التدريب المهني لـ «الشرق الأوسط»: تزايد إقبال الشباب على المهن قلص نظرة المجتمع السعودي الدونية إلى العامل

بعد توظيف 881 شابا في مهن بينها اللياسة والحدادة والدهان والتبليط والكهرباء

TT

أكد مسؤول في مجلس التدريب التقني والمهني لـ«الشرق الأوسط» تزايد إقبال الشباب السعودي على الالتحاق بالمهن الحرفية التي لم يكن أحد يرغب في الالتحاق بها سابقا. مشيرا إلى أن هذا الإقبال أسهم في تقليص النظرة الدونية من قبل المجتمع للعامل في هذه المهن.

وأوضح الدكتور راشد الزهراني، رئيس مجلس التدريب التقني والمهني في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: «إن الشباب السعوديين بدأوا يستوعبون العمل المهني، وأن بعض الشاب يأتون إلى المعاهد ويطلبون مهنا أخرى لنوفرها في المعاهد».

وأضاف الزهراني أن «7 معاهد تدريب في منطقة مكة المكرمة تستوعب نحو 4 آلاف متدرب». مبينا أن «برامج مرتبطة برامج التدريب المهني وبرامج التدريب في السجون تقام الآن، والشاب الذي ينهي برنامجه أو محكوميته في السجن، يستطيع أن يكمل في أحد المعاهد المؤسسة، وهذا نوع من إتاحة الفرصة للشباب».

وأكد الزهراني إنهاء متطلبات تدريب 881 شابا في المسار العشرين ودخولهم موظفين في القطاع الخاص ضمن برنامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك، الذي يشارك فيه مكتب العمل في جدة وصندوق الموارد البشرية في المنطقة والغرفة التجارية الصناعية في جدة.

وقال خلال ختام البرنامج التدريبي والتأهيلي للمسار قبل الدخول لسوق العمل في جدة مؤخرا «من دواعي سرورنا كمنسوبين للتدريب التقني والمهني أن نرى شبابا سعوديين آثروا العمل المهني على البطالة وأسهموا في صقل موهبتهم والبحث عن الأفضل من خلال تقديمهم في برامج التدريب المشترك، التي تحظى باهتمام خاص وتمثل واجهة مستقبلية لمن يريد الانضمام إلى العمل المهني الحرفي وممارسته ضمن الشركات الكبرى في القطاع الخاص».

وأضاف أن «برامج التدريب المشترك مفتوحة للشباب الراغبين حسب المسارات المعلنة، وأهمية الرغبة والقناعة التامة بها، إذ إن المعاهد المهنية الصناعية والكليات التقنية وتوسعها في المجتمع أسهمت في تقليص النظرة الدونية إلى العامل في هذه المهن».

ودعا رئيس مجلس مكة إلى الجد في طلب الرزق برؤية يحدوها التفاؤل بمستقبل مشرق، مبينا أن المجال مفتوح أمام الراغبين في الالتحاق بهذه البرامج، ولافتا إلى أن الرغبة في الالتحاق بهذه المهن تزداد بشكل مستمر. مطالبا بتكاتف رجال الأعمال لاستقطاب الشباب السعودي وتحقيق أهداف التوطين الوظيفي بما يعود بالنفع على أبناء المجتمع.

يشار إلى أن المؤسسة العامة لتدريب التقني والمهني بدأت مؤخرا في التقديم في برنامج خادم الشريفين لابتعاث التقنيين المتخرجين في المؤسسة، من خلال موقع المؤسسة الإلكتروني وموقع المؤسسة في سوق العمل السعودية المقامة حاليا في جدة.

وأكد الدكتور راشد بن محمد الزهراني على ضرورة الاستفادة من المستوى المتقدم في مجال تقنية المعلومات في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. مشيرا إلى أنه تم تفعيل رابط برنامج خادم الحرمين الشريفين لابتعاث المدربين التقنيين وإمكانية التقديم من خلال موقع المؤسسة في معرض سوق العمل السعودية في جدة الذي تشارك فيه المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ممثلة بالمجلس، وذلك من أجل إعطاء الفرصة للابتعاث في جميع التخصصات التي تدرب عليها المؤسسة في مرحلة الدبلوم، مع التركيز على التخصصات التقنية والفنية التي بدأت الحاجة تزداد إليها باعتبارها من متطلبات التطور والتنمية التي تشهدها بلادنا.

من جهته أوضح طلال بن محمد الغفيلي رئيس وحدة برامج التدريب المشترك في المجلس، أن المسار الـ20 وهو أحد مسارات برامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك تم فيه توثيق عقود العمل لعدد 139 رجل أمن وسلامة، و427 عامل إنتاج، و40 حدادا، و39 دهانا للمباني، و40 مبلطا، و30 مختصا في التمديدات الكهربائية، و57 مشغلا لمكائن النجارة، و21 مليسا و19 شابا في تخصص المباني، و17 مساعدا للصيانة الخفيفة للسيارات، و29 في تخصص التمديدات الصحية، بالإضافة إلى 23 شابا في تخصص تمديدات التكييف المركزي.

وبالعودة إلى الزهراني أوضح أن مشاركة المجلس في المعرض، تتيح الفرصة للتعرف على دور وحدة برامج التدريب المشترك التي تنفذ مسارات التدريب المنتهي بالتوظيف، والتعريف ببرامج المؤسسة المختلفة، وكذلك التعرف على دور مراكز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تهدف إلى إعداد جيل من الشباب السعودي يعمل لحسابه الخاص من خلال مساعدتهم في اجتياز كل العوائق التي من الممكن أن تصادفهم، بالإضافة إلى تأهيلهم بالمهارات التي يحتاجونها لنجاح مشاريعهم، وذلك بالتعاون مع مكتب التسليف والادخار السعودي.

وأضاف: «إن ذلك يعتبر فرصة لمن يجد في نفسه الكفاءة والمقدرة على فتح مشروعه ومتابعته، ومن ثم مواصلته النجاح والتطور، خصوصا أن المركز يحظى بمتابعة مختصين في مجال المشاريع الصغيرة».

وبين الزهراني أن «تأسيس المنشآت الصغيرة للشباب من خلال برنامج تأهيل رواد الأعمال هو الحل لمن يبحث عن النجاح في المشروع الذي يفكر فيه، حيث يقدم البرنامج التدريب والتأهيل اللازم لتأسيس وإدارة المشاريع الصغيرة، بالإضافة إلى مساعدة رواد العمل الحر في الحصول على تمويل من بنك التسليف والادخار السعودي، وكذلك تذليل العقبات التي تواجههم في سبيل الحصول على التراخيص اللازمة للمشروع».