وزارة الثقافة: معرض الكتاب خال من الإقصاء.. والرقابة تحكمها معايير الجودة

الوزير خوجه يفتتح المعرض نيابة عن خادم الحرمين.. ويكرم المنتديات الأهلية

لقطة أرشيفية من المعرض السابق (تصوير: أحمد يسري)
TT

يفتتح مساء اليوم في العاصمة السعودية الرياض، معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الثالثة تحت إشراف وزارة الثقافة والإعلام، بعد أن كانت تنظمه وزارة التعليم العالي، بمشاركة أكثر من 650 دار نشر تمثل 30 دولة عربية وعالمية، وحضور أكثر من ربع مليون عنوان بمختلف اللغات، في حين أعلنت وزارة الثقافة والإعلام السعودية عزمها تفعيل البرنامج الثقافي الذي يحتوي على 9 فعاليات، وتفعيل الأمسيات الثقافية داخل «الإيوان»، من أجل أن «لا يكون المعرض حيزا لبيع واقتناء الكتاب، وإنما ليكون محفلا حضاريا ثقافيا يعكس النماء الثقافي في السعودية»، حسبما أفادت به الوزارة.

ويفتتح المعرض، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجه.

ويمثل معرض الرياض الدولي للكتاب، موسما ثقافيا رئيسيا في بلد يعتبر الأكثر استهلاكا للكتب في العالم العربي، كما يوفر فرصة لعشرات دور النشر التي تتسابق لاجتذاب مؤلفين سعوديين لعرض منتجاتها من الكتب، وهو بالنسبة للمثقفين السعوديين يوفر فرصة للاطلاع على الإصدارات الجديدة في مجال الرواية التي برز تسويقها خلال معارض الكتب السابقة، أو كتب الفكر والفلسفة، ونقد التجربة الحركية للإسلاميين وهي الكتب التي ارتفع الإقبال عليها في السنوات الأخيرة.

كما يوفر معرض الرياض، موسما ثقافيا عبر الأمسيات التي تقام على جانبه، أو عبر الملتقيات التي تجمع عشرات المثقفين السعوديين، كما يمثل فرصة لاختبار منسوب الرقابة على الكتاب من قبل مراقبي وزارة الثقافة والإعلام، أو المراقبين المحتسبين الذين برز دورهم خلال الأعوام السابقة في تحريض الجمهور على مقاطعة كتب بعينها، أو دعوة دور النشر إلى رفعها من أرفف المعرض. وفي حفل الافتتاح يلقي وزير الثقافة والإعلام كلمة، كما يلقي وزير الثقافة السنغالي البلد المحتفى به كلمة مماثلة، وتلقي الأديبة السعودية شريفة الشملان كلمة المثقفين السعوديين، وضمن اتجاه معرض الرياض الدولي للكتاب في الاحتفاء برواد الثقافة السعودية، يكرم مساء اليوم الدكتور عبد العزيز خوجه وزير الثقافة والإعلام، خمسة من أصحاب المنتديات الثقافية الذين يسهمون في نشاط الحراك الثقافي في المجتمع وهم: المهندس جعفر الشايب، والدكتور راشد المبارك، والأديبتان سارة الخثلان، وسلطانة السديري، والشيخ عبد المقصود خوجه.

في حين تعقد مساء الجمعة المقبل أمسية عن تجربة المنتديات الثقافية الأهلية، يطرح خلالها الدكتور عبد المحسن القحطاني ورقة بعنوان «المنتديات الثقافية في المملكة»، ثم تقدم ورقة بعنوان «قراءة في تجارب المنتديات الثقافية: راشد المبارك، وجعفر الشايب، وعبد المقصود خوجه نموذجا» ويحاضر في الندوة كل من: مرزوق بن تنباك، ومحمد محفوظ، وجميل المغربي، وسهم الدعجاني.

واختارت وزارة الثقافة والإعلام موضوع «المنتديات الثقافية الأهلية»، بما تمثله من مساحة للحراك الثقافي الأهلي وقدرتها على تأسيس سياقات ثقافية خارج المؤسسات الرسمية.

