رئيس منتدى جدة الاقتصادي لـ «الشرق الأوسط»: ركزنا على المستقبل لا اجترار الماضي

قال: كارثة جدة كانت ستُطرح في المنتدى لولا أن تحقيقاتها ما زالت مستمرة

متحدثون في المنصة الرئيسة لإحدى جلسات المنتدى («الشرق الأوسط») و عبد العزيز بن صقر
TT

عقد كامل مضى هو عمر منتدى جدة الاقتصادي، كان خلاله الحدث الأكثر إثارة على المستوى الإعلامي والاقتصادي، بل وتعدى إلى الشأن الاجتماعي.

ولم يخلُ منتدى من المنتديات العشرة الماضية من التعرض للنقد، كعادة أي عمل استثنائي مطلوب منه النجاح الكامل، زاد من ذلك ما تعرض له المنتدى من ظروف ماضية من وقف وإلغاء حتى عودته بنسخته العاشرة التي ختمت أعمالها بنهاية الأسبوع المنصرم.

الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر رئيس منتدى جدة الاقتصادي العاشر ورئيس مركز الخليج للأبحاث، تحدث بمنتهى الشفافية والمصداقية في حوار مطول لـ«الشرق الأوسط» ليعلق على كل ما دار حول المنتدى في نسخته الأخيرة، وليتحدث عن الصعوبات التي واجهت الفريق الذي عمل على تنظيم المنتدى من بدايته وحتى نهايته.

فإلى تفاصيل الحوار:

* بعد انتهاء منتدى جدة الاقتصادي، ما تقييمكم الشخصي له؟ وما مدى رضاكم عن ما قُدم فيه؟

- التقييم الموضوعي لمنتدى جدة الاقتصادي في دورته العاشرة يؤكد أن المنتدى نجح بامتياز لسبب بسيط جدا هو أنه حقق المطلوب منه طبقا لما هو مخطط له سلفا، فجميع الأوراق المتفق عليها طُرحت في إطار برنامجها الزمني المحدد، ووفقا للمتحدثين الذين سبق الإعلان عنهم، وفي الوقت المخصص لكل متحدث، كما أن المداخلات وما طُرح من أسئلة في نهاية كل جلسة كانت جيدة وأثرت الجلسات وفتحت المجال للحوار الموضعي الهادف والعميق وتطرقت إلى كل جوانب القضايا التي طرحها المنتدى على مدار تسع جلسات خلال ثلاثة أيام هي العمر الزمني لجلسات المنتدى، إضافة إلى الجلسة الافتتاحية الأولى التي كانت بمثابة إعلان مبكر عن نجاح المنتدى، وتجلى ذلك في رعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وكلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية الكثير من المعاني وبشرت بنجاح المنتدى، وكذلك الكلمات التي ألقيت من جانب معالي وزير التجارة والصناعة عبد الله أحمد زينل، وصالح عبد الله كامل رئيس مجلس إدارة غرفة جدة والغرفة الإسلامية، وأيضا كلمات عدد من المتحدثين وجميعها حملت الكثير من المؤشرات الهامة التي أكدت نجاح المنتدى قبل انعقاد جلسات العمل، كما أن تفضل الأمير خالد الفيصل بتكريم رعاة المنتدى كان بمثابة تكريم للمنتدى وجميع المشاركين فيه. كل هذه المؤشرات التي جاء في الجلسة الأولى عكست رضا الجميع وشعورهم بالنجاح، ثم توالت الجلسات كما هي مخطط لها، وهذا هو النجاح بعينه.

أما عن مدى الرضا عن فعاليات المنتدى فهو غاية الرضا ولله الحمد والشكر، وهذا شعوري وشعور جميع من شارك في المنتدى، متحدثا أو مشاركا أو منظما، فهو سعيد. ولقد نال المنتدى في دورته العاشرة تكريما غير مسبوق عندما تفضل مجلس الوزراء الموقر في جلسته التي عُقدت يوم الاثنين الماضي بالتنويه بأعمال المنتدى، حيث جاء في البيان الصادر عن المجلس: «نوه المجلس بأعمال منتدى جدة الاقتصادي العاشر الذي ينظمه مركز الخليج للأبحاث تحت عنوان (الاقتصاد العالمي 2020م)، مؤكدا أهمية موضوعات هذا المنتدى التي تعالج قضايا العصر بمشاركة القادة والفاعلين في الاقتصاد العالمي والحضور من أصحاب الفكر والتطوير، خصوصا أنه يأتي في ظروف عالمية بالغة التعقيد ويبرز دور المملكة ومكانتها العالمية وما توصلت إليه من تقدم ملموس في مختلف الجوانب». وإنني أنتهز هذه الفرصة وأتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى مجلس الوزراء الموقر على هذا التنويه العظيم الذي أعتبره وساما على صدري وعلى صدور جميع المشاركين، والمتحدثين، والمنظمين لهذا المنتدى، ونعتبره أكبر حافز، وأعظم تقدير لنا جميعا، وأعتقد هذا مبعث رضا الجميع ومكمن شعورهم بالارتياح والسعادة والفخر.

