أطلال قصر سلوى تتحول إلى شاشة عرض قصة الدولة السعودية الأولى

أمير الرياض يقود الدرعية لاستعادة أمجادها.. ويدفعها لتكون مركزا حضاريا على المستوى الوطني

الأمير سلمان ينظر إلى الأعلى لحظة رفع أكبر علم للمملكة العربية السعودية (تصوير: إقبال حسين)
TT

قاد الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، أول من أمس، الدرعية التاريخية لاستعادة أمجادها، ودفعها لتكون مركزا حضاريا على المستوى الوطني، كونها (عاصمة للدولة السعودية الأولى)، وذلك خلال ترؤسه للجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، في اجتماع حضره الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.

وتم الإعلان خلال اجتماع أول من أمس، على أنه سيتم تحويل أطلال قصر سلوى الأثري، إلى شاشة كبرى سيتم فيها عرض قصة تأسيس الدولة السعودية الأولى، وشهد الاجتماع عرض صور لما سيكون عليه القصر الأثري.

وقال المهندس عبد اللطيف آل الشيخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، إنه «سيتم توظيف الأطلال الخارجية لقصر سلوى في عرض دراما قصصية تحكي قصة الدولة السعودية الأولى باستخدام وسائط العرض البصرية والصوتية حيث ستكون تلك الأطلال بمثابة شاشة العرض، بحيث يمكن للزوار متابعتها من الأماكن المخصصة لذلك داخل مبنى مركز الزوار أو على سطح المبنى».

ولفت آل الشيخ، إلى أنه «سيتم إضافة عدد من العروض الأخرى باستخدام تقنية الوسائط المتعددة حيث سيتم إبراز بعض العناصر والمواقع التاريخية في حي الطريف لتحكي الأحداث التاريخية المرتبطة بالدولة السعودية الأولى».

وكانت اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، قد عقدت أول من أمس اجتماعها العاشر، حيث قال المهندس عبد اللطيف آل الشيخ إن الاجتماع «ناقش سير العمل في مشروع تطوير الدرعية التاريخية، الذي يهدف إلى إعمار المدينة التاريخية وتحويلها إلى مركز ثقافي سياحي على المستوى الوطني، وفقا لخصائصها التاريخية والثقافية والعمرانية والبيئية».

وأوضح «أن مشروع التطوير الذي يجري تنفيذه حاليا، يتضمن ثلاث مجموعات من المشاريع، وهي: مشاريع تطوير حي الطريف الأثري، ومشروع تطوير حي البجيري، إضافة إلى مشروع الطرق ومواقف السيارات وشبكات المرافق العامة».

وأضاف المهندس عبد اللطيف آل الشيخ أن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض قد «أكملت نزع الملكيات الخاصة التي تقع ضمن المشروع، لاستخدامها في توسعة الطرق وتنفيذ مواقف السيارات، والساحات المفتوحة والمرافق الخدمية، فيما شارفت أعمال الطرق ومواقف السيارات وشبكات المرافق العامة على الانتهاء، في حين يجري تنفيذ مشروع تطوير حي البجيري، كما بدأ العمل في بعض مشروعات تطوير حي الطريف الأثري».

وقال إنه سيبدأ قريبا تنفيذ بقية مشاريع تطوير هذا الحي، الذي يأتي منها حي طريف الأثري، الذي يعتبر أهم معالم الدرعية التاريخية لاحتضانه المباني الأثرية والقصور والمعالم التاريخية لفترة الدولة السعودية الأولى.

ويهدف تطوير الحي إلى إبرازه كموقع تاريخي أثري متحفي تتكامل فيه جوانب العرض بين الشواهد المعمارية والبيئة الطبيعية للحي إلى جانب العروض التفاعلية والأنشطة الحية ضمن أسس تعنى بمفاهيم المحافظة والترميم.