وتنشط في السعودية، التي عرفت قديما الصالونات الأدبية كحاضنة أهلية للإبداع الثقافي، عشرات المنتديات، حيث يوجد في السعودية أكثر من 50 صالونا ثقافيا، بعضها أدبي يتقاسم الشعر والنثر، وبعضها فكري يتطارح القضايا الهامة والحساسة التي تعيشها البلاد، والبعض الآخر اجتماعي يتجه نحو مناقشة قضايا اجتماعية في الطب والصحة والزواج، في حين برزت الصالونات الثقافية والأدبية النسائية باعتبارها أحد أبرز مجالات التعبير عن الذات في وقت تضيق فيه المساحة التي تتيحها الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون للمرأة للتعبير عن إبداعها.

وتمثل المنتديات الثقافية إحدى الظواهر البارزة في المشهد السعودي جنبا إلى جنب مع مئات المكتبات الخاصة، وقد ورثت هذه المنتديات الحياة الأدبية والثقافية التي كانت منتعشة في حواضر البلاد عبر التاريخ.

وبحسب الدكتور عبد الله الجاسر، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب، فإن وزارة الثقافة والإعلام حرصت عبر برنامجها الثقافي لهذا العام أن يكون شاملا وأن يتضمن لأول مرة حوارين مفتوحين، الأول مع وزير الثقافة والإعلام، والثاني مع مسؤولي مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وقال إن اللجنة الثقافية عملت على إعداد هذين الحوارين، وسيكون موعد الحوارين يومي الثلاثاء والأربعاء.

وأعلن مسؤولون في وزارة الثقافة والإعلام أن إدارة المعرض أتاحت الفرصة لجميع دور النشر بالمشاركة دون ممارسة أي «إقصاء» لأي منها، وقال متحدث في الوزارة إنها «لم ولن تمارس الإقصاء لأي دار نشر داخلية أو خارجية»، في حين طالب عبد الرحمن الهزاع الناطق الرسمي باسم وزارة الثقافة والإعلام السعودية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» المشاركين بالالتزام بما سماه «المعايير»، معددا واحدا من هذه المعايير، وهو الالتزام بعرض الإنتاج الجديد لهذه الدور، وعدم الاعتماد على مخزونها من الكتب، وقال إن «أفق الرقابة واسع».

وقال الدكتور عبد الله الجاسر، إن الإيوان الثقافي الذي يستضيف ضيوف المعرض في مقر إقامتهم في فندق الماريوت على مدى 10 أيام التي يقيم فيها المعرض أمسيات ثقافية حتى الساعة الـ11 ليلا.

وأضاف الجاسر أن من بين المواضيع التي سيتم طرحها حوارا حول القنوات الثقافية الفضائية العربية ومن بينها القناة الثقافية السعودية، وحوارا حول جهود الوزارة في حماية المصنفات الفنية والملكية الفكرية وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة مما أهلها للخروج من قائمة القرصنة الدولية، ومساهمة القطاع الخاص ومؤسساته في دعم التنمية الثقافية، إلى جانب مواضيع أخرى وأمسية شعرية.

واختار معرض الرياض هذا العام دولة السنغال «ضيف شرف المعرض» حيث تقدم مجموعة من الندوات والمحاضرات للتعريف بمساهمة السنغال في الحضارة العربية والإسلامية، والتنوع الثقافي في السنغال، والفنون الشعبية السنغالية، والأدب العربي السنغالي في السنغال، وسوف يعرض في الجناح المخصص للسنغال كتب ومخطوطات مكتوبة باللغة العربية، وصور فوتوغرافية لمؤلفين سنغاليين، ووثائق ترويجية لناشرين سنغاليين.

وتمت ترجمة وطبع عدد من الروايات والقصص السنغالية إلى اللغة العربية، ومنها: رواية «شرفة الكرامة» لمالك ضيا، ورواية «نشيد الأرجوان» لماريا مابا، وقصة «غورغي» لمباي غانا كابيه، ورواية «الساحل في لاغوس» لأمين دياكاته، وروايتا «المغامرة الغامضة»، «وحراس المعبد» للروائي السنغالي الكبير حميدو كان.