* يتردد أن صعوبات كبيرة واجهتكم قبل انطلاق المنتدى، حدّثنا عن هذه الصعوبات؟

- من البديهي أن تواجه عملا بهذه الضخامة صعوباتٌ كثيرة ومعقدة، وهذا شيء متوقع عند تنظيم مناسبة بهذه الأهمية وهذا الحجم، ولكن العبرة بكيفية مواجهتها والتغلب عليها، وتحمل الجهات الحكومية والرعاة مسؤولياتهم، ومن المؤكد أن الصعوبات تبدأ منذ التخطيط، حيث كان لا بد أن نركز على محورين هامين: القضايا التي يناقشها المنتدى، ونوعية المتحدثين والمشاركين، على أن نراعى الظروف الاقتصادية الراهنة وتداعيات الأزمة المالية العالمية، وعلاقة هذه الأزمة باحتياجات الإنسان في التنمية، والصحة، والتعليم، والطاقة، وإصلاح المؤسسات المالية وإعادة الثقة إليها، والزراعة والأمن الغذائي، والحديث عن الطاقة المتجددة والتغييرات المناخية خصوصا أن المملكة هي المنتج والمصدر الرئيسي للنفط في المنطقة وارتباط اقتصادها بالوقود الأحفوري. خلاصة القول أن المنتدى أراد أن يركز على المستقبل لا اجترار الماضي، ولذلك ركز على القضايا العالمية خلال السنوات العشر المقبلة ومن جميع الزوايا ذات العلاقة بعمليات التنمية.

كما أن المنتدى - وإن كان عالمي التوجهات والاهتمامات - ركز على القضايا ذات الصلة بالمملكة ومنطقة الخليج، وجميع القضايا التي طُرحت في الجلسات ناقشت أبعاد هذه القضايا على المملكة، لأن المملكة صاحبة أكبر اقتصاديات في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي ولها دور اقتصادي وسياسي هام على الخريطة العالمية، إضافة إلى أنها من أكبر منتجي ومصدري للنفط على مستوى العالم، ولها دور كبير في استقرار أسعار النفط عالميا وفي مواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية على المستوى الدولي انطلاقا من دورها في قمة العشرين، وما قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من حلول وما طرح من مواقف ورؤى وأفكار لمواجهة تداعيات هذه الأزمة، وتأمين العالم وتحصينه ضد تكرارها مستقبلا.

وللحقيقة فإن جميع الجهات الحكومية لم تتأخر لحظة واحدة في تقديم المساندة للمنتدى، وعلى سبيل المثال تم منح جميع التأشيرات التي تقدمنا للحصول عليها، بل إن التأشيرات كانت تصدر في ساعات محدودة للغاية، وأي تأخير يكون قد حدث في هذا الشأن فهو يعود إلى الدول التي يأتي منها المشاركون، أما الجهات المسؤولة في المملكة فلم تؤخر تأشيرة واحدة. في النهاية ما نود التأكيد عليه أن أي عمل كبير تواجهه صعوبات، لكن بالتعاون والعزم على النجاح تتحول هذه الصعوبات إلى فرص للنجاح.

* بعد انطلاق المنتدى تقدم عدد من المشاركين بجملة من الاعتذارات، ما السبب؟ وكيف عوضتم غيابهم؟

- أولا لم تصل نسبة الاعتذارات إلى حد «الجملة» كما جاء في السؤال، ولكنها حالات قليلة جدا وكانت لظروف قهرية: لارتباطات إما داخلية وإما خارجية، كما حدث مع بعض أصحاب المعالي الوزراء من المملكة، أو بسبب الظروف الجوية والمناخية التي أعاقت وصول رئيس اتحاد الاتصالات الدولي. وفي كل هذه الحالات كان التعويض من الجهة التي ينتمي إليها الضيف المعتذر نفسه، أي أنه ينيب عنه مسؤولا كبيرا في الوزارة أو الجهة التي ينتسب إليها، وكان يتفضل بإلقاء كلمة المعتذر نفسه، وفي ذلك لم تحدث أي مشكلة، فكانت كلمة المسؤول ووجهة نظره تأتي إلى المنتدى وتُطرح كاملة غير منقوصة.

