتاحه، أمس، أعمال الورشة التي تستمر 3 أيام بحضور الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، والمهندس عادل فقيه أمين جدة، والدكتور عبد العزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، إضافة إلى عدد من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة.

وأكد أمير منطقة مكة المكرمة أن إقامة هذه الورشة ضرورة للاستماع إلى جميع الآراء ودراستها من أجل الخروج بنتائج هامة لصالح جدة كونها بوابة الحرمين الشريفين وعروس البحر الأحمر، إلى جانب توافد الناس إليها من داخل السعودية وخارجها، واصفا جدة بأنها مدينة متفردة ومثالية ولها صفاتها المميزة.

وأضاف: «كانت هناك كارثة تسببت في فقد أرواح عزيزة وغالية علينا جميعا، كما فقدت الكثير من الممتلكات وتضررت بعض المنازل، وأعتبر ما حدث تراكما لأخطاء سابقة، ومن ثم فنحن نجتمع اليوم لنضع الحلول المناسبة حتى لا يتكرر ما حدث مستقبلا»، مشيرا إلى أنه تم اختيار مجموعة من كل الطبقات لتقديم مقترحات ودراسة موحدة يتم العمل بها للحيلولة دون تكرار الكارثة مرة أخرى.

واستطرد في القول: «ليس هناك مشكلة دون حل، ونحن نريد منكم جميعا مقترحات لتطوير شرق جدة، ومن ثم تتم دراسة هذه المقترحات من قبلكم لوضع الحلول المناسبة ورفعها لمقام خادم الحرمين الشريفين».

من جهتها استعرضت الجهات الحكومية المشاركة في الورشة أوراق عمل توضح تحديات ومقترحات كل إدارة، من بينها أمانة محافظة جدة، والدفاع المدني، والإدارة العامة للطرق والنقل في منطقة مكة المكرمة، وهيئة المساحة الجيولوجية، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وجامعة الملك عبد العزيز، وشركة المياه الوطنية.

وكانت أمانة محافظة جدة بدأت، أمس، تفريغ تجمعات المياه من البحيرات التي تكونت أمام السد الاحترازي، والتي تصل كمياتها إلى نحو 5 ملايين متر مكعب، تمهيدا لبدء أعمال تفريغ مياه السيول المتجمعة خلف السد الاحترازي في وادي العسلاء إلى البحر، السبت المقبل، متوقعة استمرار عملية تفريغ مياه السد مدة شهرين، بواقع 150 ألف متر مكعب يوميا.

وأشارت في بيان رسمي إلى أنه في ضوء المهام المنوطة بها ضمن لجنة الطوارئ المشكلة برئاسة الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة، طلبت من بعض الخبراء الجيولوجيين في جامعة الملك عبد العزيز مرافقة عدد من مسؤولي أمانة محافظة جدة للقيام بجولة ميدانية في المنطقة الواقعة قبل وبعد حي السامر، وعلى بعد 11 كيلومترا من السد الاحترازي، حيث تم تحديد موقع السد.

وكلفت الأمانة إحدى الشركات الوطنية الكبرى إنشاء سد السامر على ارتفاع 7 أمتار وطول 160 مترا، وعرض 25 مترا، بالإضافة إلى تركيب 10 مضخات للمياه 3 منها احتياطية، بهدف حجز كمية أكبر من مياه الأمطار خلفه.

وقامت الأمانة، أمس، بتشغيل مضختين على أن يتم تشغيل المضخات الـ7 بداية من صباح اليوم، الأربعاء.

وأشارت الأمانة إلى أنها سخرت إمكانات ضخمة لإنجاز السد الاحترازي في أقصر فترة زمنية ممكنة ليتم تفريغ مياه السيول المتجمعة خلف السد الاحترازي والتي لا توجد بها ملوثات أو أي أضرار بيئية كونها مياه أمطار، إلى جانب نتائج تحليل عينات منها أكدت خلوها من أي أمراض أو أوبئة لتمر في قناة ترابية من السد الاحترازي حتى تصل إلى منطقة الضخ في سد السامر، ومنها إلى قناة السيل الشمالية التي تنتهي بالبحر.

وأوضحت أمانة محافظة جدة أن المياه المتجمعة خلف السد الاحترازي كونت ما يشبه البحيرة، بلغت كمية المياه بها في ذلك الوقت نحو 20 مليون متر مكعب بارتفاع نحو 15 مترا، فيما تقدر كميات المياه المتجمعة المتبقية بها حتى الآن نحو 11 مليون متر مكعب بعد أن تم تفريغ عدة ملايين من الأمتار المكعبة بوسائل كثيرة أخرى.

ولفتت إلى أنه سيتم تفريغ أكثر من مليون متر مكعب أسبوعيا، ومن المتوقع الانتهاء من كامل المياه المحتجزة خلف السد الاحترازي خلال 60 يوما ليكون مؤهلا وفارغا وجاهزا لحجز أي مياه سيول محتمل قدومها، مما يجنب حي السامر وبعض الأحياء الأخرى أي أضرار، فيما لو لم يتم تفريغه مما خلفه من مياه السيل السابق.

وأضافت: «إن المياه الجاري تفريغها لا تحتوي على أي كميات من مياه بحيرة الصرف الصحي والتي أوقف الرمي فيها مؤخرا وبشكل نهائي، عدا عن استمرار معالجة مياهها ثلاثيا، واستخدامها في ري مشاريع الأمانة كالغابة الشرقية والأراضي الرطبة والأشجار والحدائق، وتزويد المحتاجين لها من المشاتل المنتشرة في جدة. وأكدت عدم وجود أي تسربات من سد السامر، بالإضافة إلى أن المياه التي تطفح في أحياء شرق الخط السريع هي مياه جوفية جاري العمل على شفطها ورشها تفاديا لتكون بؤر توالد البعوض، موضحة أنه سيتم إجراء تحليل للمياه الموجودة في البحيرات، وكذلك عند سد السامر، ومن ثم تحليل المياه التي تصل إلى البحر.