رئيس المساحة الجيولوجية لـ «الشرق الأوسط»: نعمل على دراستين «عاجلتين» لدرء مياه السيول عن شرق جدة

تستغرق 8 أسابيع.. وتركز على أضرار سيول وادي قوس ومشوب وغليل

TT

كشف الدكتور زهير بن عبد الحفيظ نواب، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية لـ«الشرق الأوسط»، عن البدء بإعداد دراستين عاجلتين لشرق مدينة جدة تختصان بتوفير حلول عاجلة قابلة للتنفيذ، تركزان على المواقع التي تعرضت لأضرار جسيمة جراء تدفق مياه السيول في أودية قوس ومشوب وغليل، وتخلصان إلى إيجاد وسيلة لدرء مياه السيول عن مدينة جدة.

ووصف الدكتور زهير الدراستين بالعاجلتين اللتين لا تنتظران وقتا، ولا ضخ ميزانية - على حد وصفه - خلال اتصال هاتفي أمس، وهو ما أوجب اعتمادها من قبل أمير منطقة مكة المكرمة بشكل عاجل.

وزاد بالقول: «وافق الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة على عمل هاتين الدراستين، بالتعاون مع جامعة الملك عبد العزيز، وتقديمهما لأمانة مدينة جدة، وهما تتعلقان بالدراسات الجيولوجية والجيوهندسية، بخصوص الأودية والأحواض المائية، واقتراح أفضل المواقع لبناء جسور احترازية، ليست كبيرة، لحماية هذه المناطق من تكرار كارثة السيول بعد الأمطار».

وأشار رئيس هيئة المساحة الجيولوجية إلى أن الدراستين ستكتملان وتقدمان في غضون ثمانية أسابيع، وأنهما نبعتا إثر المخاوف التي اندلعت أحداثها بعد كارثة سيول جدة في موسم الحج المنصرم، وتتضمنان حماية سريعة وعاجلة لشرق مدينة جدة من أمطار كبيرة، أو سيول جارفة فجائية قد تدهم هذه المناطق.

وحول أبرز المخاوف البيئية العاجلة التي استدعت بناء السدود الاحترازية، قال الدكتور زهير: «هذه الدراسات ستكون كفيلة بالقضاء على المشكلات البيئية، لوجود البحيرات في مواقع مختلفة نتيجة هطول الأمطار المتفرقة، بغية عدم وجود تجمعات مائية تنتج عنها كوارث بيئية، ومعالجتها»، وزاد: «إذا كانت هناك مشكلات أثناء تنفيذ مثل هذه الدراسات فلا بد على الفور من ذكرها ومعالجتها».

وعما إذا كان المواطنون قد قدموا شكاوى تختص بالأودية الثلاثة، أوضح أن بعض المواقع شرق الخط السريع تأثرت ببقاء المياه في أماكن عديدة لفترات طويلة، الأمر الذي سبب سقوط بعض الناس فيها، وتعتبر كذلك بيئة ملائمة وخصبة لتوالد البعوض، ومخاوف أخرى تتعلق بحمى الضنك، كل هذه الأشياء نعتبرها مخيفة جدا، ويجب معالجتها، ومهمتنا المساهمة في القضاء على تلك التجمعات الصغيرة التي تعد أماكن جاذبة للأمراض والأوبئة، والتي يجب إزالتها أولا بأول.

وحول تفسير كلمة حلول «عاجلة» و«ممكنة» ذكر الدكتور زهير أنها تعني عدم انتظار ميزانيات قادمة، واعتمادات مالية كبيرة، حيث يمكن توفير مبالغ مالية معقولة، ليست بالمليارات، لكن قد تكون بعشرات الملايين، يمكن تدبيرها، وبإمكانها تخفيف الأضرار الناتجة عن السيول، تقوم بتمويلها أمانة مدينة جدة، حيث إن تكلفة الدراسة الأولى خمسمائة ألف ريال، والأخرى مليون ومائتا ألف ريال، مركزين في المرحلة القادمة على مشاريع سريعة وعملية وناجعة - على حد قوله - معللا ذلك بالقول: هذه مشاريع ليست طويلة الأجل.

وعن التوقعات بحل المعاناة بالكامل، أورد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية، قد يكون تعبير «لا يمكن في أي مكان تنفيذه» إشارة إلى الكارثة الفيضانية التي حلت بدولة البرتغال، وهي دولة أوروبية وعضو في الاتحاد الأوروبي، وسببت وفيات بالعشرات كتقدير أولي قابل للزيادة جراء عواصف آنية حلت بها، وقس على ذلك - والحديث للدكتور زهير - ما حل بأميركا قبل خمس سنوات من أعاصير خلفت وراءها مئات الضحايا، مؤكدا في السياق ذاته أن القدرة الإلهية لا أحد يستطيع التغلب عليها.

واختتم بالقول: ما حدث في مدينة جدة أن خلال أربع ساعات هطلت أمطار وسيول لم تحدث في أربعة أعوام مجتمعة، ونحن نعمل قدر الإمكان على التخفيف من الظواهر الطبيعية ومعالجة مسبباتها، ولا يمكن القضاء عليها كلية، وإلا لما سمعنا عن أحداث وضحايا في مناحٍ عديدة في العالم.