الهلال الأحمر يرفع فرقه الإسعافية إلى 7 والدفاع المدني يعمل على استحداث كاميرات للمراقبة

للتغلب على الازدحامات المرورية.. والمشاريع القائمة على توسيع حجم التغطية

الازدحام المروري في جدة وانعكاساته على الحالات الطارئة
TT

في الوقت الذي تكتظ فيه شوارع مدينة جدة بالسيارات، يصبح عامل الوقت لدى كثير ممن يعلقون في زحمة السير مسـألة يمكن التنازل عنها اضطراريا، إلا أن حالات أخرى لا يمكن لها الانتظار ولو لبضع دقائق، فسيارات الإسعاف وعربات الدفاع المدني التي من المفترض أن تكون في عجلة من أمرها لتلحق بمن تستطيع إنقاذه، تعلق هي الأخرى في زحمة السير منتظرة فرصة للعبور وإكمال مسيرتها في إسعاف الآخرين. ويؤكد أحمد كباس مدير وحدة الإسعاف بجدة لـ«الشرق الأوسط» أن الشوارع المغلقة وكثرة التحويلات، أعاقت عمليات إنقاذ المصابين التي تقوم بها سيارات الإسعاف، وساهمت في مضاعفة الحالات المتضررة، التي تحتاج إلى نقل سريع إلى المستشفيات والمراكز الطبية.

وأضاف الكباس «أن وحدة الإسعاف بجدة وضعت عدة حلول لهذه المعضلة، تتمثل في زيادة فرق الإنقاذ ليصل عددها إلى 7 فرق، لتتمركز في المواقع غير المغطاة إسعافيا، وذلك للوصول إليها في أسرع وقت ممكن، إلا أن المشكلة تكمن في الخطوط المخصصة للطوارئ، التي يستخدمها المواطنون، متسببين في كثير من الأحيان في إشغال هذه الخطوط، وتعطيل وحدات الطوارئ من القيام بعملها على أكمل وجه». وحول عملية التنسيق مع إدارة المرور، قال مدير وحدة الإسعاف بجدة: «إن التنسيق يتمثل في إعطائهم فكرة عن المسارات التي تتبعها عربات الإسعاف في نقل الحالات الطارئة، ليتم فتحها وتيسير مرورها، مشيرا إلى أن هذا التنسيق يبقى العامل الأهم في نقل الحالات المستعجلة التي لا تتحمل أي تأخير».

وفي نفس الوقت يجد الدفاع المدني نفسه أمام نفس المشكلة التي تواجه عمليات الإسعاف الطبي، من حيث كثرة الازدحامات المرورية، التي تتمثل في عدم وعي سائقي المركبات بحجم المسؤولية أو المهمات التي يقوم بها الدفاع المدني.

وفي هذا الجانب، قال العميد عبد الله الجداوي مدير الدفاع المدني بجدة لـ«الشرق الأوسط»: «نعاني منذ سنتين من حجم الازدحامات المرورية التي تستمر معظم ساعات اليوم، مما يتسبب في عرقلة أداء مهمتنا على الوجه المطلوب». مضيفا «أن معاناتنا تتمثل في جانبين، الأول داخل محيط المدينة، حيث يتجاهل كثير من سائقي المركبات نداءاتنا لإفساح الطريق لنا، مما يتسبب في الوقوف والانتظار حتى يتم فتح الطريق أمامنا، ولكن في بعض الحالات يتم التنسيق مع المرور لفتح الإشارات، وتسهيل حركتنا قدر الإمكان».

وأضاف الجداوي: «أما الجانب الآخر من صعوبة مهمتنا في ظل الازدحامات المرورية، فهو خارج محيط المدينة، خاصة في الخط السريع، حيث نجد كثيرا من سائقي المركبات لا يلتزمون بالمسارات المحددة لهم، ويعمدون إلى إشغال الخط الأصفر وهو خط الطوارئ الذي تستخدمه وحدات الإسعاف، مشيرا إلى أن هذه المشكلة هي نفسها التي تعاني منها وحدات الإسعاف». ويقول مدير الدفاع المدني في جدة «إن عدم وعي المواطن بأهمية المسؤولية التي نضطلع بها تقف حجر عثرة أمامنا، فغياب اللوحات الإرشادية التي من المفترض أن توضح المسارات التي يجب على قائدي المركبات اتباعها، تساهم في تشجيعهم على إشغال الخطوط المخصصة لحالات الطوارئ، بالإضافة إلى عدم تطبيق نظام صارم لمنع تكرار مثل هذه المخالفات».

وحول الحلول التي يتبعها الدفاع المدني في التغلب على هذه المشكلة، يقول الجداوي: «إننا نعمل على زيادة مراكز الدفاع المدني ليصل عددها إلى 7 مراكز من أجل تغطية أوسع للمواقع، كما نعمل على استحداث تقنية كاميرات المراقبة».

إلى ذلك أوضح العقيد محمد القحطاني مدير مرور جدة لـ«الشرق الأوسط»: «أن الطريق عبارة عن عدة مسارات، ويمكن لأي قائد مركبة استخدامه، إلا أن المشكلة تكمن في وعي المواطن في إفساحة لسيارات الإسعاف التي من المفترض أن تستخدم المنبه كصوت وضوء، للتعبير عن حالة الطوارئ التي تقوم بها». وأضاف «أن تجاهل كثير من قائدي المركبات لحالات الطوارئ، يعقد عمل وحدات الإسعاف والدفاع المدني».

وكان المهندس حسن كلكتاوي مدير تخطيط النقل والمرور في أمانة جدة أعلن عن دراسة استطلاعية تقوم بها أمانة جدة لوضع التصميمات النهائية لتحسين التقاطعات والمحاور عند منطقة تقاطع طريق الحرمين مع شارع جاك، وإعطاء حلول وبدائل لتسهيل الحركة المرورية وفك الاختناقات، وتقليل نسبة الحوادث. وأكد مدير تخطيط النقل والمرور بالأمانة أنه سيتم عند الانتهاء من الدراسة وضع الحلول المرورية على مستوى السطح وتجنب استخدام حلول إنشائية جذرية مثل الجسور والأنفاق إلى أبعد حد ممكن بالإضافة إلى تحسين مستوى الخدمة للمركبات والمشاة وتنظيم أرصفة المشاة خاصة عند التقاطعات إلى جانب تحسين المواقف الموجودة على جانبي الطريق.