2000 متطوع يرفعون شعار «امدد يد العطاء» في مهرجان العمل التطوعي الثاني في الشرقية

خبراء يقترحون ربط الحصول على الشهادات التعليمية بتقديم أعمال تطوعية

متطوعون خلال مهرجان العمل التطوعي الأول الذي أقيم العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

أكثر من ألفي متطوع سوف يجوبون مدن المنطقة الشرقية خلال الـ11 من شهر مارس (آذار) المقبل، وذلك في أكبر تظاهرة عمل تطوعي ينفذها شباب المنطقة الشرقية. وتأتي هذه التظاهرة التي تحمل مسمى «مهرجان العمل التطوعي الثاني» ضمن مبادرات جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، لنشر ثقافة العمل التطوعي التي بدأتها بتأسيس وحدة خاصة بالعمل التطوعي خلال عام 2008. وبالإضافة إلى مهرجان العمل التطوعي الثاني الذي سوف ينفذه ألفا متطوع من طلاب جامعة الملك فهد، تقيم وحدة العمل التطوعي معرضا مصاحبا لمؤسسات العمل التطوعي والخيري تشارك فيه قرابة 60 جهة خيرية وتطوعية.

ويأتي هذا المهرجان في نسخته الثانية بزيادة في أعداد المتطوعين والجهات المستفيدة بعد النجاح الذي حققه مهرجان العمل التطوعي الأول، الذي أقيم في 16 أبريل (نيسان) من العام الماضي.

وتشمل الأنشطة التطوعية، التي سوف ينفذها شبان تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 23 عاما، 30 موقعا في مدن الخبر، والدمام، والقطيف، وصفوى، والظهران، تحت شعار «امدد يد العطاء». وتتنوع هذه المواقع بين الإسكانات التنموية والمرافق العامة ودور الأيتام والمسنين والمعاقين والسجون والمستشفيات والشطآن والواجهات البحرية وتوزيع الأغذية والأثاث على الأسر ذوات الدخل المحدود. وتتخذ أنشطة هذا المهرجان طابعا بيئيا وتنمويا وصحيا واجتماعيا.

وفي العام الماضي، تمكن 1500 متطوع شاركوا في المهرجان من تقديم تسعة آلاف ساعة عمل تطوعي في غضون ست ساعات من العمل التطوعي الذي شمل 17 موقعا. وهذا العام يتطلع القائمون على هذا المهرجان إلى تحقيق زيادة قدرها 25 في المائة في أعداد المتطوعين وزيادة تقارب 40 في المائة في أعداد الجهات المستفيدة.

ويذكر الدكتور سالم الديني، المشرف على وحدة العمل التطوعي في جامعة الملك فهد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن مهرجانا مثل هذا جرى التخطيط له منذ وقت سابق وصممت برامجه بعناية لتحقق فاعلية في مردود الأنشطة التطوعية من شأنه نقل العمل التطوعي في الأوساط المحلية إلى مستوى أكثر حرفية يجعل من التطوع ثقافة يمارسها الشباب داخل مجتمعهم. ويردف قائلا: «المستوى الذي ننشده يتجاوز أنشطة تنظيف الواجهات البحرية وتوزيع الأغذية إلى نشر ثقافة العمل التطوعي بجهد متقن وتفهم لحاجة المجتمع»، مفيدا بأن تجربة العام الماضي حققت شيئا من هذه الثقافة ونتطلع في تاريخ الحادي عشر من مارس إلى مردود يناسب حجم الجهد المبذول حاليا.

ويرى الديني أن المهرجان يحمل أثرا طويل المدى على الشريحة المستهدفة، وهم طلاب الجامعة حيث يقول: «نعتقد أن طلابنا لديهم القدرة على احتلال مناصب وظيفية مهمة ذات مستوى قيادي في المؤسسات والشركات التي يعملون بها بعد تخرجهم، ومن هنا فإنا نتطلع إلى أن يحملوا ثقافة التطوع إلى مؤسساتهم وأماكن عملهم المستقبلية».

وفي الحين الذي تشهد فيه المنطقة الشرقية نموا متزايدا في الوعي المجتمعي بأهمية العمل التطوعي، يعززها وجود 11 فريقا تطوعيا في المنطقة، تحتضن أكثر من 2200 متطوع من الشبان والفتيات، فإن الانتقال بهذا الوعي من مستوى الجهود الشخصية إلى عمل مؤسسي دائم وبشكل احترافي يقدم بالإضافة إلى المجتمع هو ما ينشده المسؤولون في جامعة البترول والمعادن. وكان أبرز ظهور لهذه الفرق التطوعية في حملة «من أجل الخبر.. نريد حلا»، التي جاءت كرد فعل على عمليات التخريب، التي نفذها مراهقون في مدينة الخبر تزامنا مع احتفالات اليوم الوطني الفائت في 23 سبتمبر (أيلول)، وتم تكريم القائمين على الحملة في حينها من قبل نائب أمير المنطقة الشرقية. بالإضافة إلى جسر المعونات الذي قدمه متطوعو الشرقية إلى منكوبي سيول جدة، الذي استمر لثلاثة أسابيع، بالإضافة إلى عشرات الأنشطة الدورية التي تنفذها هذه الأندية.

وعودة إلى مهرجان العمل التطوعي، يؤكد الدكتور الديني أن هذا العام سيشهد نشاطا تطوعيا مختلفا يتمثل في إقامة معرض للجهات التطوعية والخيرية يضم 60 جهة تطوعية وخيرية حكومية وأهلية ذات الصبغة الاجتماعية والثقافية والإغاثية والبيئية والصحية والتعليمية والمهنية، وذلك خلال الفترة من 13 إلى 16 مارس في جامعة الملك فهد تحت رعاية وزير الشؤون الاجتماعية.

وتشمل برامج المعرض مجموعة من المحاضرات والندوات وورش العمل يقدمها محاضرون محليون ودوليون من ذوي الاختصاص في مواضيع تتضمن دور المؤسسات التعليمية والإعلامية في الارتقاء بالعمل التطوعي، والآثار السلوكية والاجتماعية للتطوع وأثر العمل التطوعي على النهضة الحضارية والتقدم المدني، كما يناقش المحاضرون مقترحا بإدراج العمل التطوعي ضمن متطلبات التخرج من مؤسسات التعليم العالي والعام في السعودية.

ويهدف المعرض إلى توفير الفرصة أمام هواة العمل التطوعي للالتحاق بمؤسسات العمل التطوعي التي تناسب أهواءهم ورغباتهم، من خلال البرامج التطوعية، والتي سوف تقدمها الجهات المشاركة في المعرض.