مدير جامعة الجوف: لا «مناطقية» بالتعليم.. ولا نزال «نحبو» في البحث العلمي

البروفسور محمد بدير قال في حوار لـ«الشرق الأوسط» إنه يسعى للرقي بها لمصاف الجامعات العالمية

البروفسور محمد بدير مدير جامعة الجوف («الشرق الأوسط»)
TT

اعترف بكل جرأة بأنهم لا يزالون يحبون في طريق البحث العلمي. لكنه يصر بحماسة على أن يرقى بجامعة الجوف التي يديرها لمصاف الجامعات العالمية.

فالبروفسور محمد بدير يرفض البتة ما سماه «مناطقية التعليم»، ويؤكد أن كل الحظوظ متساوية أمام الجميع في القبول والتعيين، سواء من ناحية الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس، وكيف لا وهو الذي تم اختياره من بين أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، لأن يتولى رئاسة جامعة الجوف التي شكلت «حجر الزاوية» لأبناء المنطقة الحدودية التي كانت دولة مثل الأردن في يوم من الأيام مقصدا لهم في التعليم الجامعي. لكن وضع منطقة الحدود الشمالية أصبح مختلفا الآن، فالهجرة بحثا عن التعليم لم تعد هدفا بعد وجود جامعة الجوف التي أحدثت «هجرة عكسية»، بل إن الأمر تعدى ذلك، كما يؤكد مدير جامعة الجوف، الذي قال إن جامعته ستكون فيها نسب محددة لقبول غير السعوديين، وقد قامت فعليا بقبول بعض الطلاب من أبناء الجالية اليمنية.

كثيرة هي الملفات التي تناولها بدير في هذه المقابلة، وقدم فيها شرحا تفصيليا عن مشاريع طموحة تعمل عليها جامعة الجوف لخدمة أبناء وبنات لا المنطقة فقط، بل الوطن..

وفي ما يلي نص الحوار الذي جرى في الجوف..

* بداية، ما هي رسالتكم ورؤيتكم المستقبلية لجامعة الجوف؟

- جامعة الجوف تطمح في تحقيق رسالتها من خلال تقديم برامج أكاديمية ذات جودة عالية لإعداد كوادر مميزة لتلبية حاجات الوطن، كما تسعى الجامعة لوضع نواة للبحث العلمي لتنمية وتعزيز التقدم المعرفي والمشاركة في خدمة قضايا المجتمع والبيئة بمنطقة الجوف خصوصا والمملكة بشكل عام، بهدف تقدم الوطن ورفعته، مع الالتزام بالقيم والأعراف الأكاديمية، أما فيما يتعلق بالرؤية المستقبلية للجامعة، فيمكن إيجازها في توجه الجامعة نحو الريادة والتميز في مجالات العلم والتعليم، وإجراء البحوث العلمية المبتكرة بما يسهم في خدمة المجتمع لتصبح الجوف في طليعة الجامعات السعودية، وبالتالي من الممكن أن تقود قاطرة التعليم، والبحث العلمي، والتقدم الحضاري في شمال البلاد.

* احتضنت الجامعة مجموعة من الكليات وأصبحت الأم لها، فما هي الهيكلة التي اعتمدتموها؟

- جامعة الجوف بدأت بكليتي العلوم والمجتمع بالقريات، وتقدمت إلى أن بلغت الآن إحدى وعشرين كلية أكاديمية، تحمل بين دفتيها ما يزيد على مائة وعشرين قسما أكاديميا، وهناك نقلة نوعية في عدد الكليات حدثت بإلحاق كليات المعلمين للبنين والبنات، وكذا الكليات الصحية بالجامعة، وهو ما جعل المسؤولين يفكرون في إعادة هيكلة هذه الكليات، فبدأت الجامعة بكليات التربية (المعلمين)، وبعد انتقال تبعية كلية العلوم الصحية للبنين، وكذا البنات بسكاكا، وكلية العلوم الصحية للبنات بالقريات، ارتأت إدارة الجامعة تعديل الخطة الدراسية لبرامج هذه الكليات، لتواكب استراتيجية الجامعة مع النظام الدراسي بالجامعات، وبعد اعتماد الخطة الجديدة من قبل مجلس الجامعة العام الماضي، وتوافقا مع توجهات وزارة التعليم العالي، أعيدت هيكلة الكليات الصحية بعد انضمامها للتعليم العالي لتتناسب مع سوق العمل، وقامت الجامعة بالعمل على وضع خطط تتناسب مع مخرجات سوق العمل، عبر برامج تمنح درجة البكالوريوس، حسب خطة إعادة الهيكلة التي أوصى مجلس الجامعة بالموافقة عليها، ورفعها إلى مجلس التعليم العالي.

