جدة: أكثر من 150 ألف معاق بحاجة إلى مراكز للتدريب والتأهيل

من بينهم 7 آلاف فقط يستفيدون من خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور واصف كابلي رئيس مجلس إدارة مركز «أمل جدة» لتأهيل المعاقين عن وجود نحو 150 ألف معاق في مدينة جدة، من بينهم 7 آلاف فقط مستفيدون من خدمات مراكز تدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة البالغ عددها نحو 27 مركزا.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يتراوح عدد المعاقين في تلك المراكز بين 10 و20 معاقا لكل واحد منها، غير أن هذه الفئة بحاجة إلى عدد مراكز أكثر لتلبية احتياجاتها»، مطالبا الجهات المعنية بضرورة إنشاء مركز في كل مخطط بالمدينة عن طريق تخصيص أراض لها.

وأضاف: «من العيب على رجال الأعمال الاكتفاء بالمساهمة في مراكز تدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وإنما ينبغي على كل من يندرج اسمه تحت وصف (مليونير) المبادرة بإنشاء مركز كامل لخدمة هذه الفئة».

وأفاد رئيس مجلس إدارة مركز «أمل جدة» لتأهيل المعاقين بعدم وجود إحصاءات دقيقة حول أعداد المعاقين في السعودية وتصنيف إعاقاتهم بشكل دقيق، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود حالات إعاقة في المراكز تحتاج إلى مدرب مستقل لكل واحدة منها.

واستطرد قائلا: «نعم، حاليا تتم دراسة لحصر أعداد المعاقين وتصنيفهم بحسب الجنس ونوع الإعاقة في مدينة جدة، وعلى من يرغب من الجهات الحكومية والمنشآت في المشاركة بتلك الدراسة التواصل معنا».

ولكنه استدرك قائلا: «من خلال عملنا على تلك الدراسة وجدنا أن بعض الأهالي لا يرغبون في تعريف المجتمع بوجود معاق لديهم، وذلك خوفا من نظرات المجتمع إليهم»، مشددا على ضرورة تخصيص برامج إعلامية لتوعية الأفراد بكيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بهم.

وكان الأمير فهد بن مشاري قد افتتح أول من أمس مهرجان «حياتي كلها أمل» الذي يختص بعرض المنتجات الحرفية لذوي الإعاقات المؤهلين في مركز «أمل» لتأهيل المعاقين التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، وذلك في «الأندلس مول» بجدة ليستمر مدة 10 أيام متتالية.

وهنا علق لـ«الشرق الأوسط» الأمير فهد بن مشاري قائلا: «نحن بحاجة إلى مثل تلك البرامج لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع، لا سيما أنهم لا ينقصهم سوى القليل من الاهتمام والتدريب».

وأشار إلى أن أصحاب الإعاقات بحاجة لوقفة المجتمع ودعمه لهم، خاصة أن العقيدة الإسلامية واضحة في كونها تدعو لتكوين بنية واحدة متعاونة، لافتا إلى أن ذلك المهرجان سيكون بداية خير على الجميع.

من جهته، أعلن لـ«الشرق الأوسط» حسني حلواني مؤسس ومدير مركز «أمل جدة» عن توظيف نحو 70 معاقا ممن تم تأهيلهم في المركز، وذلك خلال عام ونصف العام، لافتا إلى أن هؤلاء المعاقين التحقوا بوظائف في مجالات مختلفة من بينها شركات المجوهرات والفنادق والمشاتل إلى جانب المنشآت الخاصة.

وقال خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «يهتم المركز بالإعاقة العقلية والتوحد من الدرجة البسيطة، غير أننا في طور استقبال أصحاب الدرجة الشديدة ضمن خطط المركز القادمة، إضافة إلى فتح قسم للفتيات مع بداية العام القادم»، موضحا أنه سيتم إيجاد مهن تتناسب مع ذوي الإعاقات الشديدة كونهم لا يستطيعون العمل في المنشآت. وحول كيفية تأهيل تلك الفئات، أفاد بأن من أكبر الصعوبات التي يواجهها مرضى التوحد عدم قدرتهم على التواصل والتفاعل مع الآخرين، إضافة إلى رفضهم للتغيير وحبهم للتكرار، الأمر الذي يحتم ضرورة التركيز على المهارة وتكرار عمليات التدريب مع مراعاة خصائص هذه الفئة.

ولعل أبرز ما يميز فئة ذوي الاحتياجات الخاصة المشاركين في المهرجان هو عفويتهم المطلقة في التعامل مع الآخرين، وابتسامتهم التي لم تفارقهم طيلة وجودهم في الحدث، الأمر الذي يدل على إمكانية اندماجهم بشكل صحيح في المجتمع.

أحد المعاقين الذي قضى نحو عام وثمانية أشهر في التدريب بمركز «أمل جدة»، أكد لـ«الشرق الأوسط» على أنه اكتسب خبرة على الرغم من إعاقته التي وصفها من وجهة نظره بـ«المرض النفسي». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «استطعت الحصول على وظيفة في إحدى شركات المجوهرات، إضافة إلى عملي مع وزارة الحج والعمرة لخدمة حجاج بيت الله الحرام في المواسم».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» محمود الكثيري مسؤول التسويق والعلاقات العامة في مركز «أمل جدة» أن عدد القطع التي أنتجها نحو 75 معاقا تجاوزت 300 قطعة، مبينا أن أسعار تلك القطع تبدأ من 50 ريالا، وتصل إلى 2000 ريال لمجسمات البيوت الشعبية، التي تعود أرباحها في مجملها للمعاقين أنفسهم. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يتدرب المعاقون في 23 ورشة بالمركز وذلك بمعدل أربع ساعات يوميا تتخللها فترة استراحة؛ إذ تختص الفترة الصباحية بالجانب التعليمي، بينما يتم التدريب المهني في المساء».