فتح باب الابتعاث يجدد آمال طلاب كليات التقنية «المحبطين» في «مستقبل أفضل»

انطلاق الأسبوع الثقافي لجامعات دول مجلس التعاون الخليجي العربية بمشاركة 600 طالب وطالبة يمثلون 26 جامعة

جانب من فعاليات انطلاق ملتقى الجامعات الخليجية في جدة صباح أمس (تصوير: ثامر الفرج)
TT

تجددت الآمال في مستقبل أفضل، أمام خريجي الكليات التقنية والمعاهد العليا التقنية، بعد توقيع اتفاقية البرنامج التنفيذي الخاص ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. ويأتي ذلك في وقت تصاعدت فيه شكاوى طلبة هذه الكليات والمعاهد «وإحباطهم» لعدم وجود فرص وظيفية مناسبة لهم بعد تخرجهم في هذه الكليات والمعاهد، مما دفع بالكثيرين للتردد في الالتحاق بهذه المؤسسات التعليمية.

وكانت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني سعت خلال وقت سابق إلى أن يكون لها نصيب في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، حيث تم توقيع اتفاقية البرنامج التنفيذي الخاص بابتعاث خريجي الكليات التقنية والمعاهد العليات التقنية (بنين وبنات) التابعة للمؤسسة وكليتي الجبيل وينبع الصناعيتين من حملة الشهادة الجامعية المتوسطة، لمواصلة دراستهم في المعاهد النيوزيلندية المكملة لمرحلة البكالوريوس.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» المهندس محمد بن هبة علي هادي، عميد كلية التقنية في جازان، أن «الهدف من برنامج الابتعاث لمتدربي المؤسسة العامة هو رفع كفاءة خريجي المؤسسة، وأن المؤسسة لديها كثير من وحدات التدريب موزعة على السعودية، وتحتاج إلى رفع جودة التدريب لمتدربيها».

وأضاف عميد الكلية أن «المؤسسة تواكب متطلبات القطاع الخاص، ودائما تتجه إلى دول أوروبية كي تنوع في التدريب، ولذا فإنها كل سنة لديها دورات تدريبية لمتدربين، لرفع كفاءة التدريب في المؤسسة، ونقل خبرات الدول المتقدمة في التدريب».. مضيفا أن «برامج الابتعاث تخدم أيضا القطاع الخاص، حيث جودة خريجي الكلية، لأن بداية الاقتصاد هو القطاع الخاص، ونحن ليس لدينا اقتصاد معرفي، ولكن لدينا اقتصادا يعتمد على البترول».

وقال المهندس محمد هبة «إن المؤسسة تسعى دائما لأن تجعل من مخرجاتها ذات جودة عالية جدا، وحسب ما تتطلبه سوق العمل، كي يتخرج المتدرب مؤهلا ويخدم الوطن»، مشيرا إلى أن المؤسسة دائما تسعى إلى الجودة وليس إلى الكم.

وأضاف هبة أن «المؤسسة سوف تعين المتخرجين بعد الانتهاء من الابتعاث في الكليات في السعودية، وتغطي جميع احتياجاتها، لعدم بقاء كادرها عاطلا عن العمل».

جاء ذلك في وقت وقع فيه الدكتور علي بن ناصر الغفيص، محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أول من أمس، مع وفد نيوزيلندي بمقر الكلية التقنية بالرياض، بعد توقيع اتفاقية البرنامج التنفيذي الخاص بابتعاث خريجي الكليات التقنية والمعاهد العليات التقنية (بنين وبنات) التابعة للمؤسسة وكليتي الجبيل وينبع الصناعيتين من حملة الشهادة الجامعية المتوسطة، لمواصلة دراستهم في المعاهد النيوزيلندية المكملة لمرحلة البكالوريوس، وذلك من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لإعداد المدربين التقنيين للمؤسسة، حيث تمت معادلة فترة التدريب كاملة لحملة دبلوم الكليات والمعاهد العليا التقنية التابعة للمؤسسة، ويهتم البرنامج بتأهيل أبناء وبنات الوطن للقيام بدورهم في التنمية لمختلف المجالات خاصة في مجال التدريب التقني والمهني في القطاعين العام والخاص، وقد تم تحديد التخصصات المطلوبة وأعداد المبتعثين والمبتعثات تلبية لاحتياج المؤسسة بما يتوافق مع خططها الاستراتيجية والمستقبلية واحتياجات الوحدات التدريبية في المدن والمحافظات بناء على احتياج سوق العمل السعودية في كل مجالاتها.

وأوضح الغفيص أن «توقيع هذه الاتفاقية يأتي في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، لإعداد المدربين السعوديين التقنيين بالمؤسسة لكي يسهموا في خدمة وطنهم بعد اجتيازهم للبرنامج».

من جانبه، أكد الدكتور صالح العمرو، نائب المحافظ للتخطيط والتطوير والمشرف العام على البرنامج، حرص المؤسسة ممثلة في إدارة البرنامج على إعطاء الفرصة للابتعاث على جميع التخصصات التي تم التدرب عليها في مرحلة الدبلوم، «مع التركيز على التخصصات التقنية والفنية التي بدأت الحاجة تزداد إليها باعتبارها من متطلبات التطور والتنمية التي تشهدها بلادنا».

وفي سياق آخر، شاركت أمس 200 طالبة خليجية، لأول مرة، في الأسبوع الثقافي «السابع» لجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون الخليجي العربية، ليلحقن بنحو 400 طالب من 26 جامعة ومؤسسة تعليم عال، وهو الحدث الذي نظمته جامعة الملك عبد العزيز، برعاية الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز، محافظ جدة، تحت شعار «عطاء وإبداع.. وإخاء وتنافس».

وأوضح الدكتور عبد الرحمن بن عبيد اليوبي، وكيل جامعة الملك عبد العزيز، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك 200 طالبة ومشرفة من جميع دول الخليج شاركن لأول مرة في السعودية في الملتقى السابع لجامعات دول مجلس التعاون الخليجي العربية».

وأضاف أن «الهدف من الملتقى هو إثراء الثقافة والابتكارات العلمية وروح المنافسة بين جامعات دول مجلس التعاون، وأيضا إثراء الإخاء بين طلاب الخليج».

من جهته، أوضح الدكتور عبد الله بن مصطفى مهرجي، عميد شؤون الطلاب بجامعة الملك عبد العزيز، أن «اللجنة الإشرافية لعمداء شؤون الطلاب بجامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وممثل الأمانة العامة لدول المجلس الخليجي، حرصوا على وجود مواضيع محددة لمسابقات الأسبوع الثقافي (السابع) تلامس الهموم والمشكلات التي تواجهها المجتمعات الخليجية، سواء على المستوى الاجتماعي أو على المستوى الاقتصادي أو الفكري».

وأضاف أن «مسابقة البحوث العلمية ستكون محددة في عدة مواضيع، وهي التطور الصناعي في دول المجلس، والتلوث البيئي، وإسهامات العلماء المسلمين في العلوم الطبية، وتقنية النانو واستخداماتها».

واستطرد أن «البحوث الثقافية والاجتماعية، تتمحور حول العمل التطوعي، والإنترنت ما له وما عليه، والقنوات الفضائية وتأثيرها على المجتمع بدول المجلس، والأزمات الثقافية».

في حين أشار إلى أن «الخطابة ستركز على وسطية التفكير لما لها من تأثير داخل مجتمعاتنا، والبحث عن العمل التطوعي وأهميته، وكذلك حقوق الإنسان، وهذه ركائز مهمة جدا، نتمنى أن نلمسها في صلب خطاباتنا على اختلاف توجهاتها».