و تم الانتهاء من أعمال التوثيق البصري والمساحي لكل العناصر المعمارية والمنشآت القائمة في حي الطريف حيث تم تصويرها فوتوغرافيا ورفعها مساحيا باستخدام أجهزة ليزرية لتعطي نواتج دقيقة تمكن من إنتاج أي رسومات عند الحاجة.

وأشار آل الشيخ إلى «الانتهاء من أعمال الرفع المساحي للمباني الأثرية وإزالة الرديم منها والتوثيق الأثري لعناصرها المعمارية وما تحتويه من آثار».

وأفاد بأن قائمة المباني المنجز توثيقها أثريا تتضمن «جامع الإمام محمد بن سعود بالطريف، والوحدة الخامسة والسادسة من قصر سلوى، وقصر إبراهيم بن سعود، وقصر فهد بن سعود، وقصر فرحان بن سعود، وقصر مشاري بن سعود، وقصر تركي بن سعود».

وأوضح رئيس مركز المشاريع في هيئة تطوير الرياض، أنه «يجري العمل على استكمال شبكات المرافق العامة بحي الطريف، وهي شبكة متكاملة من المرافق العامة تشمل شبكات المياه بطول 5.260 كيلومتر، والصرف الصحي بطول 1.810 كيلومتر، وتصريف السيول بطول 1.890 كيلومتر، إلى جانب شبكات الكهرباء والإنارة بطول نحو كيلومتر. وقال: «إن نسبة الإنجاز في المشاريع السابقة بلغت 70 في المائة، حيث أخذ بعين الاعتبار حساسية المباني التراثية ضمن حي الطريف، فتم استخدام معدات لا تحدث اهتزازات مؤثرة على المباني، وتعمل ضمن ممرات الطريف الضيقة».

وأفاد بأنه «يجري العمل على ترميم بعض المنشآت المعمارية في حي الطريف وتأهيلها من النواحي الإنشائية والميكانيكية والكهربائية لاستيعاب الوظائف الثقافية والتراثية التي حُددت لهذه المباني ضمن سياق العرض المتحفي لحي الطريف، أو إبقائها كمعالم معمارية ضمن العرض المتحفي، حيث بلغت نسبة الإنجاز في أعمال الترميم 40 في المائة».

وتشمل المباني القائم ترميمها: قصر عمر بن سعود، ومسجد وقصر سعد بن سعود، ومسجد وسبالة موضي، وقصر ناصر بن سعود، ودار الضيافة وحمام الطريف، ومسجد البريكة.

يشار إلى أن متحف الدرعية يعرض تاريخ الدولة السعودية الأولى وتاريخ قصر سلوى، حيث ستتم المحافظة على أطلال القصر من خلال تدعيمها، وفق منهجية محددة لأعمال الترميم، وستتم إضافة منشآت حديثة للوحدتين الخامسة والسادسة من القصر بشكل يمكن من تعديل هذه المنشآت، أو نقلها متى دعت الحاجة لذلك.

وستقدم العروض المتحفية ضمن أسلوبين للعرض، أحدهما مفتوح ضمن الوحدات الأولى والثانية والثالثة والرابعة والسابعة من القصر، حيث سيتاح للزوار التجول بين أطلال القصر عبر ممر مخصص لذلك بطول 350 مترا للتعرف على عمارة وفراغات القصر والأحداث التي جرت فيه، وذلك من خلال اللوحات التعريفية والوسائط المتعددة، والآخر مغلق لعرض تاريخ الدولة السعودية الأولى في الوحدتين الخامسة والسادسة بمساحة 600 متر مربع عبر منظومة متكاملة من اللوحات والأفلام الوثائقية والمعروضات التراثية، إضافة إلى القطع المتحفية والمجسمات والرسوم التوضيحية.