* شاع وجود خلافات بينكم وبين مسؤولين في غرفة جدة تسببت في خروج المنتدى بصورة أقل من المتوقعة.

- أولا سوف أجيبك من حيث انتهى السؤال وأقول: كيف حكمتم على المنتدى أنه خرج بصورة أقل من المتوقعة؟ أعتقد أن هذا الكلام مرسل، ولا يجب على وسائل الإعلام التي كانت حاضرة بل ومشاركة في النجاح الذي تحقق أن تردد قولا دون أسانيد، وإذا كنت تريد أن أثبت لك أن المنتدى خرج بالصورة اللائقة والمتوقعة فسوف أحيلك إلى هذه الصحيفة («الشرق الأوسط»)، إضافة إلى الصحف المحلية الأخرى، لترى ما كُتب عن المنتدى وجلساته. إنني أعتبر ما نقلته وسائل الإعلام والصحف السعودية هو خير دليل على النجاح، بل إنها وثّقت عبر الكلمة والصورة نجاحا يستحق الفخر والاعتزاز، ودعني هنا أشكر جميع وسائل الإعلام والصحف السعودية والعربية والعالمية التي أثبتت مهنية وحرفية عالية في التعامل مع هذا الحدث.

أما عن الخلافات مع مسؤولي الغرفة فأنت تقول في السؤال «يشاع»، وأنت تعلم يقينا أن الإشاعات مغرضة وضارة وتنقل غير الصحيح وإلا ما قيل عنها إنها «إشاعة» التي هي عكس «الحقيقة». أخي العزيز، الغرفة التجارية الصناعية في جدة هي الجهة المالكة للمنتدى الاقتصادي وتحرص على نجاحه بكل قوة، والمسؤولون فيها لديهم تجربة طويلة في التعامل مع المنتدى، وهذه التجربة انعكست بالإيجاب على المنتدى العاشر. وأريد أن أسجل أن جميع مسؤولي الغرفة وعلى رأسهم الشيخ صالح كامل على قدر المسؤولية وأصحاب فكر وليس لهم مصلحة سوى نجاح المنتدى، أما كلمة «يشاع» فليس لها واقع في علاقتي بمسؤولي غرفة جدة الذين أثبتوا أنهم مثال للتعاون البنّاء من أجل مصلحة الوطن وجدة.

* يتردد أن نقل المنتدى من مركز المعارض إلى فندق «هيلتون» كان على أثر خلافك مع مُلاّك مركز المعارض.

- أعتقد أنكم شاهدتم الحضور الكثيف للمشاركين في المنتدى، سواء في قاعة الجلسات، أو المركز الصحافي، أو صالات الطعام، أو نحو ذلك. وأعتقد أن اختيار الفندق كان موفقا جدا، حيث كانت جميع الخدمات متوفرة في مكان واحد، ولو كان المنتدى انعقد خارج الفندق لكان واجهنا كثير من المشكلات في نقل الضيوف جراء الازدحام الذي تشهده شوارع جدة خصوصا مع عطلة المدارس التي واكبت فترة انعقاد المنتدى. أخي الكريم، لا يُعقل أن يكون أي تغيير وراءه اختلاف. وكيف يُختزل الحديث عن منتدى بهذا الحجم من حيث الأهمية وعدد ونوعية الحضور والقضايا المطروحة، في خلافات جانبية لا أساس لها في الواقع؟ إننا نتحدث عن منتدى يليق بالمملكة العربية السعودية ذات المكانة المرموقة عالميا، وصاحبة الاقتصاد الأكبر في المنطقة، وحاضنة الحرمين الشريفين حيث قِبلة المسلمين وقبر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام... ويليق بجدة بوابة الحرمين الشريفين وأقدم مدينة تجارية في المنطقة، الشيء الوحيد الذي كان نصب أعين الجميع سواء الغرفة التجارية، أو مركز الخليج للأبحاث، هو نجاح المنتدى فقط لا غير.