* منطقة الجوف تزداد توسعا سنة تلو أخرى، والجامعة سنة تلو أخرى تسير في خطى توسعية وتزداد أعداد الطلبة الجدد، فما هي الطاقة الاستيعابية لاحتوائهم؟

- جامعة الجوف وليدة خمس سنوات مضت، وهي تعمل لأن تكون من أكبر الجامعات المحلية والعالمية، فهناك طفرة نوعية في كلياتها التي أصبحت إحدى وعشرين كلية، وأقسامها التي تربو على المائة وعشرين قسما، وهذه الكليات لديها قدرات ومقومات قادرة على استيعاب الطلبة ذكورا وإناثا على حد سواء، ومن ينظر لعمادة القبول والتسجيل يكاد يشعر بالطفرة النوعية التي حدثت لأعداد الطلبة المقبولين في الجامعة، حيث بدأت في عامها الأول بما يقارب 300 طالب وطالبة، وفي العام الذي تلاه أصبح العدد 2282 طالبا وطالبة، وقفز هذا العدد في العام الدراسي الحالي ليصل إلى 6134 طالبا وطالبة، ونحمد الله على عطائه بأن وصل مجموع الطلبة المنتظمين والمنتسبين للجامعة إلى 20 ألف طالب وطالبة في هذا العام، ونستعد في العام المقبل لاستقبال المزيد.

* على الرغم من أن جامعة الجوف تعتبر ناشئة فإنها فتحت أبوابها للانتساب، ماذا هدفتم من هذه الخطوة؟

- الشروع في فتح برنامج الانتساب في بداية مشوار الجامعة أمر لافت للنظر، لكن هذه الجامعة قدر لها أن تولد أمام التحديات المستقبلية، وتماشيا مع توجهات حكومتنا، بأن يكون مبدأ التعليم حق للجميع، فقد ارتأت الجامعة أن تترجم هذه الرؤية عمليا، من خلال فتحها باب الانتساب الذي فتح بوابة الأمل أمام من فاتهم قطار التعليم الجامعي، والناظر لهذا البرنامج مع ولادته الأولى يرى أنه قد ولد ناضجا منذ أن رأت عيناه الشمس، بل حقق نجاحا ملموسا فاق المتوقع، إذ تمكن من استيعاب ما يزيد على 1000 طالب وطالبة في مختلف التخصصات، وجرت العملية بيسر وسهولة دون أي عثرة تذكر، ونحن في جامعة الجوف نأمل أن ينعكس هذا البرنامج على المجتمع المحلي بالفائدة المرجوة.

* صدرت موافقة المقام السامي على إنشاء أربع عمادات حديثة، فما الحاجة لوجودها، وبماذا ستخدم الجامعة؟

- جامعة الجوف احتضنت منذ نشأتها عمادة القبول والتسجيل، وبقي الأمر هكذا، وبعد اكتمال النصاب القانوني لكليات الجامعة كانت الحاجة ملحة لقيام عمادات مساندة ومراكز متخصصة، ومن هنا جاء الأمر السامي الكريم بإنشاء أربع عمادات جديدة، عمادة الجودة والاعتماد الأكاديمي، وتكمن أهميتها في اعتماد الجامعة أكاديميا وعالميا، وترسيخ مفهوم الجودة والتطوير المستمر، وكفاءة الأداء على المستويين الأكاديمي والطلابي، وعمادة التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد، وهي عمادة تواكب التيار العالمي التقدمي في ميدان التعليم الإلكتروني، الذي أصبح من أهم سمات هذا العصر، وعمادة السنة التحضيرية وهي عمادة تؤهل الطلبة الجدد علميا ورياضيا ونفسيا إلى الإقبال على العلم والتعلم من نواح شتى ومتعددة، وعمادة شؤون الموظفين وهي عمادة تهتم بشؤون أعضاء هيئة التدريس والمحاضرين، والمعيدين، والموظفين من الإداريين ومنسوبي الجامعة.