ومن ضمن المواقع التي سيتم تطويرها في الدرعية جامع الإمام محمد بن سعود، حيث يعد أهم المساجد في حي الطريف من الناحية الأثرية، وقد أوضح التنقيب الأثري الذي تم إنجازه أبعاد الجامع الأصلية والقواعد والحدود القديمة للجامع على مختلف فتراته مع مراحل التوسعات التي أدخلت عليه، والتي سيتم إبرازها وتوضيحها للزوار، إلى جانب ترميم الجزء القائم من الجامع، وإعادة استخدامه كمصلى. وتبلغ المساحة الإجمالية للجامع 2,166 متر مربع.

وسيقام في منطقة الدرعية، مركز استقبال للزوار، وهو مبنى حديث سيقام عند مدخل حي الطريف بمساحة 1,150 متر مربع وقد تم تصميمه بأسلوب يتماشى مع بيئة الوادي وأسوار الدرعية من خلال انحناءاته وتكسيته بالحجر ليكون أول محطة لزوار حي الطريف، حيث يقدم لهم خدمات الإرشاد السياحي، والتعريف بعناصر الحي وبرامجه الثقافية والسياحية، إضافةً إلى وظيفته كمنطقة مشاهدة للجمهور لمتابعة عرض الصوت والضوء. كما يحتوي المركز أيضا على منفذ لشراء التذاكر الخاصة ببعض فعاليات الحي، إلى جانب تقديمه لخدمات استقبال كبار الزوار والإسعافات الأولية.

وكشف المهندس عبد اللطيف آل الشيخ، أنه «سيتم إنشاء جسر الشيخ محمد بن عبد الوهاب من حافة حي البجيري إلى (قوع الشريعة) بحي بالطريف التي يقع بها مركز استقبال الزوار بطول 75 مترا، والجسر ذو تصميم منحنى ينقل الزوار مباشرةً إلى أمام المدخل الأصلي لقصر سلوى، وقد اُعتبر في تصميمه موقع مركز الزوار بحي الطريف وحركة الزوار والنواحي التاريخية والبصرية حيث يمكن المشاة من الاستمتاع بمشاهدة المباني التراثية بالطريف، وكذلك البيئة الطبيعية لوادي حنيفة».

وطبقا للبيان الصادر عن نهاية اجتماع اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، فإن جسر الشيخ محمد بن عبد الوهاب «سيتميز عن بقية الجسور على طول وادي حنيفة بشكله المنحني ويوفر الجسر الحركة السهلة والانسيابية للمشاة كما يتيح المرور لسيارات الطوارئ وسيارات كبار الزوار».

وسيجسد متحف التجارة والمال، مرحلة الازدهار الاقتصادي الذي شهدته الدرعية ومعالم التجارة، بالإضافة إلى العملات والموازين والأوقاف. حيث سيتم تخصيص مبنى بيت المال بعد ترميمه لعرض الجوانب المتعلقة بالاقتصاد بمساحة 857 مترا مربعا بينما سيتم تخصيص سبالة موضي لعرض الجوانب المتعلقة بالوقف والأسبلة بمساحة 380 مترا مربعا، وذلك بعد إعادة بنائها على هيئتها السابقة. في موضوع متصل، يضم متحف الحياة الاجتماعية في الدرعية «مجموعة متكاملة من العناصر التي تعرض جوانب الحياة اليومية والعادات والتقاليد والأدوات المستخدمة في فترة ازدهار الدولة السعودية الأولى، ويتكون المتحف من عرض للحياة الاجتماعية لحي الطريف، وذلك ضمن قصر عمر بن سعود الذي سيتم ترميمه ليحتوي على عرض المواد المتحفية بمساحة 1,100 متر مربع. وقاعة عرض الحياة الاجتماعية لمناطق الدولة السعودية الأولى، وذلك ضمن عدد من البيوت الطينية المجاورة لقصر عمر بن سعود بمساحة 1,400 متر مربع».

