خلص مشاركون في معرض أعراس جدة، إلى توجيه دعوة عاجلة، بإنشاء أكاديمية سعودية لتأهيل الفتيات والشباب المقبلين على الزواج، معتبرين أن ذلك سيعود بالنفع على المجتمع السعودي، لوقف معدلات الطلاق التي تسجل ارتفاعا يوما بعد آخر في جميع المناطق السعودية.
إلى ذلك، قالت الدكتورة عائشة نتو، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة والمشرفة على مجلس جدة للمسؤولية الاجتماعية: «إن الأكاديمية سوف تساهم في الحد من معدلات الطلاق المرتفعة، التي تعتبر الأعلى بين مثيلاتها في العالم».
وأضافت «أن دور الأكاديمية هو توعية الفتيات والشباب المقبلين على الزواج، في ظل تزايد نسبة الطلاق بشكل يدعو إلى القلق، نتيجة الجهل بقواعد الحياة الزوجية، التي تستدعي العلم والمعرفة كباقي مؤسسات المجتمع الأخرى، لذلك من المهم جدا أن يتم تسليح المقبلين على الزواج بعلم ومعرفة حياتهم ومنحهم رخصة مجموع دورات تثقيفية في المجال، على غرار ما يحدث في كثير من دول العالم الأول».
واستطردت الدكتورة نتو «بأنه من المهم أن تكون هناك (حقيبة تدريبية) تضم مجموعة من البرامج داخل أكاديمية متخصصة تضم مختصين نفسيين وخبراء في شؤون الأسرة والمجتمع والمطبخ والعلاقات الإنسانية، بهدف تعريف المقبلين على الزواج والمتزوجين الجدد بفنون ومهارات العلاقة الزوجية، وتقليل نسبة الطلاق لدى المتزوجين الجدد، وزيادة الاستقرار الأسري، وتنمية الحب والسعادة بين الزوجين»، مشيرة إلى أن الوطن يتكبد خسائر اقتصادية واجتماعية كبيرة سنويا مع ارتفاع نسبة الطلاق.
جاء ذلك في ختام فعاليات معرض أعراسنا 2010 بفندق جدة هيلتون الذي دشنته الدكتورة موضى بنت منصور بن عبد العزيز آل سعود، مسجلا حضورا يقدر بـ12 ألف زائرة اطلعوا على أحدث عالم الأزياء والموضة والأناقة على مدار 3 أيام، بمشاركة أكثر من 150 شركة عالمية ومحلية.
وشهد المعرض عددا من المحاضرات، أبرزها محاضرة الدكتورة عائشة نتو عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة عن اقتصاديات الزواج، والدكتورة هناء هرساني دكتوراه في علم الأحياء واختصاصية الفحص ما قبل الزواج عن أهمية الفحص، وعفاف المغربي مديرة مركز تراتيب عن تأهيل الفتيات قبل الزواج، والدكتورة منيرة خالد بالأحمر استشارية طب مجتمع رئيسة قسم التوعية الصحية بإدارة الرعاية الصحية الأولية والطب الوقائي بمحافظة جدة عن جمال المرأة من صحتها.
إلى ذلك، قالت عبير الهديان مسؤولة عن أحد المراكز الناشطة في مجال الأعراس والمشاركة في المعرض: «إن المعرض حقق أهدافه في تعريف الزائرات بالمنتجات والخدمات في سوق الأفراح والمناسبات التي يقدر حجمها بأكثر من ملياري ريال سنويا». مشيرة إلى أن المحاضرات التوعوية المصاحبة أثرت الحاضرات، وهدفت إلى نشر وتوعية أهمية الاستقرار الأسري، ما ينعكس بشكل كبير على العمل ومستوى العطاء في مختلف المجالات.
وأضافت «أن عددا من الدول الخليجية أنشأت مراكز وأكاديميات لاقتصاديات الأعراس، بهدف منح رخصة الزواج السعيد، ومنها مركزنا في جدة الذي كرس جهوده في هذا المجال لتوعية المقبلين على الزواج، من خلال البرامج التوعوية بمشاركة نخبة بارزة من الأكاديميات والأكاديميين والخبراء والمختصات في المجالات التربوية والاجتماعية والنفسية، بهدف بناء أسرة صحيحة ترتكز على أسس سليمة ومتينة، حتى لا يتعرض بيت الأزواج الجدد للانهيار، لأن هذه البرامج والدورات التوعوية تساعدهن على جمع المهارات التي تجعل منهن زوجة مثالية قادرة على تربية أبنائها وتحمل المسؤولية كاملة، وتحقق الاستقرار الزوجي المنشود».