أمير منطقة مكة يطالب الشركات المنفذة لمشاريع العاصمة المقدسة بتقارير لإنجازاتها كل شهرين

وجه إلى شراء واستئجار مبان سكنية لنقل سكان عشوائيات قصر خزام والرويس قبل البدء في تنفيذ المشروع

صور جوية للعاصمة المقدسة والمنطقة المركزية حول الحرم خاصة بـ«الشرق الأوسط» (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

دخل وعد أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، بأن تكون العاصمة المقدسة من أجمل مدن العالم، حيز التنفيذ بحزمة من المشاريع الواسعة التي حولت المدينة إلى خلية من النحل للعمل على تنفيذ بعض تلك المشاريع، والتحضير لأخرى في طريقها إلى التنفيذ.

أمير منطقة مكة المكرمة وجه، أول من أمس، الشركة المشرفة على مشاريع تطوير مكة المكرمة إلى سرعة الانتهاء من المخطط المقترح لجميع المشاريع التطويرية في مكة والمشاعر، في مدة لا تتجاوز العام، مع تقديم تقرير كل شهرين عما تم إنجازه من قبل الشركة.

وأكد الفيصل على ضرورة إعداد جدول زمني لتنفيذ جميع المشاريع التطويرية في مكة المكرمة والمشاعر، لمدة تتراوح ما بين 5 إلى 10 سنوات.

وشدد خلال اجتماع مع الشركة، الذي حضره الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدسة، على ضرورة إيجاد الحلول العملية التي تجعل مكة والمشاعر من أكثر مدن العالم راحة لقاصديها، وأن يراعى في المشاريع المحافظة على الجمال المعماري لتصبح مكة من أجمل المدن.

وأوضح الأمير خالد الفيصل «أن من التحديات التي تواجهها مكة المكرمة والمشاعر هو النقل العام، وتعتبر من أكثر المدن حاجة إلى مخطط شامل للنقل، يضمن الانسيابية لأي عدد وفي أي وقت». مشددا على ضرورة وجود 5 مداخل أساسية للحرم من جميع الجهات الـ4، والخامس من جهة المشاعر.

ويأتي ذلك في وقت أبرمت فيه أمانة العاصمة المقدسة مشاريع جديدة لتجميل وتحسين مداخل مكة المكرمة، وتسمية الشوارع وإنشاء الساحات البلدية العامة في عدد من المواقع المهمة، وبلغت القيمة الإجمالية لهذه المشاريع نحو 70 مليون ريال، جاء توقيعها مع عدد من الشركات الوطنية الكبرى والمتخصصة في هذا المجال.

وأوضح الدكتور أسامة بن فضل البار، أمين العاصمة المقدسة، أن «هذه المشاريع تعد من أكبر المشاريع التي تنفذها الأمانة، وهي خطوة جديدة تخطوها لتنفيذ الساحات البلدية وتحسين وتجميل مداخل مكة المكرمة، بما ينعكس على جمال ورونق هذه المدينة المقدسة، حيث تولي الأمانة عناية كبرى للمشاريع التجميلية، لما لها من أهمية في تطوير وتجميل المرافق العامة.

وشمل العقد الأول مشروع عملية تحسين وتجميل مداخل مكة المكرمة ومحافظة الجموم، بنحو 47769400 ريال، وسيتم تنفيذه خلال عامين ونصف العام.

وبين البار أنه «يشمل العقد الثاني مشروع إنشاء ساحات بلدية في مكة المكرمة، بنحو 16464916 ريالا، ومدته 3 سنوات من تاريخ إبرام العقد»، مشيرا إلى أن العقد الثالث يتضمن مشروع تنفيذ وتسمية وترقيم الشوارع والأملاك، وبلغت قيمته 7935000 ريال، ومدته سنتان.

وأضاف: «إن الأمانة تولي عناية كبرى للمشاريع والدراسات التطويرية، التي من شأنها أن تسهم في تطوير الإدارات والأقسام المختلفة بالأمانة، وتحديث جميع قطاعاتها بما ينعكس على أداء الخدمات».

وقال: «إن الأمانة تقوم بصفة مستمرة بتطوير إداراتها، بما يتلاءم مع حاجة العمل، ووفق أحدث الأساليب العلمية المتطورة».

وبين: «وفي هذا الإطار أبرمت الأمانة عددا من المشاريع الجديدة، التي شملت مختلف المجالات المتعلقة بتطوير أداء الإدارات ورفع كفاءة العاملين بها، حيث شملت هذه المشاريع تطوير بعض النماذج التشغيلية وإعداد خطط التواصل مع العملاء وتقديم الدراسات والاستشارات لبعض إدارات الأمانة وتحديد مهام ومسؤوليات وارتباطات الإدارات، وغير ذلك، وهي 7 مشاريع جديدة، بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 8 ملايين ريال، وجاء توقيعها مع عدد من أكبر الشركات المتخصصة وذات الإمكانات العالمية».

وتابع: «جاءت هذه المشاريع على النحو التالي: مشروع عملية تطوير النموذج التشغيلي للإدارة العامة لتقنية المعلومات، وبلغت قيمته 2970000 ريال، ومشروع عملية تنفيذ خطة التواصل مع العميل الداخلي والخارجي للخطة الاستراتيجية، وقيمته 493000 ريال، ومشروع عملية إعداد دراسة استراتيجية للإدارة العامة للسلامة والخدمات الاجتماعية بأمانة العاصمة المقدسة، وقيمته 673000 ريال، مشروع عملية تقديم خدمات استشارية لتحديد التوصيف الوظيفي لوظائف الأمانة، وقيمته 496000 ريال، ومشروع عملية تقديم خدمات استشارية لتحديد أهداف ومهام ومسؤوليات وارتباطات كل الإدارات بالأمانة، وقيمته 494000 ريال، ومشروع عملية تقديم خدمات استشارية لإعادة هندسة الإجراءات بالأمانة، وقيمته 2925000 ريال، ومشروع عملية صيانة الشبكة اللاسلكية لتقنية المعلومات بالأمانة، وقيمته 446400 ريال».

