العرب يبحثون مستقبلهم النانوي في مؤتمر في جامعة الملك فهد

في المؤتمر العربي حول الآثار الاقتصادية والتنموية للنانو

TT

يناقش العرب مستقبلهم الاقتصادي في ظل عصر تقنية النانو، وذلك في المؤتمر العربي حول الآثار الاقتصادية والتنموية لتقنية النانو، الذي يعقد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، خلال الفترة 27 إلى 29 مارس «آذار» الحالي، وذلك بمشاركة خبراء عالميين وإقليميين.

ويأتي المؤتمر استجابة للفرص والتحديات التي يطرحها تطور تقنية النانو وتعدد تطبيقاتها أمام اقتصاديات الدول العربية، وذلك في ظل المراهنة على أنها سوف تشكل معالم عصر جديد.

ويهدف المؤتمر إلى تعزيز الوعي بأهمية القدرة على تطبيق علوم تقنيات النانو، وانعكاس ذلك على مستقبل الاقتصاد العربي، وإيجاد سياسات وبرامج فاعلة، لنقل وتوطين واستغلال هذه التقنية في المنطقة العربية كلها، وتفعيل وتطوير دور المدن والحدائق والمراكز التقنية، للعمل على تحويل المعرفة العلمية إلى منتجات وخدمات صناعية نحو تأهيل الاقتصاد العربي للاندماج في الاقتصاد العالمي، وبناء بيئة محفزة للاستثمار في مجال المعرفة بصفة عامة، وتقنيات النانو بصفة خاصة، بمشاركة القطاعين العام والخاص، وإبراز أهمية الاستثمار والشراكة في مجال تطبيقات النانو، والتوعية بأهمية البحث العلمي في تطوير الطاقات البشرية المتخصصة، وتنسيق الجهود العربية والمبادرات المتعلقة بتقنية النانو.

وقال الدكتور زين يماني، أمين المؤتمر، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، بأن المؤتمر سوف يشهد مشاركة متحدثين عالميين ومحليين، يحملون خبرات واسعة في مجال تقنية النانو، ويشرفون على مراكز بحثية في هذا المجال، إضافة إلى شركات عاملة في الاستفادة من تطبيقات النانو. وإضافة إلى مشاركة 3 مراكز بحثية سعودية في تقنية النانو، في كل من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد العزيز.

وفي رد على سؤال حول مستوى تقارب مشاريع الدول العربية في مجال النانو، وكيف يمكن صياغتها في إطار موحد في ظل التباين في الاهتمام بهذه التقنية، رد يماني بأن المؤتمر في ختامه سوف يحمل إجابة عن كل الأسئلة المتعلقة بالتعاون العربي في مجال النانو، وأن دولا عربية قد خطت خطوات جادة في سبيل تطويع هذه التقنية واستغلالها، ومن ذلك جهود الإمارات والسعودية والكويت ومصر والجزائر، وهذه الدول تملك مبادرات يمكن لها أن تضع إطارا للعمل العربي المشترك في مجال النانو.

ويأتي هذا المؤتمر في وقت يتوقع فيه أن توفر تقنية النانو 7 ملايين فرصة بحلول عام 2015، إضافة إلى حجم إنتاج يبلغ 6.2 تريليون دولار، وهو ما يطرح أمام المشاركين في المؤتمر تساؤلا حول حصتهم من هذه التركة التي ستخلفها تقنية النانو، التي تشمل تطبيقاتها مجالات الصحة والمياه والصناعة والطاقة والاتصالات والبيئة والإلكترونيات والفضاء، بعد أن ظل دورهم هامشيا في تقنيات سابقة.

ويرى القائمون على المؤتمر أنه سيمكن اللحاق بالركب العالمي من خلال جيل جديد من العلماء والباحثين في تقنية النانو، يجب أن تعمل الجامعات والمعاهد في الدول العربية على إعداده وتدريبه وتهيئته.

وتعد السعودية، التي تستضيف هذا المؤتمر، من أبرز دول المنطقة التي تبذل جهودا في الاستفادة من تقنية النانو. وقد بدأ هذا الاهتمام من قبل 6 سنوات، حيث دشن أول مركز لتقنية النانو في جامعة الملك سعود، وحاليا يوجد في المملكة 4 مراكز لتقنية النانو، في الظهران والرياض وجدة وثول في جامعة كاوست. وبلغ مجموع ما أنفق على هذه المراكز 400 مليون ريال (106.4 مليون دولار).