* في إطار التعاون المستمر بين الدول، قبلت جامعة الجوف طلابا من غير السعوديين، ما هي الآلية التي تسير وفقها عمليات القبول لديكم؟

- بالتأكيد الجامعات تقوم برفد بعضها بعضا سواء هنا ما بين جامعاتنا، أو هناك في الدول التي يتم قبول أبنائها، على أساس فتح باب التعاون بين الأشقاء، وهذا التعاون هو الأساس الذي بنيت عليه رسالة الجامعات من أجل الرقي بالمجتمع العربي والإسلامي حسب توجهات معلمنا الأول خادم الحرمين الشريفين، ويأتي في هذا الإطار قبول الطلاب غير السعوديين، وقد قامت الجامعة بقبول طلاب غير سعوديين بتوجيه من وزارة التعليم العالي، ووفق آلية وأنظمة التعليم المعمول بها في المملكة لقبول هؤلاء الطلاب، كما أن قبولهم اقتصر على بعض الكليات، وسوف يكون لأبناء المقيمين في البلاد نصيب من ذلك، وتبدو أهمية ذلك في خلق روح المنافسة بين الطلاب، وتبادل الثقافات المختلفة، وهي نسبة لا تؤثر على قبول السعوديين بالجامعة، كما تم قبول مجموعة من أشقائنا الطلبة اليمنيين وفق منح خاصة بوزارة التعليم العالي، وهؤلاء تم تأمين سكنهم ومواصلاتهم وما يحتاجونه إليه من خدمات.

* الجامعات المختلفة تسعى للحصول على الاعتماد الأكاديمي من خلال الجودة، وقد قمتم بإنشاء عمادة للجودة والاعتماد الأكاديمي، ماذا هدفتم من هذا التوجه؟

الجودة والتميز في العمل سمة النجاح لأي كان، وأصبح هذا الشعار ضرورة في الآونة الأخيرة، لتحسين مخرجات التعليم، والحصول على الاعتماد الأكاديمي، ومن هنا حرصت الجامعة على هذا الجانب وأعطته الأولوية القصوى، وبعد توشيج العمادة بالأمر السامي، وافق مجلس التعليم العالي على إنشاء عمادة الجودة والاعتماد الأكاديمي بجامعة الجوف، وضمت هذه العمادة مجموعة من لجان التخطيط الاستراتيجي، ومتابعة الجودة، والاعتماد الأكاديمي، والقياس والتقويم، والتدريب وتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس ومنسوبي الجامعة، وها هي العمادة تعمل على ترسيخ مفهوم الجودة والتطوير المستمر، وتلهج وراء كفاءة الأداء بكليات الجامعة بما يتوافق مع أنظمتها وبرامجها وأهدافها المعلنة، بناء على آليات تقويم معترف بها من خلال إطار عمل دؤوب.

* العولمة وهجرة الكتاب قادتا للدور المميز للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، فما هو دور جامعتكم في ذلك؟

- بما أن التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد يشكل وسيلة تفاعل حديثة لتقديم المعلومة للطالب، ويعد نظام ارتباط للأنظمة الحديثة، فإنه يهدف إلى تقديم خدمة تقنية ومهنية عالية للطلاب، فضلا عن تصميمه مقررات علمية، وحقائق تتواكب مع متطلبات الثقافة العلمية والمرجوة، وتحسين قدرات أعضاء هيئة التدريس ومهاراتهم في تصميم المقررات الإلكترونية، وتطوير محتوياتها، ويهدف في ذات الوقت إلى تصميم خطط علمية لوضع برامج التعليم الإلكتروني وتحديثها، بما يتواكب مع الأنظمة العالمية، وبناء معايير قياسية ذات جودة عالية، في تطبيقات التعليم عن بعد.

* في ظل وجود إدارة عامة لشؤون الأساتذة والموظفين، ما الحاجة لإنشاء عمادة في هذا الشأن؟

- عمادة شؤون أعضاء هيئة التدريس والموظفين من العمادات التي حظيت بموافقة كريمة من المقام السامي الكريم العام الحالي، وهذه العمادة تعنى بشؤون أعضاء هيئة التدريس من التعاقدات مع الأجانب وتوظيف أبناء البلد، وتهتم أيضا بشؤون المحاضرين، والمعيدين من حيث التوظيف والابتعاث وكل ما يتعلق بهذا الخصوص، ولم تكتف عند هذا الحد، بل هناك الكوادر الوظيفية بالجامعة من مديري الإدارات وموظفيها ومنسوبيها على مختلف القطاعات بالجامعة، فهي تعنى بشؤون الإدارات والموارد البشرية بشكل عام.

* تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين أقيم مؤخرا المعرض الدولي للتعليم العالي بالرياض الذي ضم 360 جامعة محلية ودولية، ما رأيك في هذه الاحتفالية الأكاديمية؟

- صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على تمديد فترة الابتعاث الخارجي لمدة خمس سنوات مقبلة، اعتبارا من العام الحالي، وتأتي هذه اللفتة متماشية مع خطط التنمية التي تهدف لرفع كفاءة أبناء الوطن وتزويدهم بشتى أنواع المعارف والعلوم في مختلف التخصصات والتطبيقات العلمية والنظرية من مختلف جامعات الدول المتقدمة، وفي ضوء التوجيهات السامية بإطلاق ورعاية هذا البرنامج الرائد سعت جامعة الجوف لتوظيف هذه المعطيات لتعود على الوطن والمواطن بأعلى درجات التميز لتحقيق الأهداف المرجوة منها بما يسهم في تعزيز وإعداد الكفاءات الوطنية، وتنمية الموارد البشرية وتأهيلها بشكل فاعل كي تصبح منافسا عالميا في سوق العمل ومجالات البحث العلمي ورافدا مهما في دعم الجامعات السعودية والقطاعين العام والخاص.

* من خلال المعرض السابق حققت جامعة الجوف نجاحا متميزا بإبرام عدد من الاتفاقيات مع بعض الجامعات الدولية، فهل تطلعنا على بعض منها؟

- جامعة الجوف تسعى للتعاون المثمر في شتى الميادين العلمية مع الجامعات العالمية لإيمانها بأن التعاون الدولي من أهم سمات العصر الحديث، وفي ظلال المعرض الدولي قامت الجامعة بعقد عدد من الاتفاقيات، أولاها اتفاقية جامعة موناش بأستراليا، والتي سعت إلى تأكيد مفهوم الجودة والاعتماد الأكاديمي، ونصت الاتفاقية على أن تقوم جامعة موناش الأسترالية بمراجعة المناهج الدراسية للجامعة، وإمدادها بعدد من البرامج التعليمية، وتبادل الزيارات بين أعضاء هيئة التدريس لدعم قدراتهم الأكاديمية في تطبيق معايير الجودة، كما تم توقيع عقد آخر مع جامعة ليدن بهولندا لتقديم الاستشارات البحثية لبناء نواة للبحوث العلمية بالجامعة، بالإضافة إلى إبرام الجامعة اتفاقية مع جامعة فيينا بالنمسا لدعم إنشاءات وتجهيزات المعامل بكلية العلوم وأقسام أخرى في الجامعة، وتسعى الاتفاقية لدعم الاستشارات المختلفة في منظومة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في جامعة الجوف.

* وبرأيك، ما الفائدة المرجوة من تلك الاتفاقيات، وكيف تصب في مصلحة الجامعة بوجه خاص، والمنطقة بوجه عام؟

- الجامعة من خلال توقيع تلك الاتفاقيات سيكون لها شأن كبير خلال الأعوام المقبلة، وذلك بتبادل الخبرات بين الجامعات الثلاث، وإيجاد الخطط والدراسات، مما يوفر أنجع الطرق الأكاديمية والعلمية للجامعة والمنطقة.

* تعاني منطقة الجوف من نقص في الخدمات الصحية، كسائر القطاعات الصحية في المملكة، فما هو دور الكليات الطبية في خدمة القطاع الصحي؟

- يجب أن نعترف بداية بأن المنطقة تشهد نموا وتطورا في مختلف القطاعات، ومن ضمنها القطاع الصحي، ولا نغفل أن جامعتنا ناشئة، وكون الجامعة تشتمل على بعض الكليات المرتبطة بالجانب الصحي من مثل كلية الطب وكلية العلوم الطبية التطبيقية، وكلية العلوم الصحية، وكلية الصيدلة، وكلية طب الأسنان، فإن هذا يشجعنا على التعاون مع مديرية صحة الجوف للاستفادة من خبرات الأساتذة الذين يعملون على تدريس طلاب العلوم الطبية نحو تهيئتهم لتقديم الخدمات الطبية لمعالجة المرضى وتدريب الطلاب في مجال الطب ليكتسبوا الخبرة العملية في مجال تخصصهم، وهو ما ينعكس إيجابا على المواطنين بشكل خاص، والقطاع الصحي في المنطقة بشكل عام.

