جدة: جمعية خيرية تشن حربا على التدخين بزيارة الأماكن العامة ومساعدة المقلعين وتحذير المستمرين

السعودية الأولى خليجيا «في التدخين» و30 ألفا يموتون سنويا بسببه

جمعية «كفى» ساهمت في رفع مستويات التوعية باضرار التبغ في بلد يبلغ معدل انتشار التدخين فيه 20% («الشرق الأوسط»)
TT

شنت جمعية خيرية في جدة حربا على التدخين، بإطلاق حملة تعد الأولى من نوعها، تقوم خلالها بزيارة الأماكن العامة والقطاعات الحكومية والخاصة ومساعدة المدخنين على الإقلاع، وتحذير الآخرين المستمرين في التدخين من مخاطره والأضرار الناجمة عن استمرارهم.

ويأتي ذلك في وقت أشارت فيه آخر الإحصائيات إلى احتلال السعودية المركز الأول خليجيا في انتشار التدخين، حيث بلغ معدل انتشار التدخين بها 20 في المائة، مؤكدة أن ما يقارب 30 ألف شخص في السعودية يموتون سنويا على خلفية إصابتهم بالأمراض الناجمة عن التدخين.

وبحسب عبد الله بن حسن سروجي المدير التنفيذي للجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات (كفى): «فإن هذه الحملة المتنقلة أكدت نجاحها في رفع مستوى التوعية من أضرار التدخين، وذلك من خلال توقف عدد من المدخنين عن ممارسة التدخين بعد إخضاعهم لجلسات برنامج العيادة المتنقلة العلاجي».

وأبان سروجي «أن الجولة الميدانية التي دشنتها الجمعية تأتي امتدادا لبرامج الجمعية التي تقدمها للجميع وتهدف إلى التعريف بالخدمات المساعدة التي تقدمها جمعية (كفى) للمجتمع بغرض الحد من ظاهرة التدخين، سواء كان ذلك من خلال المحاضرات والبرامج الموسمية، والأنشطة الثقافية الأسبوعية في مخيم الجمعية، إضافة إلى الدور الذي تقوم به عيادات الجمعية في طرق علاج المقلعين عن التدخين سواء كان ذلك نفسيا أو طبيا.

وبين سروجي «أن الجمعية تسعى إلى تحقيق رسالتها الإنسانية نحو (مملكة بلا تدخين) من خلال خفض نسبة المدخنين لتكون بيئتنا صحية خالية من التدخين، نظرا لما يسببه التدخين من أمراض خطيرة على صحة الإنسان منها: السرطان، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب، إضافة إلى ارتفاع معدل الوفيات بسبب الأمراض الناتجة عن التدخين ومشتقات التبغ».

وقال بيان صدر عن الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات (كفى) أمس: «إنه من منطلق حماية المجتمع من آفة التدخين وتحت شعار (بيئة عمل وأحياء خالية من التدخين) أطلقت حملة تعريفية ضمن فرق مختصة تجوب أحياء جدة لزيارة المنشآت المختلفة، للتوعية وتقديم المساعدة للأشخاص الراغبين في الإقلاع عن التدخين وتحصين الشباب ضد هذه الآفة من خلال توزيع منشورات توعية تعرفهم بمخاطر الدخان والمخدرات على صحة الفرد والمجتمع».

وأضاف البيان «أن الفرق الجوالة انطلقت من مقر الجمعية في حي الفيحاء بجدة، وتستهدف عددا من المنشآت سواء الحكومية أو القطاع الخاص في أحياء العروس منها: البوادي، والأندلس، والسلامة، والحمراء، والنعيم، والروضة، والنهضة، والتحلية، والمحمدية، والخالدية».

وبدأت الفرق في جولتها الميدانية من قبل طاقم متخصص في التوعية والعلاج الطبي والنفسي في المنشآت، حيث شمل المسح البنوك والمؤسسات التجارية الواقعة داخل الأحياء، فيما قدمت الفرق خدمات التوعية للراغبين في الإقلاع عن التدخين، عن طريق البروشورات التعريفية بمشتقات التبغ والأضرار الطبية المثبتة بإجماع المنظمات الصحية العالمية، إضافة إلى توزيع عدد من الهدايا التحفيزية للمقلعين عن آفة التدخين.

وخصصت الجمعية رقما لتلقي اتصالات المحتاجين للمعونة للإقلاع عن التدخين وهو: «0556321111» إضافة إلى استقبال طلبات المنشآت الراغبة في زيارة الفرق الجوالة للتعريف بأنشطة وبرامج الجمعية وطرق الاستفادة من الخدمات التي تقدمها عيادة «كفى» للراغبين في الإقلاع عن آفة التدخين.

يشار إلى أن مجلس الوزراء السعودي وافق على مشروع نظام مكافحة التدخين المرفوع من قبل مجلس الشورى، قبل 5 سنوات، ويحتوي النظام المقر على أكثر من 20 مادة تحظر التدخين في الأسواق والمطاعم وأماكن العمل.

وكانت السعودية قد انضمت إلى ميثاق اتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ التابع لمنظمة الصحة العالمية، التي تلزم كل دولة بوضع أنظمة داخلية لمكافحة التدخين، حيث تشمل العقوبات المدخنين في الأماكن العامة كالأسواق والمطاعم والساحات المحيطة بالمساجد والوزارات والمؤسسات التعليمية، ووسائل النقل العامة، والمصاعد ودورات المياه. في حين أشارت إحصائيات غير رسمية إلى أنه يوجد في السعودية نحو 6 ملايين مدخن من الرجال والنساء.