عضو هيئة كبار العلماء: من يطالب بإيقاف الابتعاث أفكاره «خيالية»

على خلفية مطالب أحد رجال الدين السعوديين بإيقاف البرنامج.. ووصفه له بـ«المشروع التغريبي»

TT

تصدى عضو في هيئة كبار العلماء في السعودية، للتصريحات التي أطلقها أحد طلبة العلم عبر إحدى القنوات الفضائية (دينية التوجه)، وطالب خلالها بإيقاف برنامج الابتعاث الخارجي، بدعوى وصفه بـ«المشروع التغريبي والعلماني»، طبقا للتسجيل المرئي والصوتي الذي تحتفظ «الشرق الأوسط» بنسخة منه.

واعتبر الشيخ عبد الله بن منيع المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء، أن المطالبين بإيقاف مشروع الابتعاث الخارجي في السعودية، على اعتبار أنه «مشروع تغريبي علماني»، يسيرون وفق أفكار «خيالية».

تأتي تصريحات عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ عبد الله بن منيع في أعقاب انتقاد رجل الدين السعودي يوسف الأحمد في إحدى القنوات الفضائية، لمشروع الابتعاث.

وقال الشيخ ابن منيع في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف: «هذه أفكار خيالية مع الأسف الشديد؛ أفكار تحتاج إلى مزيد من التأمل والتفكير، وتحتاج في الوقت ذاته إلى بعد نظر».

وواجه الشيخ ابن منيع بتصريحاته تلك، بعض من يطالبون بإيقاف مشروع الابتعاث السعودي، تحت ذريعة أنه مشروع خارجي، بل وطالب البعض منهم بإيقاف المشروع بـ«القوة». وأضاف المستشار في الديوان الملكي السعودي: «نحتاج إلى تقرير مصلحة البلاد. لا نريد أن نكون عالة على الغرب، لا بد من أن نعلم أبناءنا حتى لا نكون بالفعل عالة على الغير أيا كانوا».

ويعطي الشيخ ابن منيع دلالات واضحة على ضرورة إحلال الشباب السعودي مكان الأجانب العاملين في السعودية، الذين تقدر إحصاءات رسمية أنهم تجاوزا حاجز الـ8 ملايين وافد، يعملون في مهن مختلفة.

وهنا قال ابن منيع: «لا بد من أن نعلم أبناءنا وبناتنا حتى يحلوا مكان الغرباء في بلادنا.. هؤلاء، هم عالة على البلاد، وعالة على مرافقها، وعالة على مصالحها».

ووصف الداعية السعودي يوسف الأحمد، وهو مُتبني فكرة هدم المسجد الحرام لقطع دابر شبهات موضوع الاختلاط الحاصل في المسجد الحرام، في الطواف حول بيت الله الحرام، والسعي بين الصفاء والمروة، المشروع السعودي القاضي بابتعاث الراغبين في مواصلة دراستهم في الخارج بـ«المشروع العلماني والتغريبي».

ورد الشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار في الديوان الملكي والداعية السعودي المعروف على رأي الأحمد الخاص بهدم المسجد الحرام، قائلا: «المسجد الحرام مبني منذ فترة طويلة، ولا علاقة للبناء في ساحة المطاف، والمطاف لم يزل المسلمون منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يطوفون به إلى اليوم، بالطبع يطوفون رجالا ونساء». وزاد العبيكان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف: «الرجال والنساء يرتادون الأسواق جميعا من دون إنكار، ومن هذا المنطلق، فالقول بهدم المسجد الحرام مرفوض جدا، ولا أدري ما العلاقة بين المبنى والمطاف».

وما إن هدأت عاصفة فتوى هدم المسجد الحرام بداعي الاختلاط، التي أطلقها الداعية السعودي يوسف الأحمد الأسبوع ما قبل المنصرم، إلا وفاضت منتديات الإنترنت، بمقطع صوتي للرجل ذاته، وصف فيه مشروع الابتعاث الخارجي الذي تتبناه السعودية بالمشروع الـ«علماني».

ونقلت مواقع إلكترونية مقطعا مصورا للأحمد، هاجم فيه مشروع الابتعاث الذي تتبناه السعودية، وبلغت ضمنه أعداد أبنائها المبتعثين للدراسة في الخارج، أكثر من 75 ألف مبتعث ومبتعثة.

وجاء في المقطع المصور، الذي كان الأحمد خلال تصويره، ضيفا على برنامج «زد رصيدك» الذي تبثه قناة «بداية» الفضائية: «هناك من مشاريع الليبرالية التوسع في الابتعاث، عندنا الآن 70 ألف مبتعث ومبتعثة، هذا أمر خطير، ومما يحزن، النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين)، والنبي حذر من المكث بين الكفار، فكيف نرضى لبناتنا أن يمكثن بين الكفار وبين الرجال، أو شبابنا». واستند الأحمد إلى محادثة أحد المبتعثين السعوديين في بريطانيا، الذي أكد بدوره أن زملاءه لا يؤدون صلاة الجمعة، وهذا من آثار الابتعاث الخارجي، وفقا له.

وقال الأحمد في اللقاء المصور، الذي جمعه بعدد من المشاركين في إحدى برامج القناة: «أكبر وسيلة من وسائل العلمانيين (الاختلاط) وفرضه في البلاد وإكراه الناس عليه، من خلال نوافذ قديمة مثل المستشفيات، ومن خلال وسائل حديثه مثل إدخال الاختلاط في الجامعات وفي أماكن العمل والشركات والمؤسسات، وهذا مشروع خطير يجب منعه بـ(القوة) ولا يجوز شرعا التساهل فيه».