* رصد أخيرا بعض الباحثين في جامعة الجوف أعداد أشجار الزيتون من خلال الأقمار الصناعية، وهو ما يدل على وجود أرضية خصبة للبحث العلمي، فما دور الجامعة في ذلك؟

- جامعة الجوف من الجامعات الحديثة التي أنشئت في عهد خادم الحرمين الشريفين، وهي لا زالت تحبو نحو البحث العلمي، ومن هنا نشأت لجنة دائمة للبحث العلمي لمتابعة ودعم ومساندة أعضاء هيئة التدريس في هذا الميدان، وكان نتيجة ذلك تميز أحد أعضاء هيئة التدريس من خلال تقديم بحث لخدمة المجتمع المحلي، حيث قام الباحث برصد أعداد أشجار الزيتون المتوافرة في منطقة الجوف من خلال الأقمار الصناعية، إضافة إلى أن البحث ذاته سيكون باكورة لمعرفة الأوبئة والأمراض التي تتعرض لها أشجار المملكة، ومن خلال تطلعات خادم الحرمين الشريفين وتوجيهات وزارة التعليم العالي، والدعم المتواصل للبحث العلمي، هناك مجموعة من الأبحاث الواعدة قيد الدراسة وسوف ترى النور قريبا، ولم يقتصر الأمر على الباحثين، فقد وضعت الجامعة اللبنات الأولى لمراكز البحوث الواعدة، كالمركز الإقليمي للطب الجزيئي وأبحاث السرطان، والبيئة وصحة الإنسان، ومراكز البحوث الواعدة في الوراثة الإنسانية، وأنظمة القوى الكهربائية.

* كيف كانت مشاعرك وأنت ترى تخريج الدفعات لهذه الجامعة الوليدة برعاية من أمير المنطقة الأمير فهد بن بدر؟

- الجامعة تحتفل كل عام بتخريج كوكبة من طلابها بحضور المئات من أهالي المنطقة وأعيانها وأولياء أمور الطلبة الذين يشاركون أبناءهم حفل التخرج الذي تقيمه الجامعة، ويتوج هذا الاحتفال الحضور الدائم للأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف، الذي يحمله تواضعه على ضرورة السلام على كل خريج في جامعة الجوف، باعتبارهم جيل المستقبل الواعد لبناء المملكة، ولإيمانه بأن الاستثمار في العنصر البشري يعد من أهم الإنجازات التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين، وذلك في توالي تخريج دفعات من أبناء الوطن من شتى المناطق والأصقاع، بهدف تأهيل أبناء المجتمع السعودي لتلبية احتياجات المملكة المرحلية والمستقبلية، والمساهمة في تطوير المجتمعات المحلية لما للجامعة من دور ريادي.

* ما هو الدور الملقى على عاتق الجامعة لمكافحة الفكر المتشدد؟

- الوسطية والاعتدال هما الأساس الذي قامت عليه سماحة الإسلام، والطالب أيا كان هو الذخيرة التي تعتمد عليها في جامعتنا لبناء جيل واعد حامل لهذه الرسالة، وقد كرم الله هذه الأمة بأن احتضنت المملكة وجهة هذا الدين (المسجد الحرام وما يحيط به من أرض مباركة)، ولم يأل القيمون على أمر الإسلام والمسلمين جهدا في رعاية وحماية هذا الحرم المقدس، إلا أن هناك فئة من ذوي الأطماع الخاصة لا همّ لهم إلا إزاغة أبصار البشر عن هذه الحقيقة وتدنيس صورة الإسلام، حتى تنامى هؤلاء في غيهم وسمحوا للآخر بوصف الإسلام بالإرهاب، وهنا يأتي دور الجامعة في توعية أبنائها نحو فهم حقيقة الإسلام النابذ للإرهاب والتطرف.

* ما هي الخطوات القادمة التي سوف تقومون بها للقفز بالعلاقات العامة والإعلام الجامعي من وضعه الحالي، ولماذا لم يتم عمل إصدارات خاصة بالجامعة حتى الآن؟

- هناك توجه لدى الجامعة لتطوير إدارة العلاقات العامة، من خلال العمل على جذب الكوادر الإعلامية المتخصصة، وهو ما نعمل عليه الآن، وصحيفة الجامعة في طريقها للظهور من خلال لجنة خاصة، وستكون بالوجهتين الصحافية والإلكترونية.