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يعلن فيها أمير منطقة مكة المكرمة تأكيده على ضرورة العمل الجاد لجعل مدينة مكة المكرمة أجمل مدن العالم، فقد أعلن ذلك في الخامس من يناير (كانون الثاني) الماضي، خلال تدشينه المسابقة الإسلامية الأولى لتجميل مكة المكرمة، حين قال: «أنا مصر على أن أرى مكة المكرمة أجمل مدن العالم، ولن أتراجع عن تنفيذ المشاريع التي تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف».

وأضاف، حينها، الأمير خالد الفيصل: «إن المشاريع العمرانية والتطويرية التي تنفذ في مكة، يجب أن تكون بمواصفات عالمية وذات هوية وطابع إسلامي جميل، وكما تعلمون، فإن استراتيجية التنمية في المنطقة بنيت على التخطيط التنموي السعودي، وعلى مخطط التنمية الإقليمي في مكة المكرمة، وهي الاستراتيجية التي انطلقت من الكعبة، التي لولاها ما كانت مكة المكرمة، ولولا مكة لما حظيت المنطقة بهذه المكانة العالمية الإسلامية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية والثقافية».

وأشار أمير منطقة مكة المكرمة إلى أن العمل جار لتطوير الإمكانات لتكون مكة المكرمة قبلة المسلمين، ليس في الحج والعمرة فقط، وإنما في كل المجالات التنموية والحضارية.

وأكد قائلا: «علينا مسؤولية أن نقدم للعالم أجمع مكة المكرمة كمثال للتقدم والحضارة والرقي، من خلال تقديم أفضل الخدمات لزائريها، وجعلها غاية في الجمال والكمال والنظافة والمحتوى الباهر». وزاد: «نريد أن تكون مكة المكرمة رمزا للحضارة والإنسانية والثقافة والعمران، بما يرتقي بالمكانة الإسلامية لمكة المكرمة، عمرانيا وتنظيميا، لنقدمها للعالم أجمع كأجمل مدينة في العالم».

ولعل الأجمل في ذلك، هو مبادرة الأمير خالد الفيصل بفتح المجال أمام جميع الخبراء والمهتمين لمشاركته هذا الإصرار، وهو الذي دشن في التاريخ ذاته للمسابقة التي قال عنها الدكتور أسامة بن فضل البار، أمين العاصمة المقدسة المشرف العام عليها، إنها تتمحور حول تصميم لوحات جدارية في 12 موقعا لتجميل مدينة مكة المكرمة، من خلال الاعتماد على تراث البيئة المكية، من طبيعة المكان والعناصر المعمارية والمشغولات التقليدية، مرورا بالتراث الإسلامي والعلوم الإنسانية والتطبيقات التشكيلية والزخرفة البنائية والهندسية، وانتهاء بأعمال الخط العربي.

وقال الدكتور البار: «نسعى من خلال المسابقة إلى تحقيق ملتقى تكامل الفلسفة الإنسانية، فضلا عن تبادل الخبرات العلمية والدينية، والاهتمام بنشر الثقافة الفنية عبر أعمال تحكي الموروث الإسلامي، لتؤكد جدارة مكة المكرمة كعاصمة للثقافة الإسلامية على مر العصور، بأن تكون البلد الحرام ويشرفها الله سبحانه وتعالى ببيته العتيق ويجعلها قبلة الإسلام والمسلمين، يتجهون إليها في كل صلاة ويفدون إليها لأداء مناسكهم».

الجدير بالذكر، أن أمانة العاصمة المقدسة تولي عناية كبرى للمشاريع التي تعنى بتحسين الشوارع والمداخل وإنشاء الساحات العامة، التي تشكل مظهرا حضاريا جميلا، حيث أنجز مؤخرا عدد كبير من هذه المشاريع في مختلف نواحي مكة المكرمة، بالإضافة إلى المشاريع الكبرى التي ما زالت تحت التنفيذ في عدد من الأحياء والمخططات، التي سيكون لها مردود كبير بإذن الله عند اكتمالها. إضافة إلى أن هناك عددا كبيرا من المشاريع التي ما زالت تحت الدراسة، والتي ستقوم الأمانة بتنفيذها خلال الفترات القادمة. وفي سياق آخر، وجه الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، إلى شراء واستئجار مبان سكنية لنقل سكان عشوائيات قصر خزام والرويس قبل البدء في تنفيذ المشروع. وأكد أن التعليمات تقضي بضرورة تأمين مساكن بديلة لجميع ساكني تلك الأحياء، سواء بالشراء أو الاستئجار، حتى يتم الانتهاء من بناء المساكن الخاصة بسكان تلك الأحياء.

جاء ذلك أثناء استقباله في مكتبه بجدة، أول من أمس، أمين جدة، المهندس عادل فقيه، وبحضور وكيل الإمارة، الدكتور عبد العزيز الخضيري، وعدد من المسؤولين في شركة «جدة للتنمية والتطوير العمراني».

واطلع خلال الاجتماع على مجموعة من المشاريع التي ستقوم بتنفيذها أمانة محافظة جدة، بإشراف شركة «جدة للتنمية والتطوير العمراني»، ومنها مشاريع الإسكان الميسر، والمخطط العام لمحطة النقل المركزية، ومجمع الدوائر الحكومية، ومشروع الحي الدبلوماسي، بالإضافة إلى مشروع تطوير المقر الدائم للاحتفالات والقرية التراثية.