أمانة جدة تفرغ 10 ملايين متر مكعب من المياه المجمعة خلف السد الاحترازي منذ كارثة جدة

أكدت لـ«الشرق الأوسط» انخفاض منسوب «بحيرة الصرف الصحي» لـ9 أمتار

أمانة جدة تقود خطوات عملية لتجفيف بحيرة المسك نهائيا (تصوير: غازي مهدي)
TT

كشفت مصادر مطّلعة في أمانة جدة لـ«الشرق الأوسط» عن إفراغ نحو 10.560 مليون متر مكعب من المياه المجمعة خلف السد الاحترازي منذ الكارثة التي ضربت محافظة جدة قبل نحو 4 أشهر.

وأكدت ذات المصادر انخفاض مستوى المياه في البحيرة من 10.8 متر - وقت الكارثة - إلى 9 أمتار، أي بمقدار 4.5 مليون متر مكعب، ويأتي ذلك في وقت يعقد فيه المجلس البلدي بجدة اجتماعه الرابع والستين لمناقشة الأمانة في تلك الإجراءات.

وأوضح محمد التميمي مدير مشروعات شرق جدة في رد خاص لـ«الشرق الأوسط» حول الإجراءات التي تمت منذ كارثة جدة، وتصريف مياه السد الاحترازي، أنه تم تصريف عشرة ملايين وخمسمائة وستين ألف متر مكعب من المياه المجمعة خلف السد، منها 3.360 مليون متر من خلال المشروع العاجل المتمثل في خط المياه الناقل من محطة المعالجة إلى شبكة تصريف مياه الأمطار - القناة الجنوبية، و1.800 مليون متر مكعب من البحيرات التي تشكلت غرب السد الاحترازي نتيجة خروج المياه من فيض السد، عندما كان ارتفاعها أكثر من 14 مترا، والتسريبات من أسفل السد، فضلا عن الكمية التي صرفت من فتح الباب في الأيام الأولى للسيول، و5.400 مليون متر مكعب من خلال الأنبوبين اللذين رُكبا على بابَي الأمان حيث تم التفريغ منذ 36 يوميا.

وحول الوضع الراهن في بحيرة الصرف الصحي، أكد محمد التميمي مدير مشروعات شرق جدة لـ«الشرق الأوسط» أن الأمانة قامت منذ سيول الأربعاء بالكثير من الخطوات التي أدت إلى خفض مستوى المياه في البحيرة من 10.8 متر إلى 9 أمتار أي بما مقداره 4.5 مليون متر مكعب.

وأضاف التميمي أن وتيرة الانخفاض في مستوى مياه البحيرة وكذلك أعمال التجفيف ستتسارع عقب بعض الإجراءات الفنية لضخ المياه من البحيرة إلى محطة المعالجة بمعدل 45 ألف متر مكعب يوميا، بمعدل 1.350 مليون متر مكعب شهريا من بحيرة الصرف، التي تقدر كمية المياه الموجودة بها بنحو 15 مليون متر مكعب.

وأشار إلى أن محطة المعالجة أصبحت جاهزة بعد رفع كفاءتها إلى طاقة 60 ألف متر مكعب يوميا، وستشغل قريبا بطاقة تتسق مع الطلب على المياه المعالجة.

وأوضح مدير مشروعات شرق جدة أن كامل كمية المياه المعالجة التي يتم معالجتها في المحطة يتم استهلاكها في مشروعات الأمانة، ولا يتم التخلص من أي فائض منها على الإطلاق في الوادي، وأردف: «كان ارتفاع المياه في بحيرة الصرف الصحي قبل السيول الأخيرة نحو 8.3 متر، وبلغ ارتفاع المياه في يوم السيل نحو 10.6 متر، أي بزيادة 2.5 متر، وذلك الفرق في الارتفاع يعني زيادة كمية المياه في البحيرة بمقدار 6.25 مليون متر مكعب تقريبا.

وأضاف أن الأمانة وقفت صب المياه في بحيرة الصرف نهائيا بعد السيول الأخيرة، وأغلقت مصب البحيرة بالكتل الخرسانية، ووضعتها تحت المراقبة الأمنية حتى الآن، وكل تلك الإجراءات تمّت استعدادا لتجفيفها نهائيا.

وقال محمد التميمي إن الأمانة تتابع بحيرات التبخير، وتعمل على التأكد من عدم وجود تسريبات منها، ولمزيد من الإجراءات الاحترازية وزيادة السعة تم رفع وزيادة عرض الحاجز المقام بين بحيرتَي التبخير السابعة والثامنة، وزيادة عرض الحاجز بين البحيرتين الرابعة والخامسة، ورفع مستوى الحاجز للبحيرة السابعة المواجهة للسد الاحترازي لمزيد من التحوط والاطمئنان، فضلا عن إزالة الأنبوب الواقع في الحاجز الثامن إلى جهة السد الاحترازي لمنع تسرب المياه إليه.

وأشار إلى أنه «منذ سيول الأربعاء تم فتح بوابات المفيض نحو بحيرات التبخير لتقليل مستوى المياه من بحيرة الصرف الذي وصل يوم السيل إلى 10.6 متر، ويشهد هذا المنسوب انخفاضا يوميا بمعدل سنتيمتر واحد حيث وصل أخيرا إلى 9 أمتار، مما يعني انخفاض كمية المياه بنحو 4.5 مليون متر مكعب، فضلا عن عمليات امتصاص المياه التي يقوم بها نبات الحلفا الذي قامت الأمانة بزراعته في بحيرات التبخير».

