«نادي سماي».. مشروع غير مسبوق يتطلع لتعميمه على مكاتب «الإشراف الاجتماعي»

ضم 62 فتاة من داخل وخارج الدور الاجتماعية في الشرقية.. واحتفل مؤخرا بإكمال عامه الأول

جانب من أركان مهرجان «نادي سماي الأول» الذي أقيم أواخر الأسبوع الماضي في المنطقة الشرقية
TT

بعد نحو 12 شهرا من التحفظ «الإعلامي» على تفاصيل إطلاق أول مشروع من نوعه، يعمل على الدمج الإيجابي بين فتيات دور الشؤون الاجتماعية وفتيات المجتمع العام، الذي تبناه قسم الدراسات والبحوث بمكتب الإشراف النسائي بالمنطقة الشرقية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، وجدت القائمات على «نادي سماي» الوقت مناسبا الآن للحديث عن النادي بعد تحقيق ما تم وصفه بـ«النجاح الباهر»، بناء على التطور الملموس في شخصية ومهارات 62 فتاة ضمهن النادي في عامه الأول.

إذ أوضحت المديرة التنفيذية لـ«نادي سماي» آمال الفايز، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن برامج النادي تمكنت في خلال سنة من تعزيز الثقة لدى الفتيات ومساعدتهن على تحمل المسؤولية والتخطيط للمستقبل بفاعلية بعيدا عن الانغلاق على الذات، وأفادت بأن للنادي خطة مستقبلية الآن بـ«التوسع في استقبال عدد أكبر من المشمولات برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية وغيرهن».

وبيَّنت الفايز أن فكرة هذا المشروع انطلقت بعد دراسة استغرقت نحو سنتين لإعداده واختيار كافة البرامج والأنشطة والتخطيط لتنفيذها، مؤكدة أن هناك توجها الآن لدى النادي لتمكين الفتيات اللاتي اجتزن غالبية البرامج بكفاءة عالية لأخذ دور تدريبي مستقبلي، والانتقال بهن من «متدربات» إلى «مدربات».

وعن جدوى نقل تجربة «نادي سماي» إلى بقية أفرع وزارة الشؤون الاجتماعية في المناطق الأخرى، وصفت الفايز ذلك بـ«الطموح الكبير»، مضيفة «أحمل رؤية من هذا النوع، للفائدة الكبيرة التي حققها النادي للفتيات المستفيدات من برامجه»، وتمنت أن يتمكن النادي من الاستمرارية خلال السنوات المقبلة بذات الكفاءة، بحيث يصبح لاحقا تجربة مثالية يمكن الاقتداء بها.

وبحسب النبذة التعريفية للمشروع، التي تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منها، فإن «سماي» هو «نادٍ يُقدم دورات تدريبية نظرية وعملية ذات تأصيل علمي، وبرامج وأنشطة هادفة وترفيهية، وفق استراتيجية واضحة الأهداف، ومن خلال كوادر تدريبية مؤهلة ومتميزة لتطوير ذوات الفتيات وتأهيلهن عمليا ووظيفيا لتعزيز دورهن الإيجابي في المجتمع».

وتستهدف أنشطة النادي وبرامجه جميع الفتيات من الفئة العمرية التي بين 14 إلى 24 عاما، في حين أن غالبية متدربات الدفعة الأولى كن من فتيات دار التربية الاجتماعية بالأحساء، وفتيات دار الحضانة الاجتماعية بالدمام. بواقع: 27 متدربة من دار التربية بالأحساء، و23 متدربة من دار الحضانة بالدمام، إلى جانب 12 متدربة من خارج دور الوزارة (عموم المجتمع).

وتتضمن الأهداف العامة للنادي: «الارتقاء بوعي الفتاة بضرورة التغيير الإيجابي وإكسابها دافعية ذاتية عالية في تحقيق ذاتها، ومساعدتها في النهوض بتقديرها لذاتها وإدراكها أبعاد قدراتها وجوانب القوة لديها، ومعاونة الفتاة في وضع أهدافها وإكسابها مهارات التخطيط لها والعمل على تحقيقها، وتعويد الفتاة على تحمل مسؤولياتها الشخصية والاستقلالية والتكيف مع الصعوبات والعقبات، وتعزيز الجانب الروحي لديها وتعزيز الهوية الثقافية والدينية وترسيخها، وإكسابها خبرات ومدارك جديدة وتنمية هواياتها من خلال الأنشطة المهارية المتنوّعة».

أما الجهة المنفذة لبرامج وأنشطة النادي، فتتمثل في فريق التدريب التطوعي، غير أن مواعيد التنفيذ تقتصر على أيام الخميس من كل أسبوع من «العاشرة صباحا حتى الخامسة مساء»، ومن برامج النادي التي تم تنفيذها خلال العام: برنامج الذكاء الإيجابي، وبرنامج مهارات التفكير (القبعات الست)، وبرنامج الذكاء العاطفي، وبرنامج «أخطاء بنات»، وبرنامج مهارات الاتصال بالآخرين، وبرنامج إدارة الوقت، وبرنامج «تميزي بذاتي سر نجاحي»، وبرنامج الثقة بالنفس، ومحاضرة رياضة النفس، ومحاضرة المسؤولية الاجتماعية، ومحاضرة القضاء والقدر، ومحاضرة الثقافة الصحية.

وتضمن التدريب المهاري: المهارات الأدبية، ومهارات الأشغال الفنية والرسم، ومهارات الطبخ، ومهارات المحادثة الإنجليزية، ومهارات التنفس، ومهارات الدفاع عن النفس. ومن أبرز فعاليات وأنشطة النادي: مسابقة القرآن الكريم (حروف النور)، ومسابقة مجموعات القراءة (أمة تقرأ)، ومسابقة بحثي وعرضي المتميز، ومسابقة أسوق ذاتي، ومسابقة إعداد عروض «أخطاء بنات»، والمشاركة في برنامج منارات العطاء لتعبئة إفطار صائم، ورحلة لزيارة بيت الله وأداء العمرة وزيارة المناطق التاريخية بمكة المكرمة، ورحلات تعليمية وترفيهية واحتفالات بعيد الفطر المبارك وعيد الأضحى المبارك، والتعاون مع جمعية مهندسين «أرامكو» بتنفيذ برنامج «كن قويا وذكيا.. بأمان».

ومن الجدير ذكره أن منسوبات النادي احتفلن الأسبوع الماضي بإطلاق «مهرجان سماي الأول»، الذي تضمنت أهدافه: التعريف بالنادي وإظهاره للمجتمع واستقطاب التأييد للفكرة ومن ثم دعمها وتطويرها، وتوظيف المهرجان في تدريب عالي الجودة للفتيات من حيث تكليفهن بالأدوار التنظيمية وتعزيز ثقتهن بأنفسهن من خلال إنجازهن، إلى جانب استخدام عائد المهرجان المادي لتنفيذ مشاريع خدمة المجتمع التي اقترحتها وخططت لها متدربات النادي.

وضمت فعاليات المهرجان عددا كبيرا من الأركان، من أبرزها: قسم خاص بإنتاج ومشغولات فتيات النادي، وقسم التسوق، وركن نافذة إلى الماضي (تراثي)، والركن الثقافي، وركن الفن التشكيلي، وركن «سماي كافيه»، إلى جانب تقديم عرض أزياء للأطفال، وركن «أصدقاء سماي» الذي سعى للتعريف بأنشطة النادي.