* يرى البعض أن منتدى جدة خرج بصورة غير مرضية خلافا لأعوام مضت، وأن الأسماء التي تحدثت كانت أقل بكثير من الأعوام الماضية؟

- بداية، ما مقياس عدم الرضا؟ وما الشيء غير المرضي في المنتدى؟ عموما سأكرر لك قولي السابق وأقول لك عُدْ إلى صحيفتك وتتبع ما كتبَته عن المنتدى والمشاركين فيه، بل عد أنت شخصيا إلى ذاكرتك وإلى كتاباتك، ولتكن موضوعيا في الحكم، إذا فعلت ذلك فستجد أن المنتدى مُرْضٍ جدا، ومفيد وناجح بكل المقاييس العلمية، والاقتصادية، والتنظيمية، وغير ذلك من أدوات القياس الموضوعية المعروفة في مثل هذه المناسبات. وكما ذكرت لك سابقا لا تصلح العبارات المطلقة في الحكم على النجاح والفشل، بل يجب الحديث عن أدلة وثوابت لكي يكون الرد بأدلة وثوابت أيضا.

* اعتاد الإعلاميون في منتدى جدة عقد مؤتمرات صحافية عقب كل ورقة عمل أو جلسة، إلا أن الأمر اختلف هذا العام، لماذا؟

- بداية كانت الجلسات مفتوحة أمام جميع الصحافيين، وجميع المقاعد مزودة بأجهزة للترجمة الفورية بعدة لغات في مقدمتها اللغة العربية، والمشاركة متاحة للجميع دون استثناء، كما أن الأسئلة التي تطرح عقب كل جلسة كانت بمثابة مؤتمر صحافي موسع ويحقّ لكل صحافي أن يسأل ما يشاء، كما أن إمكانية لقاء الصحافيين والإعلاميين بالمتحدثين كانت متاحة عقب كل جلسة وجميع الصحافيين حصلوا على لقاءات خاصة مع الضيوف، وهذه اللقاءات الخاصة كانت مفيدة لأنها حملت أسئلة متنوعة تناسب اهتمامات كل صحيفة أو وسيلة إعلامية، والمنتدى جهز مركزا صحافيا مزود بوسائل الاتصال كافة لاستخدامات الإعلاميين، بل إن مركز الخليج للأبحاث كان يزود جميع وسائل الإعلام عقب كل جلسة بخبر صحافي موسع ومتكامل الأركان يتضمن ملخصا وافيا وشاملا عن كل جلسة من جلسات المنتدى التسع، وجاء ذلك انطلاقا من اهتمامنا بدور وسائل الإعلام في المنتدى.

* المشاركة النسائية كانت محدودة جدا وكذلك حضورهن، إلامَ تعيدون ذلك؟ - أولا نحن نؤمن بأهمية مشاركة المرأة في المنتدى، بل وفي غير ذلك من المناسبات المماثلة لما للمرأة في المملكة من حضور مهم على المستويات كافة، كما أن ذلك يأتي انطلاقا من فخرنا بما وصلت إليه المرأة السعودية في مجالات الحياة كافة، من أجل ذلك تم توزيع الدعوات على الكثير من سيدات الأعمال والمثقفات والإعلاميات وغيرهن للمشاركة والحضور، ولكن قد يكون وراء عدم حضور بعضهن أسباب خاصة، أو ارتباطات عمل.

* تسبب فصل قسمَي الرجال والنساء في تعرضكم لانتقادات، كيف تعلقون على ذلك؟

- نعتقد أن مقاعد الجلوس في قاعة الجلسات كانت على أفضل ما يكون، جميع من في القاعة كانوا على مسافة واحدة من المتحدثين، كما أن وسائل الاتصال والعرض والمشاهدة كانت بمواصفات عالمية، وما يفصل القاعة هو حاجز زجاجي يحفظ للنساء خصوصيتهن، وفقا لما تقتضيه العادات والتقاليد الإسلامية والعربية دون شطط أو غلوّ. إننا نحترم المرأة ونريد أن نوفر لها كل ما من شأنه أن يوفر لها الراحة وسهولة المشاركة، وهذا ما تم في منتدى جدة الاقتصادي العاشر.

* يرى البعض أن موعد انعقاد المنتدى لم يكن موفقا إذ توافق مع مجريات أحداث جدة.