ويتكون المتحف أيضا - طبقا لعبد اللطيف آل الشيخ - من قاعة لعرض طرق البناء التقليدية وأساليب البناء بالطين وذلك بمساحة 1,000 متر مربع، بالإضافة إلى مجموعة دُور للإيجار اليومي تتكون من خمسة عشر بيتا تراثيا يمكن تقسيمها إلى أكثر من ثلاثين دارا، وذلك بمساحة إجمالية تبلغ 2,570 متر مربع، وسيتم ترميمها وتأهيلها لتوفر تجربة فريدة للزوار بالعيش في البيئة التقليدية التراثية ضمن حي الطريف.

ويوجد في المنطقة التاريخية أيضا، المتحف الحربي، وهو المعني بعرض الجوانب الحربية في تاريخ الدرعية كأدوات الحرب والمعارك الحربية، حيث سيقام المتحف ضمن مجموعة من المباني الطينية المجاورة لقصر ثنيان بن سعود حيث سيتم ترميمها وتأهيلها بحيث تحتوي على قاعة متحفية لعرض المقتنيات الخاصة بالجوانب الحربية بمساحة 600 متر مربع، ومقر لفرقة العرضة بمساحة 265 مترا مربعا، كما سُيخصص عرض متحفي مستقل في قصر ثنيان بن سعود يعرض قصة الدفاع عن الدرعية في أواخر عهدها بمساحة 1,100 متر مربع.

أما بالنسبة لمتحف الخيل العربية، فهو مخصص للخيل العربية، نظرا لأهميتها في تاريخ الدرعية حيث سيتم تخصيص المباني المجاورة لقصر الإمام عبد الله بن سعود بعد ترميمها وتأهيلها لاستيعاب العرض المتحفي، وذلك بمساحة تبلغ 1,054 متر مربع، بالإضافة إلى توظيف إصطبلات الخيل المجاورة للقصر في بعض العروض الحية التي تختص بأسس تربية وتدريب الخيل، وذلك بمساحة تبلغ 1,827 متر مربع.

ومن جهة أخرى، تهدف سوق الطريف إلى عرض المنتجات الحرفية التقليدية ضمن مراحلها المختلفة من التصنيع إلى العرض، بالإضافة إلى بيع المنتجات للزوار.

وتقع السوق ضمن مجموعة من المباني المرممة التي تطل على أحد الشوارع الرئيسية بالحي والممتد من سبالة موضي إلى قصر عمر بن سعود، وتتكون السوق من 3 أجزاء، حيث يقع الجزء الأول بين قصر سلوى وقصر عمر بن سعود بمساحة 2,600 متر مربع وهو مخصص للمنتجات الحرفية، والجزء الثاني يقع بجوار الساحة الجنوبية لقصر الإمام عبد الله بن سعود بمساحة 1,860 متر مربع وهو مخصص لمطاعم الوجبات التقليدية والتراثية وبيع المنتجات الغذائية. أما الجزء الثالث الذي سيتم تنفيذه في مراحل قادمة فمخصص للمنتجات الحرفية التقليدية، ويتضمن منطقة للمزادات العلنية. وسيتم ترميم قصر إبراهيم بن سعود ليكون مقرا لمركز توثيق تاريخ الدرعية، حيث سيكون المبنى عبارة عن فراغات مكتبية مجهزة بمساحة 2,745 متر مربع، وضمن بيئة تراثية تقليدية، ويحتوي على قسمين، أحدهما للرجال، والآخر للنساء. وسيُخصص قصر فهد بن سعود بعد ترميمه وتأهيله ليصبح مقرا لإدارة الطريف، ويحتوي على فراغات مكتبية بمساحة 1,120 متر مربع.