وبالعودة إلى موضوع السد الاحترازي، أكد التميمي على أن المياه خلف السد تشكلت في اليوم الأول للسيول، ولم يكن أمام السد الاحترازي في اليوم السابق لها أي نقطة ماء، وبلغ امتدادها شرق السد مسافة قُدرت بنحو خمسة كيلومترات، وبلغ ارتفاع المياه في تلك البحيرة أمام السد الاحترازي 15 مترا تقريبا، في حين أن ارتفاع السد فقط 18 مترا، وقُدرت كمية المياه في تلك البحيرة بنحو 21 مليون متر مربع، أي أن السد الذي لم يكن الغرض من إنشائه حجز مياه سيول قد حجز خلفه تلك الكمية من المياه، ولو لم يكن موجودا لاندفعت تلك المياه إلى أحياء كثيرة في جدة وسببت أضرار كثيرة.

وأضاف التميمي أن كميات من مياه بحيرة السيول سالت من خلال مفيض السد الذي يعمل عند ارتفاع 14 مترا فأكثر، وتوقف خروج المياه من المفيض حينما بلغ ارتفاع المياه 14 مترا، واستمر تفريغ مياه تلك البحيرة من خلال أحد المشروعات الثلاثة العاجلة إلى قناة السيل الجنوبية وبمتوسط 30 - 35 ألف متر مكعب يوميا من تاريخ تشكل تلك البحيرة حتى هذه اللحظة.

وأضاف: «وبعد كل تلك الإجراءات السابقة بقي ارتفاع المياه عند السد الاحترازي 13 مترا، وقد بدأ منذ اليوم التالي للسيول التفكير العاجل في عمل نظام تفريغ لمياه تلك البحيرة التي تشكلت من السيول وضخها للبحر، وتضمن ذلك النظام عمل بابين أمام السد الحالي، أدخل منهما أنبوبان قطر كل منها 900 ملم يتم تفريغ مياه البحيرة من خلالهما إلى أمام السد ومنه يتم حجز تلك المياه أمام عقم ترابي أول، ومن ثم إلى عقم ترابي آخر لتنظيم تدفق المياه إلى قناة ترابية طولها أربعة كيلومترات وعرض ستة أمتار لتنتهي أمام سد السامر، حيث تم عمل ميول باتجاه محطة مضخات تضخ يوميا كامل ما يتم تفريغه من بحيرة السد الاحترازي بحيث لا تتشكل أي بحيرة أمام سد السامر».

وأردف: «ومن هناك تضخ المياه عبر أنبوبين قطر كل منهما 1000 ملم وبطول كيلومترين، ومنها إلى قناة إسمنتية بطول كيلومتر واحد لتنتهي إلى قناة مجرى السيل الشمالية التي تنتهي بدورها في البحر».

وبيّن التميمي أن عددا من مسؤولي الأمانة قاموا برفقة عدد من الخبراء الجيولوجيين من جامعة الملك عبد العزيز بجولة ميدانية في المنطقة الواقعة قبل وبعد حي السامر وعلى بعد 11 كيلومترا من السد الاحترازي حيث تم تحديد موقع السد.

وأضاف: «تم تكليف إحدى الشركات الوطنية الكبرى ذات الخبرة في مجال منظومة الضخ والسدود لإنشاء سد السامر، بارتفاع 7 أمتار وطول 160 مترا، وعرض 25 مترا، وتركيب 10 مضخات للمياه ثلاث منها احتياطية، لحجز كمية أكبر من مياه الأمطار خلفه، كما سخرت إمكانات ضخمة لإنجاز السد الاحترازي في أقصر فترة زمنية ممكنة ليتم تفريغ مياه السيول المتجمعة خلفه التي لا توجد بها ملوثات أو أي أضرار بيئية حيث إنها مياه أمطار».

وأبان التميمي أن تفريغ مياه البحيرات التي تشكلت أمام السد الاحترازي من السيول الأخيرة بدأ من خلال نظام التفريغ في الثالث من مارس (آذار) جنبا إلى جنب مع استمرار التفريغ من خلال الخط الناقل الذي ينتهي بقناة السيل الجنوبية مبتدئين بضخ مياه البحيرات التي تشكلت في الوادي غرب السد الاحترازي ومن ثم من البحيرة أمام السد مطلع الشهر الماضي.

وتقدر كمية المياه المفرغة يوميا بنحو 170 - 180 ألف متر مكعب، 140 - 150 منها من خلال نظام محطة الضخ المكونة من سبع مضخات والتي تعمل بشكل جيد على مدار الأربع والعشرين ساعة، و30 - 35 ألف متر مكعب من خلال الخط الناقل إلى قناة مجرى السيل الجنوبية، وقد انخفض مستوى المياه في البحيرة حاليا إلى 10 أمتار.

في ذات السياق أكدت الأمانة في بيان رسمي لها تنفيذها مشروعا بحي السامر3 لخفض مستوى المياه الجوفية يتضمن شبكة يبلغ طولها سبعة كيلومترات أنجز منها ما يزيد على أربعة كيلومترات ويتوقع اكتمال تنفيذها كاملة خلال شهر.

وقالت إن «هدف مشروع دراسة وتصميم خطوط لتصريف المياه السطحية بمناطق متفرقة بمحافظة جدة في منطقة السامر3 والتوفيق هو إيجاد الحلول المناسبة للتخلص من المياه السطحية المتجمعة في الشوارع وذلك باستعمال أنابيب البلاستيك المخرمة مع وضع فرشة حبيبية (بحص مقياس 4/3 بوصة) حول الأنبوب المخرم ويغلف بالقماش المسامي جيوتيكستايل لمنع دخول الأتربة ولضمان التخلص من المياه المتسربة من باطن الأرض.