مهرجان فني لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة

100 طفل منهم يحيون كرنفالهم السنوي بالرسم على رمال شاطئ جدة

TT

بالنسبة لأكثر من 100 طفل وطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة في جدة (غرب السعودية) يعني فبراير (شباط) أكثر من مجرد تاريخ عابر على الأجندة يرتبط بأسطورة ما أو حدث سياسي معين، لكنه بالنسبة لهم وقت الكرنفال السنوي الصغير الذي يجمعهم لأداء طقس فني جماعي يساعدهم على إبقاء اتصالهم بالعالم الخارجي قائما والتعبير عن أنفسهم.

الأطفال المصنفون من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، والبالغ عددهم أكثر من المائة بقليل، والقادمون من نحو 11 مركزا متخصصا في التعامل مع ذوي الإعاقة ملأوا شاطئ قرية المرجان في أبحر الشمالية بجدة أمس بضحكاتهم وأياديهم الصغيرة الملوثة بالألوان والرمال، محاولين رسم ما يجول في خواطرهم على الشاطئ، ليطلعوا العالم عليه ضمن فعالية سنوية ينظمها ويستضيفها برنامج الفنون الخاصة بمركز العون بجدة.

ابتسام منشي، مشرفة بإحدى الجمعيات المشاركة قالت، إن فرحة الأطفال بالحدث وابتهاجهم للمشاركة ضمن فعالية كبرى تقام على مرأى ومسمع من الناس، إلى جانب حماستهم التي ظلت ترافقهم أياما طويلة قبل إقامة الفعالية نفسها دلائل على مدى أهمية مثل هذه الفعاليات، ليس للأطفال فقط أو ذويهم، لكن حتى للراشدين الذين يشاهدونهم ويشاركونهم فرحتهم وحماستهم وبراءتهم المعدية.

رئيسة قسم التطوير بمركز العون للأطفال المعاقين، والمتحدثة الرسمية باسم برنامج الفنون الخاصة بالسعودية، ريم قزاز قالت، إن الفعالية مستمرة وتقام سنويا تحت إشراف مركز العون، حيث يقدم المركز دعوة مفتوحة لكل المراكز المتخصصة بذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف أنواعها وليس مخصصا لذوي الإعاقات العقلية وحدها.

وأضافت قزاز، أن 11 جمعية شاركت هذا العام، ممثلة بأكثر من 100 طفل ما بين الخامسة وحتى الـ12، حيث اجتمع الأطفال لرسم لوحاتهم ومجسماتهم المستوحاة من البحر والبيئة المحيطة بهم وتلوينها ضمن فعالية تهدف بالدرجة الأولى إلى توفير بيئة ترفيهية ملائمة لهذه الفئة إضافة إلى دمجها بالمجتمع.

وأشارت قزاز إلى أن أهمية هذا الحدث السنوي الصغير تكمن في الجانب الترفيهي الذي يوفره للمشاركين وإلى إتاحته الفرصة لهم للتعبير عن أنفسهم، خاصة أن نسبة كبيرة منهم تواجه أصلا صعوبة في التحدث والتعبير، إلى جانب عدم وجود أماكن مهيأة لقضاء ذوي الاحتياجات الخاصة أوقات فراغهم باختلاف أعمارهم، الأمر الذي يجعلهم مضطرين للبقاء في المراكز المخصصة لهم أو في منازلهم طيلة الوقت، وهو ما يتسبب بإصابتهم بأعراض نفسية سلبية كثيرة من ضمنها الاكتئاب وزيادة الوزن، ولهذا تقرر إقامة مثل هذا المهرجان المصغر.

تجدر الإشارة إلى أن مركز العون هو المنسق لبرنامج عالمي تحت مسمى «برنامج الفنون الخاصة» في المملكة، وهو يتيح لأي شخص من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بغض النظر عن عمره أو جنسه المشاركة ضمن أنشطة فنية مختلفة تتضمن الأدب والشعر وكتابة القصص، واللوحات والرسم، والتمثيل والعروض المسرحية والرقص والموسيقى.

وبحسب قزاز، فإن أي معاق من أي فئة عمرية يمكنه المشاركة ضمن البرنامج الذي ينظم بدوره برامج محلية بواسطة منسقين في مختلف مناطق المملكة، إلى جانب البرامج الدولية التي يشارك فيها باسم المملكة العربية السعودية، ومن ضمنها عرض مسرحي سيقدم في الكويت في 28 مارس (آذار) القادم.

من جانب آخر، أرجعت المتحدثة باسم البرنامج ريم قزاز عدم شهرته وانتشاره إلى عدة أسباب، منها عدم استطاعة الجمعية إقامة معرض دائم لأعمال المشاركين الفنية باختلاف أنواعها، بسبب عدم توفر المكان، وإن كان المنسقون للبرنامج يحاولون إيجاد حل لهذه المشكلة بإقامة معارض متنقلة في مناسبات وأماكن مختلفة من بينها مطار الملك عبد العزيز.

وعلى الرغم من الأثر الإيجابي الملموس الذي تستطيع أن تراه حيا في قسمات وجوه الأطفال المشاركين أو حتى البالغين من ذوي الاحتياجات الخاصة وذويهم في الفعاليات التي يقوم بها البرنامج، فإن عدم وجود موارد واقتصار تمويل الفعاليات من خلال الرعاة الذين يصعب الوصول إليهم أحيانا يمكن أن يحبط فرحة كل المشاركين والمستفيدين من هذه الفعاليات في بعض الأحيان، بحسب قزاز التي تقول: «أحيانا تصادفنا إشكالية في توفير الرعاة لإقامة الفعاليات التي نرغب فيها، لأننا لا نستطيع إقامة الفعالية دون إيجاد جهة راعية، والصعوبة تكمن في الوصول إلى الشخص المناسب، وإقناعه بمنحنا الوقت الكافي لعرض الفكرة عليه، إلا أننا نفضل أن نطلق على رعاتنا صفة الأصدقاء».