جدة: توقعات الأرصاد تغير خطط منظمي منتدى جدة الاقتصادي

أدت إلى تحويل مسار 8 رحلات جوية للمشاركين.. وتجاوز أمطار الخميس والجمعة بسلام

TT

دفعت التغيرات المناخية التي تشهدها معظم دول العالم منظمي منتدى جدة الاقتصادي لتحويل مسارات نحو ثماني رحلات جوية قادمة من لندن وجنيف والولايات المتحدة الأميركية، كانت تقل المشاركين في المنتدى الذي يفتتح أعماله اليوم ويستمر لمدة ثلاثة أيام متتالية.

وأرجع الدكتور عبد العزيز بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، خلال اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، سبب تحويل مسار تلك الرحلات إلى أجواء الثلوج التي تشهدها الدول الأوروبية، الأمر الذي اضطرهم إلى تحويل مسارات ثماني رحلات جوية.

يأتي ذلك في وقت بثت فيه الأرصاد السعودية توقعاتها حول إمكانية هطول أمطار على مدينة جدة منذ نهاية الأسبوع الماضي حتى اليوم، مما أدى إلى تغيير بعض خطط منظمي منتدى جدة الاقتصادي.

وبالعودة إلى رئيس مركز الخليج للأبحاث قال لـ«الشرق الأوسط»: «اضطررنا إلى تغيير مكان مأدبة العشاء في فندق هيلتون جدة الذي يحتضن منتدى جدة الاقتصادي لهذا العام، إذ كان من المفترض إقامتها في المنطقة المفتوحة بجوار المسبح، إلا أنه تم وضعها داخل الفندق تحسبا لهطول أي أمطار اليوم».

من جهته، أوضح لـ«الشرق الأوسط» حسن ميرة، نائب رئيس الإدارة العامة للتحاليل والتوقعات التابعة للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن الأجواء اليوم غائمة إلى غائمة جزئيا على منطقة مكة المكرمة، مع احتمالية هطول أمطار تقل بصورة ملحوظة.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن فرصة هطول الأمطار على المرتفعات الجنوبية الغربية قد تمتد إلى الغربية حتى الطائف، إلى جانب أنها ما زالت موجودة ما بين القصيم وحائل والرياض لتصل إلى حفر الباطن»، مشيرا إلى وجود رياح نشطة ما بين منطقتي المدينة المنورة وحائل.

وحول التنسيق معهم بخصوص وضع منتدى جدة الاقتصادي أفاد بوجود اتفاقيات مع الجهات ذات العلاقة في المحافظة، من بينها إدارة الدفاع المدني التي تقوم بدور رئيسي في إصدار التحذيرات عبر الوسائل المختلفة.

وأضاف «عادة ما نتلقى اتصالات من بعض القطاعات قبل عقدهم لأي فعالية، وذلك بهدف الحصول على توقعات الطقس، إلى جانب مشاركة الرئاسة العامة للأرصاد في وضع أعلام الدول المشاركة بأي ملتقى عبر موقعها الإلكتروني، غير أن ذلك لم يحدث مع منظمي منتدى جدة الاقتصادي».

وأشار حسن ميرة إلى أن أجواء مدينة جدة اليوم تعد طبيعية، إلا أن التحذيرات تعد روتينية رغم أنها تقوم بدورها، إضافة إلى أنه من السهل الحصول على توقعات الطقس لمدة خمسة أيام عن طريق الموقع الإلكتروني للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.

وهنا علق الدكتور عبد العزيز بن صقر قائلا «تم الاتصال بالأرصاد وأخذ التوقعات في ظل احتمالية هطول الأمطار، لا سيما أن لها تأثيرا علينا داخليا وخارجيا»، مؤكدا عدم وجود أي تخوف من قبل الضيوف والمشاركين في المنتدى حيال الوجود بجدة.

وفي سياق متصل، تشهد مدينة جدة منذ يوم الخميس الماضي وحتى اليوم استنفارا أمنيا على خلفية تحذيرات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حول احتمالية هطول أمطار على المدينة.

وذكر لـ«الشرق الأوسط» العميد عبد الله الجداوي، مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، أن هناك استنفارا كاملا لقوات الدفاع المدني بما فيها من فرق المراقبة والإنقاذ وعمليات البحث الموجودة، مشيرا إلى عدم وجود أي شيء يستدعي التدخل خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين في ظل مراقبة مجاري ومصبات الأودية.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «شهدت المحافظة أمطارا متوسطة ومتفرقة يوم الخميس الماضي تركزت على الجنوب والبلدية والمناطق المحيطة بها، غير أنها كانت خفيفة في شرق جدة»، لافتا إلى هطول أمطار متوسطة يوم الجمعة المنصرم على منطقة شرق جدة والكيلو 14 والأحياء المجاورة التي تضررت في السابق.

وأضاف «هطلت يومي الخميس والجمعة الماضيين أمطار متوسطة إلى غزيرة لمدة دقائق معدودة على كيلو 14، أسفرت عن تجمعات للمياه في المنطقة، إلى جانب جريان الماء من طريق مكة المكرمة القديم حتى نقطة تفتيش أم السلم، غير أنها لم تؤثر على المنازل والممتلكات».

وفي ما يتعلق بالخطط التي تم وضعها لمنتدى جدة الاقتصادي، أبان مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة أن تلك المهمة تعد إحدى المهمات الخاصة، مضيفا «تم وضع استعدادات خاصة بمشاركة الجهات الأمنية الأخرى».

وأشار إلى وجود فرق خارج موقع المنتدى لتأمينه والتدخل إذا ما استدعت الأمور، إلى جانب مركز الدفاع المدني الواقع بالقرب من مقر منتدى جدة الذي تم تدعيمه بآليات ضرورية للمهمة، عدا عن مفتشي السلامة الموجودين في الموقع بالتنسيق مع الجهات الأمنية والمنظمين لتوزيع المهام فيما بينهم، مؤكدا أن الوضع طبيعي وإنما يتم التعامل تحسبا لأي حال.

إلى ذلك، أعلنت أمانة محافظة جدة عن مباشرتها لنحو 569 بلاغا متعلقا برفع المياه، وذلك خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، على خلفية هطول أمطار بلغ إجمالي كمياتها لليومين 1.0 ملليمتر.

وأشارت في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إلى أنه تم التعامل مع الأمطار التي سقطت على جدة خلال يومي الخميس والجمعة بتوجيه الناقلات لشفط تجمعات المياه، وتكثيف أعمال الرش والمكافحة والنظافة، إلى جانب فتح شبكات التصريف في المناطق المنفذة بها وسط المدينة.

وأوضح المهندس محمد قطان، مدير العلميات في أمانة محافظة جدة، أن أمطارا خفيفة ومتوسطة هطلت الخميس على بعض أحياء محافظة جدة، والتي بلغت كمياتها 00.7 ملليمترات حسب ما سجلته أجهزة القياس فور سقوط الأمطار.

وأضاف «سقطت أمطار خفيفة يوم الجمعة على بعض أحياء المحافظة بكمية وصلت إلى 00.3 ملليمترات حسب ما سجلته أجهزة القياس»، لافتا إلى أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات فور سقوط الأمطار.

وأفاد مدير العلميات في أمانة محافظة جدة بأن مراقبي الأمانة والبلديات الفرعية قاموا بتحديد مواقع تجمع الأمطار، حيث شهد شمال جدة أمطارا خفيفة جدا في نطاق بلدية المطار الفرعية، فيما تم رصد تجمعات لمياه الأمطار في 6 شوارع رئيسية و18 شارعا فرعيا تابعة لبلدية أبحر الفرعية.