فريق الرحالة يختتم محطات رحلته بالقبض على أفراده

مدير المرور لـ «الشرق الأوسط»: أوقفناهم بعد خروجهم عن مسار الرحلة

لقطة لفريق الرحالة السعودي الذي كان السجن آخر محطات رحلته التاريخية (تصوير: بطرس عياد)
TT

كانت نهاية غير متوقعة، حيث قضى فريق الرحالة، الذي جاب صحاري ومدن وقرى وهجر السعودية في رحلة امتدت على مدار 13 يوما لاكتشاف التراث العمراني للمناطق السعودية الـ 13، الساعات الأخيرة من الرحلة في إقناع دوريات المرور بأنهم يقومون بعمل منظم ومصرح له من الجهات الرسمية، حيث ألقت دوريات المرور القبض على الفريق بدعوى التجمهر في شارع التحلية.

في حين رد العقيد عبد الرحمن المقبل مدير مرور الرياض بأن ما حدث كان نتيجة خروجهم عن مسار الرحلة، الذي يصل بهم إلى مركز الملك عبد العزيز التاريخي للاحتفال بنهاية الرحلة.

وفصل المقبل قائلا: تأخر الفريق عن الوصول إلى الرياض يوما كاملا، حيث كان يفترض أن تنتهي الرحلة في 22 فبراير (شباط) الحالي، وخرج عن المسار المرسوم للرحلة، حيث دخل الفريق بسيارات ودراجات نارية تحمل أعلاما إلى شارع التحلية في وقت يعتبر من أوقات الذروة، ولم يوضع ضمن خطة مسار الرحلة في مدينة الرياض.

بينما قال أنور حلمي قائد الفريق لـ«الشرق الأوسط» إن مركز الملك عبد العزيز التاريخي كان مقرا لانطلاقة الرحلة قبل 13 يوما، بينما كانت الخطة تنتهي بالاحتفال في برج الفيصلية، إلا أن إمكانات الرحلة لم تسمح بذلك، فقرر الفريق التوجه إلى مقر الفريق في أحد مقاهي شارع التحلية للاحتفال بنهايتها.

وواصل حلمي شرحه لما حدث، حيث قال إنه وأعضاء الفريق حاولوا إفهام مسؤولي المرور الذين تعاملوا معهم في الموقع أنهم فريق رحالة، وأن لديهم تصريحا بالرحلة وخطابات تسهل مرورهم عبر المناطق المختلفة، إلا أن مدير مرور الرياض رفض هذه الخطابات والأوراق التي كانت بحوزتهم، بحجة أنها ليست موجهة له شخصيا.

يشار إلى أن نحو 40 رحالا طافوا على دراجاتهم النارية ربوع السعودية لزيارة المواقع الأثرية، حيث قطع فريق الرحالة 9000 كم للتعرف على النمط العمراني، حيث تمكن الفريق من زيارة 39 موقعا أثريا تشكل طرزا معمارية مختلفة، وذلك عبر رحلة «اكتشف التراث العمراني»، التي تروج لمؤتمر التراث العمراني الإسلامي الذي سيعقد في أبريل (نيسان) المقبل.

حلمي الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» قال إن توجيهات صدرت من مدير مرور الرياض العقيد عبد الرحمن المقبل بإيداع الفريق حجز المرور، في حين قال المقبل إنهم لم يودعوا الحجز، وإن ما حدث كان نتيجة خروجهم عن مسار الرحلة.

وكانت نحو 7 دراجات نارية و 4 سيارات، تحمل شعار الفريق وشعار الهيئة العامة للسياحة (كان بين الفريق رحال أميركي ورحال لبناني) قد وصلت إلى شارع التحلية للاحتفال بنجاح الرحلة، حيث فاجأتهم الدوريات الأمنية بأن طلبا من المرور وجه إليهم بالقبض عليهم وإيداعهم التوقيف إلى اليوم التالي، لتتدخل الهيئة العامة للسياحة والسفارة الأميركية والاتحاد السعودي لحل الإشكال الذي حدث.

يقول حلمي: استمر الوضع إلى قرابة منتصف الليل عندها اضطررنا كفريق إلى نقل دراجاتنا برفقة وحراسة دوريات المرور والتوجه إلى إدارة المرور، إلا أن توجيها صدر لدوريات المرور بإخلاء سبيلنا بعد تصوير دراجاتنا النارية.

ويتابع حلمي الحديث حيث يقول: عند الساعة الثانية فجرا طلب مسؤولو المرور مني توقيع تعهد بعدم دخول مدينة الرياض بعد اليوم، ووقعت على التعهد، وأضفت أنني كنت في رحلة سياحية ترويجية لبلدي مرخصة من الجهات الرسمية وبرعاية الهيئة العامة للسياحة والاتحاد السعودي، في حين رفض العقيد المقبل هذا الاتهام، وقال إن التعهد الذي أخذ على قائد الفريق كان بعدم الخروج عن مسار الرحلة إلا بعد التنسيق مع الجهات الرسمية، واستطرد قائلا إن عناصر وأفراد المرور في الرياض يتعاملون في المجال السياحي بطرق حضارية، وإن إدارة المرور تعنى بمنسوبيها في هذا الجانب، على اعتبار أن العاصمة الرياض مدينة تمتلك كل مقومات الجذب السياحي.

يقول قائد الفريق «إن الجهات المعنية أخلت سبيل الفريق بعد احتجازهم لبعض الوقت، لكن الوقت قد فات على الحجوزات الفندقية التي أجراها الفريق لأعضائه في الفنادق، وقد ألغيت، مما اضطرهم للبحث في عدة مواقع للحصول على سكن».

ويختم بالقول سنرفع تقريرا إلى الجهات التي نظمت الرحلة نطالبها فيه بالمحافظة على حقوق أعضاء الفريق الأدبية وحقهم في توضيح ما تعرضوا له في ختام الرحلة.

وكانت المحطة قبل الأخيرة لفريق الرحلة زيارة المواقع الأثرية في محافظة الأحساء، التي يأتي على رأسها قصر إبراهيم باشا، أحد أبرز المعالم الأثرية في المحافظة.