فيما سيتم تهيئة الممرات والفراغات العامة داخل الحي ورصفها وإضاءتها بعدة أساليب لتبرز القيمة التراثية للحي مع تزويد الحي باللوحات الإرشادية والتوجيهية لتساعد الزوار على التعرف على عناصر الحي التراثية، وكذلك تجهيز الممرات والفراغات العامة بمتطلبات العرض المتحفي والخدمات اللازمة للزوار كالاستراحات المرتبطة بمسار حركة وسائل النقل الداخلية بالحي، وكذلك دورات المياه الموزعة بأرجاء الحي التي أُخذ بعين الاعتبار عدم تأثيرها البصري السلبي على المباني التراثية، بالإضافة إلى مصادر لمياه الشرب، وقد أُخِذ بالاعتبار خصوصية الحي العمرانية والتراثية وما يناسبه من تجهيزات تتوافق مع متطلبات الحفاظ على المواقع التراثية الثقافية.

وتابع عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة، أن الاجتماع اطلع على سير العمل في مشروع تطوير حي البجيري، الذي يجري تنفيذه حاليا، بهدف إبراز قيمة الحي الثقافية، وتوظيف عناصره المختلفة لخدمة الأهداف العامة لبرنامج التطوير للمدينة التاريخية، الذي يشتمل على:

مقر مؤسسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، التي تهدف إلى أن تكون مرجعا تعريفيا شاملا لدعوة الشيخ وموقعا عالميا في خدمة العقيدة والدعوة، ويضم مبنى المؤسسة وحدات للمعلومات والمكتبات، والدروس الشرعية الإلكترونية، والبحوث والدراسات، والحوار، والإنترنت، إضافة إلى قاعة تذكارية للدعوة الإصلاحية، تعرض الأفكار والمبادئ الخاصة بالدعوة الإصلاحية في شكل عرض متحفي هادف ومشوق.

وحاليا يجري العمل ضمن المشروع على تحسين وتعديل مسجد الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي يتميز بموقعه وإطلالته المميزة على وادي حنيفة.

أما المنطقة المركزية، فتشغل معظم الأجزاء المتبقية من الحي، وتخصص لتقديم الخدمات المختلفة لزوار الدرعية، على اعتبارها نقطة انطلاق لهم، ومن بين عناصرها: الساحة الرئيسية، وهي ميدان يحتضن العروض الفلكلورية والفعاليات الموسمية، ويحتوي على عدد من المحال التجارية والمقاهي والمطاعم وأماكن للجلسات تطل على حي الطريف ووادي حنيفة، بالإضافة إلى مواقف للسيارات تستوعب أكثر من 350 سيارة.

وسيستخدم مكتب الخدمات الإدارية، كمقر لإدارات التشغيل والصيانة، وكذلك لإدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالدرعية.

أما بالنسبة لمنطقة الوادي الواقعة بين حي الطريف وحي البجيري، التي جرى تصميمها بطابع يلائم القيمة التراثية للموقع، وأهداف الخطة التنفيذية ومتطلبات التأهيل البيئي لوادي حنيفة، فستمثل هذه المنطقة عنصر ربط بين حي الطريف وحي البجيري، وستقدم خدمات متكاملة للمتنزهين والزوار.

وتهدف أعمال ترميم مسجد الظويهرة، إلى تأهيله وفق المنهج العلمي المتبع في ترميم المنشآت الأثرية، وسيعاد ترميمه وتأهيله على نفقة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز.

وعلى الصعيد ذاته، أشار المهندس عبد اللطيف آل الشيخ إلى أن الاجتماع تناول سير العمل في مشروع الطرق ومواقف السيارات وشبكات المرافق العامة التي يجري تنفيذها حاليا في الدرعية التاريخية، منوها بأنها تتضمن نظاما متكاملا من الطرق بأطوال تبلغ 5,85 كيلومتر، مزودة بشبكات للمرافق العامة ومواقف للسيارات واللوحات الإرشادية والتعريفية، وجميعها مصممة وفقا للاعتبارات البيئية للدرعية التاريخية.

