رالي حائل يستحدث أكبر سوق موسمية للمهنة في المنطقة

وفر فرص عمل لـ 1259 شابا وشابة.. مغيرا بذلك «ثقافة الأعمال المخجلة»

شاب سعودي يمارس عملا كان في السابق يعد من الأعمال المخجلة
TT

ساهم رالي حائل الدولي في تغيير بعض المفاهيم الخاطئة، التي تتعلق ببعض الأعمال التي كان يراها بعض من الشباب السعودي في السابق أمورا مخجلة.

رالي حائل الدولي قاد لانخراط عدد من أهالي المنطقة والمحافظات المتاخمة لها، ومن الجنسين رجالا ونساء، في أعمال الميكانيكا، والجزارة، وإعداد الطعام، ليأتي ذلك في محل المعزز للحراك الاقتصادي الذي تشهده المنطقة، مع توافد أعداد كبيرة من المتابعين من الداخل والخارج.

ومع بدء الفعاليات المصاحبة لرالي حائل الدولي للعام الحالي، انخرط أكثر من 1259 مواطنا ومواطنة في أعمال مؤقتة، كانت الفعاليات المصاحبة للرالي السبب الرئيس في تأمينها وبالتالي الاستفادة منها.

متنزه المغواة في حائل، وبحسب المهندس مبارك السلامة، المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار بحائل ورئيس لجنة الفعاليات في الرالي الدولي الشهير، أكد على تنوع الأعمال التي استفاد منها أبناء المنطقة، والتي كان أبرزها العمل في مركز الإرشاد السياحي، وسوق الحرف اليدوية، والمأكولات الشعبية، والأمسيات، والمحاورة الشعرية، ومخيم الرعاة، وعروض الفن والثقافة، والمجتمع والمرح، والعمل على جمع المقتنيات الأثرية، والفنون الشعبية وسباقات الإبل، بالإضافة إلى فعالية وسط النفود، التي احتضنتها المنطقة القريبة من محافظة جبة شمال حائل.

واعتبر السلامة الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» الإقبال المتزايد على الانخراط في الأعمال المصاحبة للرالي الدولي، دليلا إيجابيا على الأثر الاقتصادي والاجتماعي الذي يعود في الوقت ذاته بالفائدة على المنطقة وأبنائها.

وحظيت الأعمال المهنية، التي تتطلب مجهودا كبيرا بإقبال ملحوظ من أبناء المنطقة، وكان أبرزها ما يتعلق بميكانيكا السيارات، وتجهيز وتوليف السيارات ذات الدفع الرباعي، وغسيل وتركيب الإكسسوارات والزينة، فيما استطاعت نساء المنطقة من جانبهن، اقتحام هذا المجال وتحقيق عوائد مجزية أغرت بعض المعلمات للعمل في بعض المهرجانات الموسمية، من حيث تجهيز وإعداد بعض المنتجات الشعبية، التي تلقى رواجا على المستوى المحلي والخارجي.

علي العمّاش أمين الغرفة التجارية الصناعية بحائل أكد أن تنظيم رالي حائل ساهم بتحسين الصورة النمطية، وعلى مدار النسخ الأربع الماضية، لبعض الأعمال المهنية وتغيير بعض المفاهيم الخاطئة عن العمل، ليجد الشباب السعودي أنفسهم على مقربة من تلك الأعمال، التي كانت في السابق محل حرج اجتماعي في نفوسهم.

ورأى أمين الغرفة التجارية الصناعية بحائل أن رالي حائل ساعد في خلق كثير من الفرص العملية والاستثمارية الموسمية، للرجال والنساء، ضمن عدد من الأنشطة الاستثمارية، ومنها إعداد المنتجات والأكلات الشعبية والمواد التموينية وبيعها، وتنظيم المناسبات والمهرجانات، والأمن والحراسة، وتأجير السائقين، والضيافة، وبيع الذبائح والخضار والفواكه، متركزين في مواقع الفعاليات المختلفة المصاحبة لرالي حائل الدولي.

وقدّر العمّاش، الذي تحدث هو الآخر لـ«الشرق الأوسط»، العاملين من الجنسين في الفعاليات بأكثر من 500 شخص، محققين دخلا يوميا يتخطى 2000 ريال.

واستدل بتبني الغرفة التجارية الصناعية في حائل مؤخرا، لدعم إحدى السيدات التي امتهنت إعداد المأكولات الشعبية وبيعها، وهو ما يندرج وفقا للعمّاش تحت مظلة دعم أصحاب المشاريع الصغيرة، التي تعمل الغرفة بالشراكة مع صندوق الموارد البشرية على تبنيها وتقديم أوجه الدعم للجهاز.

الشاب خالد الشمري أرجع مشاركته وكسره لحاجز الخجل وبالتالي مشاركته في الأعمال المشاركة في المهرجان الدولي لرياضة التطعيس هو وأحد أصدقائه، مستغلين خبرتهم في مجال الميكانيكا في تحقيق عوائد ماليه مُجزية بالنسبة لهم.

وساهمت بطولة التطعيس التي اختتمت فعالياتها مؤخرا ضمن الفعاليات المصاحبة لرالي حائل الدولي 2010، بظهور نشاط استثماري جديد، عمد إليه بعض شباب منطقة حائل، تمثل في توفير مكائن (مواطير) الهواء وتأجيرها، لمتنزهي البطولة وروادها، للتمكن من تعبئة إطارات مركباتهم بعد الخروج من الكثبان الرملية.

الشاب مخلف الشمري صاحب تجربة أخرى، عمد للاستثمار في مواطير الهواء، جراء الكثافة المرورية التي تشهدها المنطقة، وهو ما دعاه لشراء مولد هواء والتفكير في تأجيره للزوار، بواقع خمسة ريالات للمركبة، مُحققا بذلك في اليوم الأول، أكثر من 1500 ريال.

وفي السوق الشعبي ومواقع مختلفة على طريق الفعاليات المصاحبة، تضع سيدات حائل، وأم نايف إحداهن، ما صنعته أناملهن من مأكولات شعبية ومشغولات يدوية، بالإضافة للوجبات والأطعمة والأغذية، التي ترى أم نايف التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أنها بوابة لدخل جيد لا يُستهان به.

وتودع حائل شعبيا ورسميا مساء اليوم زوارها الذين توافدوا عليها بكثافة لافتة من السعودية ودول العالم وقضائهم لإجازة منتصف العام الدراسي بمنطقة حائل لمشاهدة رالي حائل الدولي وفعاليات المصاحبة حيث يحرص أهالي المنطقة سنويا على إقامة مخيمات للترحيب بالزوار بالقرب من فعاليات رالي حائل الدولي ومساره، وتشهد هذه المخيمات حفل وداع بمخيماتهم لضيوف المنطقة الزوار.