مطالب بإنشاء هيئة للحوار مع الآخر

أكاديمي: البوذية مبدأ طيب يحوي قيما رائعة

TT

تعالت أصوات المشاركين في إحدى الجلسات الحوارية التي عقدت في إطار مهرجان الجنادرية الثقافي، أمس، بمطالب إنشاء هيئة للحوار مع الآخر، لتنضم تلك الأصوات إلى دعوات أخرى أطلقت طيلة الأيام القليلة الماضية، تسير في الاتجاه ذاته.

وطالب الداعية الإسلامي المعروف، الشيخ الدكتور سلمان العودة، ضمن مشاركته مع أحد أهم المفكرين المسيحيين، كلوفيس مقصود، بما أسماه بـ«آلية انضباط في الحوار مع الآخر» عبر هيئة إسلامية كبرى، تعنى بالحوار مع الآخر.

من جانبه، اعتبر الدكتور أبو يعقوب المرزوقي، الذي شارك في جلسة حوار مطولة، أمس، عقدت تحت عنوان «معوقات الحوار والسلام بين الشعوب، رؤية إسلامية عربية ورؤية غربية»، أن العالم العربي لا يقدر مبادلة الغرب بشيء يصنعه، في إشارة إلى النفط، مستندا في رؤيته تلك، إلى أن ما يحتاجه العالم الآخر من العالم العربي، يستطيع أخذه بـ«القوة».

وقال المرزوقي: «عندما يقول بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن على الفلسطينيين العودة إلى طاولة المفاوضات، فإن إسرائيل تعمل على افتعال قضايا جديدة من دون شروط، ونحن في العالم العربي مستعدون للتنازل بألم، أم أن الإسرائيلي لا يتنازل عما لا يملكه، أو ما يحتله بطريقة صريحة وواضحة».

ودعا في جلسة، تحولت لجلسة ذات أبعاد سياسية «صرفة»، إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى العمل كممهدة لحوار جدي بين الإدارات التي لا تزال بعيدة عن مفهوم الواقعية، كإدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي لا يرى دولته دولة محتله للأراضي الفلسطينية المغتصبة.

وطالب الدول العربية بالتأكيد على الثوابت في وجود رغبة بتفعيل أي حوار مع الآخر، أيا كان نوع ذاك الحوار، لكنه عاد وشدد على مسألة «التكيف مع المتغيرات»، وقال: «علينا أن نكون مواكبين للتغيير والتحديث، من دون المساس أو القرب من الثوابت».

واحتدم الجدل حول ماهية دخول الشرق لعالم الغرب، أو العالم الآخر، وهو ما قاد إلى تأكيد الدكتور هاشم صالح، أحد المتحدثين في جلسة الحوار، إلى القول بأن «البوذية من المبادئ الطيبة، لاحتوائها على قيم رائعة».

وقال صالح: «الغرب هو الذي أتى للشرق، فقسم من الغرب كان له وجود في العالم العربي بطريقة أو بأخرى، وهذا يعطي دلالة مؤكدة على دخول الغرب للعالم الشرقي».

وهنا انقاد رئيس الجلسة للتصحيح للدكتور صالح، وعارضه فيما يتعلق بدخول الغرب للعالم الشرقي، وقال: «المسيحية لم تدخل أوروبا إلا في القرن الثالث الميلادي، أما اليهودية فلم تدخل إلى بعد دخول الإسلام، الغرب هم الذين أتوا إلى الشرق ودخلوا بلاد المشرق العربي، واليونانيون استولوا على بلاد الشام، وكذلك الرومان»، هو ما اعتبره رئيس الجلسة، الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري، مخالفا لرؤية دخول العالم الغربي للشرقي.

وخالف الدكتور أبو يعقوب المرزوقي رؤية أن ليبيا دولة قوية، كما جاء على لسان مشارك ليبي في جلسة الحوار، وهو ما قاد المرزوقي إلى القول: «ربما تكون ليبيا دولة قوية، ولكن بعيدا عن الجهاد البدائي، فالقوة مفهوم عام، خذوا ما شئتم، ولكن دعونا نعيش»، في إشارة منه إلى دعوة الرئيس الليبي الأخيرة، التي أعلن خلالها الجهاد ضد سويسرا، بحجة منعها تفشي أحد الشعائر الدينية البحتة على أراضيها.