وقد تم في هذا المشروع، وفق تصريحات آل الشيخ «إنجاز 96 في المائة من الطرق والمداخل المؤدية إلى الدرعية التاريخية، وهي: شارع الإمام محمد بن سعود إلى طريق الملك عبد العزيز، وشارع الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود وميدان الأمير سلمان، وشارع الأمير سطام بن عبد العزيز، وطريق قريوة».

كما تم الانتهاء في ذات المشروع، من «أعمال تنفيذ طريق وادي حنيفة في الجزء الممتد ضمن حدود الدرعية التاريخية بطول 1,6 كيلومتر، الذي سيتميز عن بقية طريق وادي حنيفة للتعريف بالمنطقة التي يمر بها».

وتم إنجاز الأعمال النهائية لتنفيذ شبكات المرافق العامة في المنطقة التي تغطي المسافة من مدخل الدرعية الجنوبي عند ميدان الأمير سلمان إلى نهاية طريق الإمام محمد بن سعود شمالا، شاملةً الأحياء الواقعة بينها. وتشمل هذه الشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي وتصريف السيول والاتصالات والإنارة وغيرها.

وقد أقر الاجتماع ترسية المشروع الأول من مشاريع تطوير حي الطريف الأثري الذي يشمل: متحف الدرعية بقصر سلوى، وجامع الإمام محمد بن سعود، ومركز استقبال الزوار، وعرض الصوت والضوء وعروض الوسائط المتعددة، وجسر الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومتحف التجارة والمال. على شركة «المركز العالمي للمقاولات المحدودة» بمبلغ إجمالي قدره 112,949,977 ريال، ومدة تنفيذ قدرها 30 شهرا.

إلى ذلك، عقدت لجنة الإشراف على الاستفادة من مزرعة الثمامة الاجتماع التاسع عشر، برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وبحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.

وبين المهندس عبد اللطيف بن عبد الملك آل الشيخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة، أن الاجتماع اتخذ قرارات، بإعادة طرح الاستثمار في تطوير الجزء الجنوبي من متنزه الثمامة، وذلك على مساحة قدرها 40 كيلومترا مربعا، ليكون وجهة سياحية عالية المستوى ومُكتملة المرافق. حيث ستخضع إعادة الطرح لمجموعة من الضوابط والشروط والمعايير الواردة في المخطط العام للمتنزه ودراسات الجدوى الاقتصادية التي سبق إعدادها، والتي ستخضع بدورها إلى المراجعة والتحديث.

وأقر الاجتماع زيادة عدد المخيمات البرية في متنزه الثمامة إلى 100 مخيم، لتلبية الطلب المتزايد عليها، وخصوصا في موسمي الشتاء والربيع، وقد تم طرح تنفيذ المخيمات الخمسين الجديدة في منافسة للتنفيذ تمهيدا لترسية عقد إنشائها. ومن المعلوم أن المخيمات القائمة حاليا تبلغ 50 مخيما تتنوع في الأحجام والخدمات.

وأوضح المهندس عبد اللطيف آل الشيخ أن الاجتماع وافق على طلب نادي الطيران السعودي إضافة بعض المساحات المجاورة لمطار الثمامة وضمها للمساحة الحالية المُخصصة للنادي، وذلك لتنفيذ المرحلة الأولية من مشروع إنشاء أكاديمية الطيران السعودي في مطار الثمامة، على أن تتوافق تلك الاستخدامات مع بيئة واستخدامات متنزه الثمامة، ومع ضوابط التطوير ومعايير التصميم المحددة للمتنزه، وقيام النادي بتحديث المخطط الشامل المُعد للنادي وفقا لذلك.

كما وافق الاجتماع، على طلب وزارة الزراعة بتخصيص موقع للخيل العربية في منطقة الثمامة بمساحة مليوني متر مربع، يكون تابعا لمركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة، وسيعزز ذلك من مكانة وجاذبية المتنزه حيث سيتيح لزوار المتنزه مشاهدة الخيل العربية في بيئتها الطبيعية.