اتفاقية شراكة بين «السياحة والآثار» و«الثقافة والإعلام» لدعم برامج «مؤتمر التراث العمراني»

الأمير سلطان بن سلمان: التحديات الكبيرة في هذا العصر لا بد لها من إعلام واع وقوي لمواجهتها

TT

وقّع الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والدكتور عبد العزيز خوجه، وزير الثقافة والإعلام أمس (الاثنين)، اتفاقية شراكة لدعم برامج المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية، الذي سيعقد في الرياض، برعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، خلال الفترة من 23 - 28 مايو (أيار) 2010.

وقد أعرب الأمير سلطان بن سلمان عن أن «هذا المؤتمر سيكون حدثا بارزا، يشهد إقامة الكثير من الفعاليات والأنشطة المهمة والمتميزة، التي تشارك فيها جهات حكومية عدة، وسيكون للإعلام دور رئيسي في إبراز هذا المؤتمر واستثماره في التأكيد على مكانة التراث العمراني، والتعريف بجهود الدولة في العناية بالتراث العمراني الوطني، والعمل على تأهيله ودمجه في عملية التنمية»، مشيرا إلى أن «ما سيشهده المؤتمر من أنشطة وفعاليات في المناطق سواء الفعاليات التراثية أو فعاليات (يوم التراث)، الذي سيقام في المدارس والجامعات أو غيرها، تتطلب تغطية إعلامية واسعة ومهنية وجهدا كبيرا من الزملاء في وزارة الإعلام، نثمنه ونقدره كثيرا».

وأشاد بالنقلات الكبيرة التي يشهدها الإعلام السعودي، وما قام به د. خوجه من جهود لتطويره، وقال: «أقدر مجهود الدكتور عبد العزيز خوجه، وزير الإعلام، على النقلات النوعية الكبيرة التي يشهدها الإعلام السعودي، بتوجيهات سديدة من سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين. وهذه النقلات الكبيرة تسعدنا جميعا كمواطنين، وتسعدني أنا كابن في هذه الوزارة عندما تم تعييني فيها بعد تخرجي مباشرة، فشهادتي تجاه الوزارة قد تكون مجروحة».

وأشار إلى أن «التحديات الكبيرة في هذا العصر لا بد لها من إعلام واع وقوي لمواجهتها. ولذا، فإننا نقدر المسؤوليات الكبيرة التي تضطلع بها الوزارة في هذا المجال»، مشيرا إلى أن «الاتفاقية التي تم توقيعها تلحق اتفاقيات أخرى في مجال التعاون الإعلامي والثقافي مع الوزارة، وهي أيضا لتعزيز العمل في تنظيم (المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية)، الذي سيعقد في الرياض، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله». مبينا أن «وزارة الإعلام شريك أساسي بالنسبة إلى الهيئة، وبخاصة في هذا المؤتمر، لأن القصد هو تسليط الضوء والتركيز على التراث العمراني الوطني، وإحداث نقلة ذهنية كبيرة جدا في فهم المواطن لتراث بلده والعناية به وأنه ملك له، فهو الأولى بالعناية به وحمايته، ولا يمكن أن تستمر العناية بالتراث العمراني الوطني ملقاة على عاتق الدولة فقط، فلذلك نحن نشهد نقلات اقتصادية في مواقع التراث العمراني، ونريد أن نشترك مع المواطنين فيها».

بعد ذلك، تجول الأمير سلطان بن سلمان والوفد المرافق له مع الدكتور عبد العزيز خوجه في مبنى الوزارة، حيث اطلع على استوديوهات القنوات السعودية، واستمع إلى شرح مفصل حول التطوير والنقلات الحديثة التي شهدتها القنوات السعودية في شتى المجالات، كما التقى الأمير سلطان بن سلمان مجموعة من المتدربين السعوديين في التلفزيون، وحثهم على بذل المزيد من الجهود والعطاء في سبيل تقديم خدمات تزيد من تألق القنوات السعودية.

ونصت بنود الاتفاقية بين الهيئة والوزارة على قيام الهيئة بتولي أمانة المؤتمر، وتنفيذ الحملات الإعلانية والإعلامية للمؤتمر، وتنظيم الأعمال التحضيرية كافة للمؤتمر وتنسيقها، وتنظيم حفل الافتتاح والحفل الختامي وإدارتهما، وإعداد الشعار والهوية وأعمال المطبوعات الترويجية والتوثيق، وإعداد المعرض والفعاليات المصاحبة للمؤتمر وتجهيزهما، وتوفير البيانات العلمية والمعلومات المتعلقة بالمؤتمر، وتقديم الدعم الفني للشركاء في تنفيذ مهامهم من خلال المعلومات، والصور، وتحديد أماكن إقامة الفعاليات، والتنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات شركاء تنظيم المؤتمر، وتنظيم المؤتمر وورش العمل والندوات المصاحبة وإدارتهما.

فيما نصت بنود الاتفاقية من جانب الوزارة على توليها ترتيب دعوة وسائل الإعلام المختلفة، ودعوة وسائل الإعلام الأجنبية لتغطية هذا المؤتمر وترتيب حضورها، واستضافة صحافيين من الدول الإسلامية المشاركة في المؤتمر، وإعداد برامج جولات وزيارات إعلامية في مناطق المملكة، وإسهام قنوات التلفزيون السعودي والإذاعات السعودية ووكالة الأنباء في تغطية أحداث المؤتمر، والنقل المباشر لجلسات المؤتمر وفعالياته على «القناة الثقافية»، والإسهام في دعم الكتاب المصور عن التراث العمراني في المملكة بشراء كمية لا تقل عن 1000 نسخة، يوضع عليها شعار المؤتمر، وشعار الوزارة.

يشار إلى أن هذا المؤتمر يعد من أهم المؤتمرات الدولية التي ستشهدها المملكة، وسيشمل إضافة إلى البحوث النظرية والأوراق العلمية، عددا من الفعاليات، حيث سيقام على هامشه معرض عالمي لتقنيات الترميم والإنشاء، إلى جانب تداول للخبرات بين رؤساء البلديات في الدول الإسلامية والمملكة، حول إعادة تطوير مواقع التراث العمراني، وتحويلها إلى مواقع تنمية اقتصادية، وسيكون المؤتمر مناسبة وطنية مهمة للكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية والاجتماعية، وسيتم في أيامه افتتاح عدد من مواقع التراث العمراني لزيارة المواطنين في مختلف مناطق المملكة.

يذكر أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تنظم المؤتمر بالتعاون مع وزارات الشؤون البلدية والقروية، والثقافة والإعلام، والمالية، والتربية والتعليم، وجامعة الملك سعود، و«مؤسسة التراث الخيرية»، ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في اسطنبول «آرسيكا»، التابع لـ«منظمة المؤتمر الإسلامي».