- هذا القول ليس صحيحا، بل إن المنتدى نفسه كان يود أن يناقش هذه القضية، ولكن تراجع عن ذلك لكون التحقيقات في هذا الموضوع ما زالت مستمرة، ولكون هذا الموضوع محليا بحتا، والمنتدى يعقد من أجل جدة وأبناء جدة وهم الذين يحتضنون هذه المناسبة العالمية، وبفضل دعمهم جعلوه يقف شامخا بين أعرق المنتديات المماثلة في العالم، وهو يدين بالفضل لأبناء جدة على هذا الدعم المتواصل، من جهة أخرى، المنتدى في نسخته العاشرة اهتم بمستقبل الاقتصاد والتنمية ومحو آثار الأزمة المالية العالمية ومستقبل البشرية خلال السنوات العشر المقبلة، وهذا في حد ذاته محاولة للبحث عن الحلول، وبما أن جدة والمملكة جزء من العالم فإنها سوف تستفيد من الحلول، وكما قلت سابقا مناقشة التنمية بجميع جوانبها في المملكة كانت حاضرة في المنتدى.

* قلتم في تصريحاتكم الصحافية: «منتدى جدة لا يحتاج إلى مشاركة نجوم السياسة لإثبات نفسه، ألا ترى أن السياسة والاقتصاد مرتبطان ارتباطا وثيقا يجعل المنظمين يحرصون على مشاركة نجوم السياسة؟

- بداية، جميع الذين شاركوا في منتدى جدة الاقتصادي في نسخته العاشرة كانوا نجوما كل في تخصصه، فهم أتوا من منظمات دولية، ووزارات، ومعاهد بحثية، وهيئات مرموقة، وجامعات كبرى، متخصصون كل في مجاله، ولهم خبرات علمية وعملية وأكاديمية مهمة جدا، إضافة إلى رجال مصارف وغير ذلك، وأعتقد أن هذه النوعية من المتخصصين هي التي تناسب المنتدى وموضوعاته، لأننا نتحدث عن تأثير الأزمة المالية العالمية على دول العالم، كما نتحدث عن الحلول المثلى، وكل ذلك يتطلب صاحب الخبرة والتخصص حتى يكون الحديث موضوعيا وملائما، ونحن بالفعل ندرك أهمية ارتباط السياسة بالاقتصاد ولذلك كان المشاركون أصحاب خلفيات سياسية وممن يعملون في منظمات ومواقع لها علاقة بالسياسة. عموما المنتدى ليس مهرجانا خطابيا بقدر ما هو مناسبة اقتصادية وتجمع عالمي مرموق له تاريخه وله توجهاته، وعلى ضوء ذلك تم اختيار المشاركين.

* تحدثتم عن أرباح سيحققها المنتدى للمرة الأولى تصل إلى نحو 1.5 مليون ريال، من أين أتى هذا الربح؟ وهل تحقق؟

- أتى هذا الربح من مشاركات الرعاة، وبالفعل تحقق.

* منتدى جدة الاقتصادي منذ نسخته الأولى وحتى العاشرة، ماذا قدم لمدينة جدة حتى الآن؟

- حقق الكثير، ولا يمكن لأي منصف أن يتجاهل إنجازات منتدى جدة الاقتصادي، ويتجلى ذلك في أنه يصنف ضمن كبريات المنتديات في العالم، ويستقطب كبار المهتمين بالاقتصاد، والسياسة، والمال، والأعمال، وناقش خلال مسيرته قضايا مهمة تهم المملكة والعالم، ويمكن الرجوع إلى الوثائق والمراجع لمعرفة ماذا قدم المنتدى مقارنة بعمره الزمني القصير نسبيا مقارنة بمنتديات أخرى عريقة، وعلى الجميع أن يعرف طبيعة مثل هذه المنتديات والمطلوب والمأمول منها حتى تكون التوقعات والمطالبات واقعية، فطبيعة المنتديات أنها تعرض القضايا المهمة وتبحث لها عن حلول وتضع هذه الحلول أو المقترحات أمام المشاركين في صناعة القرار لتبصيرهم بما يدور بغية الوصول إلى الحلول المثلى للقضايا محل الاهتمام، ويتضمن ذلك تجارب أصحاب التجارب، وأفكار المتخصصين كل في مجاله، فالمنتدى تجمع عالمي يحمل رؤى فكرية ويبحث عن الحلول ويعرضها ولا يصنع القرارات نيابة عن المشاركين في صناعة القرار في الحكومات.