مجهول يضرم النيران في مئذنة مسجد ويلوذ بالفرار

في حادثة هي الأولى من نوعها في السعودية

جانب من آثار الحريق على مئذنة المسجد («الشرق الأوسط»)
TT

في حادثة أعدتها مصادر الأولى من نوعها في السعودية، أقدم مجهول على إضرام النار في مجموعة من الإطارات والأخشاب داخل مئذنة أحد المساجد بقرية فران بمحافظة المندق بالباحة (جنوب غربي السعودية)، ما تسبب في تغيير لون المئذنة إلى اللون الأسود بفعل الدخان الكثيف.

تأتي تفاصيل الحادثة، حيث أنكر أحد المواطنين في القرية على شخص وجوده عدة أيام بالقرب من هذا المسجد، وعند مراقبته له وجده ينام أحيانا على السطح، إلا أنه قام ذات ليلة بقطع أسلاك مكبر الصوت، بحجة أن المكبرات تزعجه وتوقظه من نومه، وخاصة في صلاة الفجر، وبعد أن بلغه أن أحد سكان القرية يتابعه وأنه قد يبلغ جهات الاختصاص بوجوده المشبوه عند هذا المسجد، الذي يقع في رأس جبل مجاور للقرية، بادر بإشعال النار في مئذنة المسجد ولاذ بالفرار. وتلقت جهات الاختصاص بلاغا حيث انتقلت فرقة الدفاع المدني من محافظة المندق لإطفاء الحريق، وتم تكوين لجنة مشتركة من المحافظة ممثلة في شرطة المندق وإدارة أوقاف المندق والدفاع المدني، لمعاينة الموقع وأخذ أقوال المواطنين المجاورين، وسجل محضر بذلك، حيث توصلت جهات الاختصاص إلى أنه وحتى تاريخه لا يزال البحث جاريا عن المشتبه به للوصول إلى الدوافع التي قادته إلى هذا العمل، وتقديمه إلى العدالة بعد استيفاء التحقيقات.

وفي إيضاح لمدير عام الشؤون الإسلامية المهندس ناصر بدران، أكد أن هذا المسجد شيدته الوزارة، وأنه لا يزال تحت الإنشاء وتحت عهدة المقاول، الذي سلم مفاتيح المسجد للأهالي ليؤدوا الصلاة فيه ريثما يتم استلامه بعد انتهاء أعمال التشطيبات الأخيرة، ولم يعين له أمام ولا مؤذن حتى تاريخه بانتظار اكتمال التشييد، إلا أن الجاني قام بكسر قفل باب المئذنة الواقعة بجوار المسجد في باب منفصل، وأحرق بعض المخلفات التي أثارت الرعب في نفوس المواطنين، وأن إدارته بالتنسيق مع أوقاف المندق قد أبلغت الوزارة بالحادثة، ورفعت تقريرا للشرطة، وفي انتظار ما تنتهي إليه من تحقيقات لمعرفة ملابسات الحادثة.

عضو مجلس منطقة الباحة، علي بن مسعود، وهو من سكان محافظة المندق، استنكر الحادثة، مشيرا إلى أنها لا يمكن أن تصدر من شخص سوي، وقال: «نحن مجتمع مسلم ومحافظ على بيت العبادة، الذي يتلقى دعما وإشرافا مباشرا من الشؤون الإسلامية والأوقاف، وبعض هذه المساجد لها حراسات».

وطالب ابن مسعود بتشديد الحراسات على المساجد، وأن يكون الحراس من المواطنين وليس من العمالة الوافدة، وأضاف، «بالتأكيد فالجاني لا يخرج عن إما أنه مختل عقليا أو من أصحاب السوابق، ويجب عند كشفه تقديمه للعدالة حتى يكون عبرة للآخرين، صونا للمقدسات».

من جهته، أوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة الباحة النقيب عبد الناصر بن محمد الغامدي، أنه ورد لغرفة العمليات الدفاع المدني بلاغ من مواطن تحت سن العشرين، عن تعرض مسجد لعملية إحراق، وفور وصول البلاغ انتقلت فرقة الدفاع المدني حيث تم إخماد الحريق، ولوجود شبهة جنائية تم الانتقال من قبل المختصين أمنيا، واتضح وجود مسجد حديث البناء لا تحيط به منازل قريبة، ووجود مجموعة أسلاك ومواد بلاستيكية متفحمة، مما يدل على أن الجاني استخدم إطارات مهملة في إشعال الحريق داخل المنارة، ووجود جالون صغير به رائحة وولاعة، إلا أن المسجد نفسه لم يتعرض للحريق من الداخل، وانحصر في المئذنة المنفصلة عن المسجد بجانبها الخارجي، ولا يزال البحث والتحري جاريين عن الجاني.