عدّت وزارة التربية والتعليم برامج التنشئة السياحية التي تطبق في مدارس السعودية، والتي تستهدف 5 ملايين طالب وطالبة، أمرا مساعدا لإيجاد روافد اقتصادية، من خلال جذب رؤوس الأموال عن طريق الإثراء السياحي التثقيفي لدى الطلاب، وهو ما من شأنه خلق بيئة وطنية صحية، تغرس في نفوس الطلاب التربية المستدامة، وتخلق أجواء سياحية ملائمة.
وأكد الدكتور فهد الطياش، المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم، لـ«الشرق الأوسط»، أن التنشئة السياحية تهدف إلى تنشئة جيل كامل يهتم بالثقافة السياحية، ويعزز الجانب الوطني، ويسعى لجذب استثمارات سياحية وحضور لرأس المال، وهو ما يعني تعزيز الجوانب السياحية المتكاملة ثقافة واقتصادا. وقال الطياش «التركيز على الطالب وتوسيع مداركه الفكرية لما تحويه الكنوز الأثرية في بلاده، هو نهج تنهجه وزارة التربية والتعليم في برامجها السياحية، وتنضوي تحت ذلك كل المفاهيم التربوية الإرشادية، والتي ترسمها مادة التربية الوطنية على وجه الخصوص».
وحول إمكانية إدراج مادة التربية السياحية ضمن المنهج الدراسي اليومي لدى الطالب السعودي، قال الطياش «لا نريد إثقال كاهل الطالب بمواد جديدة، هناك مناهج تعزز التنشئة السياحية في البلاد، كالجغرافيا، والتربية الوطنية، ولا نسعى لأن يكون هناك منهج مختص في هذا الإطار، ويجب نشر المواءمة الفكرية سياحيا ضمن التثقيف لدى العائلة، بحيث يتسنى للأسر من خلال الإجازة السياحية سبر أغوار المعالم السياحية في السعودية، والتعرف على تاريخها ومدى ارتباطها بالأرض والوطن، وهو ما يندرج ضمن اتفاقية جرت في وقت مضى بين الهيئة العليا للسياحة ووزارة التربية والتعليم، تستهدف 5 ملايين طالب وطالبة في السعودية، وتسعى إلى غرس التربية السياحية في نفوس الطلاب بشكل مستدام».
يأتي ذلك فيما تنطلق المرحلة الثانية من تدريب الطلاب في برنامج التربية السياحية المدرسية «ابتسم» بمنتجع الحكير (فن تاون) السياحي بمكة المكرمة. ووفقا لنجيب محمد عبد الفتاح، مدير إدارة نشاط الطلاب بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة، فإن البرنامج يهدف إلى نشر ثقافة السياحة القيمة في المجتمع التربوي، من خلال ما اشتملت عليه فعاليات تدريبية وبرامج مكثفة لإعداد الطلاب الإعداد الأمثل للحياة الاجتماعية بما يعود عليهم بالنفع.
وقال «البرنامج يعد من البرامج المميزة التي تحرص على تفعيلها إدارة نشاط الطلاب، لما حققه من مخرجات إيجابية في الميدان التربوي، ولما يملكه من مقومات وطنية واجتماعية، تحقق مبدأ التواصل بين التربية والسياحة، وسيشمل برنامج الافتتاح معرضا فنيا، ومرسما حر عن السياحة الوطنية، وبرامج مصاحبة من مسابقات وبعض المقتنيات التراثية المكية والحفل الخطابي». وأكد سعيد بن حسن المبعوث، منسق البرنامج بالإدارة العامة للتربية والتعليم، أن البرنامج يسعى إلى تحقيق التكامل بين صناعة السياحة وقطاع التعليم.