«خريطة طريق» خليجية لإبطال فعالية فضائيات الانحلال والطائفية

مسؤولان سعودي وكويتي لـ «الشرق الأوسط»: التوعية والتحصين هما الأهم.. وزمن الحجب ولى

TT

بدأت قيادات في أجهزة الإعلام الخليجية الحكومية في الرياض أمس، برسم «خريطة طريق» مشتركة، لتجاوز الآثار الواقعة على النشء جراء بعض الفضائيات التي تتبنى خطا مسيئا، سواء كان على نحو الانحلال الأخلاقي، أو عبر تكريس الطائفية بين أبناء مجلس التعاون.

وجاءت هذه التحركات الخليجية، كأول نتيجة للاجتماع الأول للجنة التنسيقية الدائمة المشتركة بين دول المجلس، والمكونة من وكلاء وزارات الإعلام والمؤسسات الإعلامية والأمانة العامة، التي انعقدت في العاصمة السعودية أمس.

ولن يكون من مهام اللجنة التنسيقية الإعلامية الخليجية، التقدم للشركات المشغلة للأقمار الصناعية كـ(عرب سات، ونايل سات)، بطلبات حجب بعض القنوات التي يشوب سلوكها بعض الملاحظات.

واتفق رئيسا الجانبين السعودي والكويتي، على أن سياسة المنع والحجب والتشفير «ولت بلا عودة»، مؤكدين أن اللجنة سيكون من مهامها «توعية النشء، وتحريزه من المحتوى السيئ لبعض القنوات الفضائية».

وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور رياض نجم وكيل وزارة الثقافة والإعلام في السعودية، أن بلاده إلى جانب الكويت والإمارات، قدموا 3 أوراق عمل لاجتماع اللجنة التنسيقية الإعلامية المشتركة، في إطار الهدف الرامي لـ«وضع استراتيجية خليجية لحماية النشء من سلبيات بعض الفضائيات الخاصة».

وقال نجم إن عمل اللجنة التنسيقية الإعلامية سينطلق من 3 أمور، هي: الجذب، والتنسيق، وإيجاد البديل، التي من شأنها أن تكون «خريطة طريق» لحماية النشء من المحتوى غير المناسب للفضائيات.

واستبعد أن تلجأ اللجنة الخليجية الوليدة لسياسات الحجب والمنع والقطع، وقال: «هذه السياسات ليست فعالة على المدى الطويل».

من جانبه، نفى الشيخ فيصل خليفة المالك الصباح وكيل وزارة الإعلام الكويتي، توجه اللجنة لأن تقوم بدور الوصي على المجتمعات الخليجية، أو أن تعتمد على سياسات الحجب.

وقال في تصريحات خاصة بـ«الشرق الأوسط» ردا على سؤال حول ما إذا كانت اللجنة ستعمد للتوصية بشأن حجب بعض القنوات: «دعني أكن صادقا، لا أحد يستطيع أن يحجب، لكنّ هناك طرقا يمكن من خلالها الحد من انتشار هذه الفضائيات، من خلال التنسيق مع وزراء الاتصالات، حيث إن الدول الخليجية مشتركة في قمري العرب سات والنايل سات، ويمكن التواصل مع بعض القنوات الفضائية ونطلب منهم حجب بعض البرامج».

وهنا، أكد وكيل وزارة الإعلام السعودي، من جهته، أن اللجنة التنسيقية من الممكن أن تتواصل مع بعض أصحاب القنوات الفضائية التي يلاحظ أن لها سلوكا سيئا، لمحاولة تعديل مسار تلك القنوات بشكل «ودي».

وطبقا لما ذكره الشيخ فيصل الصباح وكيل الإعلام في دولة الكويت، فإن اللجنة ستعمل على وضع «استراتيجية وآلية للتنفيذ للتصدي للمد الفضائي المسيء الذي يمكن أن يؤثر سلبا على الشباب».

وكانت اللجنة التنسيقية الدائمة من وكلاء وزارات الإعلام والمؤسسات الإعلامية والأمانة العامة في مجال الفضائيات والشباب بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، قد عقدت اجتماعها أول من أمس في الرياض، للتدارس في عدد من أوراق العمل المقدمة للاجتماع، ووضع استراتيجية مناسبة لإبطال فعالية فضائيات الانحلال والطائفية.