تحركات حكومية للتخفيف عن ميناء جدة بتحديد موقع ميناء الليث «المنتظر»

جهات رسمية توقعت أن يخفف نحو 50% من الضغط الذي يتعرض له الميناء

TT

توقعت مصادر حكومية أن يلعب ميناء الليث «المنتظر» دورا هاما في التخفيف من الضغط الذي يتعرض له ميناء جدة الإسلامي بما يقارب 50% من حجم البضائع التي يستقبلها، مشيرة إلى أنه سيتم تحويل جميع البضائع الموسمية إلى ميناء الليث عند الانتهاء من تنفيذه وبدء العمل فيه.

ويأتي ذلك في وقت تجري فيه عمليات استعراض للمواقع المناسبة لإقامة الميناء على سواحل الليث، ومن ثم عرضها على أمير منطقة مكة المكرمة بعد دراستها ليتم اختيار الموقع النهائي والأكثر مناسبة لإقامة مشروع الميناء.

وكان بيان رسمي بثته إمارة منطقة مكة المكرمة أوضح أول من أمس أن «ميناء الليث سيعمل على حل مشكلة الزحام في ميناء جدة الإسلامي وتعمل المؤسسة العامة للمواني على الدراسات اللازمة لإعادة تشغيله وتطويره ليساعد ميناء جدة الإسلامي في استقبال بعض السفن، حيث سيعمل الميناء على تخفيف الضغط عن ميناء جدة بنسبة خمسين في المائة، وبالتالي سيتم تحويل سفن البضائع الموسمية إلى الميناء الجديد فور الانتهاء من بنائه ومنها سفن الحبوب السائبة».

ويأتي ذلك في وقت تعكف جهات حكومية على تحديد المواقع المقترحة لإقامة ميناء الليث المنتظر الذي سبق الإعلان عنه في وقت سابق ولم يحدد المكان الذي ستتم إقامته فيه.

ومؤخرا جمع لقاء بين الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس المؤسسة العامة للمواني ووفد مرافق له، لمناقشة المواقع المقترحة والدراسات المتعلقة بالميناء، إضافة إلى الحديث وتناول التطورات في مشروع ميناء الليث والدراسات الخاصة بإنشائه والموقع. إلى ذلك، كان فريق فني مكون من خبراء ألمان قاموا بزيارة لمنطقة الليث في الثالث من يوليو 2009 واجتمعوا خلال الزيارة بمسؤولي المنطقة لدراسة إمكانية إنشاء الميناء في المنطقة إضافة إلى إنشاء مدينتين صناعيتين في المحافظة على مساحة 15 مليون متر مربع. وأوضح حينها مسؤول في بلدية الليث لـ«الشرق الأوسط» أنه «تم تحديد موقع الميناء من قبل اللجنة المعنية بالدراسة على مستوى عمق المياه الذي وصفوه بأنه مناسب لإنشائه.

إلى ذلك، كان مستثمرون ومطورون لمشاريع الليث السياحية اقترحوا دخول الحكومة معهم كشريك مالي واستراتيجي، كضمانة لزيادة فرص النجاح لمشاريعهم المستقبلية، التي تتجاوز قيمتها النصف مليار ريال. وأبرز المطورون، الذين قاموا بجولة الشهر الماضي في الليث، دور الدولة في تذليل العوائق والبيروقراطية التي تواجههم عند البدء في تنفيذ هذه المشاريع واستخراج تصاريحها، لافتين إلى أنهم بصدد استثمار ثلاثة مشاريع بالمحافظة استثمارا سياحيا، لا سيما أنها «منطقة بكر، ويعد الاستثمار فيها تجربة جديدة».

ويأتي ذلك بعد أن أعلنت الهيئة العامة للسياحة والآثار عن إطلاق 5 مشاريع سياحية في محافظتي الليث والقنفذة والجزر المحاذية لهما، ويتوقع أن تتجاوز تكلفة تأسيس المشاريع السياحية في الليث وحدها 610 ملايين ريال. وتشمل هذه الاستثمارات المتوقعة مجموعة من الفنادق والمنشآت الترفيهية والمتاحف وتطوير الجزر. إلى ذلك، واجه ميناء جدة خلال العام الماضي صعوبات بالغة جراء تعطل عدد كبير من حاوياته، إضافة إلى بعض المشكلات التي ترتب عليها تراجع تنفيذ الأعمال وأضرار بالغة لحقت بالتجار، حيث يخدم الميناء المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويعد منفذا اقتصاديا رئيسيا حيث يقوم بمناولة 59 في المائة من حجم البضائع عبر المواني السعودية.