«الجزيرة العربية».. فيلم وثائقي يسرد التاريخ السعودي في 45 دقيقة

بلغت تكلفته 50 مليون ريال وشارك فيه 70 ممثلا

مشهد من الفيلم («الشرق الأوسط»)
TT

خمسون مليون ريال سعودي تَحمّلها عدد من الشركات والأفراد المستثمرين الرعاة، هي تكلفة فليم وثائقي ثلاثي الأبعاد لا يتجاوز 45 دقيقة يسرد تاريخ الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية تحت عنوان «الجزيرة العربية» - (Arabia 3D)، الذي استغرق مدة ستة أعوام منذ ولادة الفكرة، من بينها خمسة أعوام لتنفيذه.

الفيلم الوثائقي الذي جاء نتيجة فكرة أحد رجال الأعمال السعوديين يهدف إلى نقل الصورة الحقيقية عن السعودية للباحثين والطلبة والمشاهدين في العالم، خصوصا أن هذه الأفلام يتم عرضها في المتاحف العلمية التي تشهد زيارة مختلف الناس والباحثين والمتخصصين.

هالة الحوطي إحدى القائمين على إنتاج «الجزيرة العربية» والمساعدة التنفيذية للرئيس العام في شركة «زينل»، ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن ذلك الفيلم يحكي قصة شاب سعودي يدرس الإخراج السينمائي في جامعة أميركية، مما يجعله يقرر اكتشاف وطنه عن قرب، مؤكدة أنه حظي بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإشراف وزارة الثقافة والإعلام السعودية، إضافة إلى تسهيلات الهيئة العامة للسياحة والآثار.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يبدأ ذلك الشاب بالبحث في تاريخ الدولة السعودية، ويأخذ المشاهدين معه بطريقة ممتعة (ثلاثية الأبعاد) عبر العصور الذهبية التي مرت بها الجزيرة العربية بدءا من عصر الأنباط وما كان له من أثر بارز في انتشار التجارة في المنطقة واكتشاف اللبان العربي وتصديره إلى أوروبا، مرورا بعصر الإسلام وانتهاء بتوحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز».

وأشارت إلى أن الفيلم يعكس جوانب عدة عن السعودية من بينها الجانب الديني والتطور الثقافي والتعليمي ممثلا في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، إلى جانب الحضاري والعمراني والصناعي، موضحة أن الفيلم حرص على تصوير جميع تلك الجوانب في صورة توضح العادات والتقاليد والترابط الأسري.

وأضافت: «أشرف على مراجعة النصوص نخبة من رجال العلم والفكر والثقافة برئاسة الأمير تركي الفيصل، إضافة إلى إسناد الإنتاج لشركة (ماكغيلفري فريمن) الأميركية».

وأوضحت هالة الحوطي أن تجربة إخراج الأفلام في السعودية تعد غير معروفة كثيرا، إضافة إلى وجود صعوبة في العثور على الممثلين، الأمر الذي جعلهم يختارون كل من لديه الاستعداد للظهور.

وزادت: «يبلغ عدد الممثلين في هذا الفيلم نحو 70 ممثلا من بينهم ثلاث سيدات سعوديات ومثلهن من جنسيات أخرى، ظهرن في جزء واحد من الفيلم يتحدث عن الماضي»، راجعة سبب طغيان العنصر الرجالي على النسائي إلى عدم رغبة الكثير من النساء في الظهور والتمثيل.

وأشارت إلى أن الممثلين غالبيتهم سعوديون، إلا أنهم ليسوا معروفين، لا سيما أن الهدف الأساسي ليس في اختيار المشاهير بقدر ما يكون انتقاء الوجوه الأنسب والأكثر إتقانا للعمل، مبينة أنه «حتى المعدّون ظهروا في الفيلم».

وأضافت: «بدأ عرض الفيلم في أوائل شهر فبراير (شباط) الماضي بالولايات المتحدة الأميركية، وسيستمر إلى ما لا نهاية، خصوصا أن نوعية الأفلام الوثائقية قد تعرض لعشرين عاما في المتاحف وغيرها»، مبينة أنه سيتم عرض الفيلم في 400 صالة عرض حول العالم وذلك بإشراف شركة «زينل» لكونها الراعي الرئيسي للفيلم.

وحول وضع الفيلم في السعودية لفتت إلى أنهم بصدد جلب جهاز «بروجكتور» لعرضه بتقنية ثلاثية الأبعاد (3D)، إضافة إلى إمكانية إصداره بصيغة «DVD» وتوزيعه على السفارات السعودية في الخارج أو بيعه لمن يرغب في شرائه، ولكنها استدركت قائلة: «هذه الخطوة مبكرة جدا، ولا نريد تنفيذها إلا بعد أن يأخذ الفيلم حقه في العرض». واستطردت: «أتمنى وجود قنوات فضائية تسهم في عرض مقتطفات من الفيلم بهدف تحقيق انتشار أوسع»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن دورها الأساسي كان يختص بإجراء الاتصالات اللازمة لتحقيق متطلبات الفيلم والتنسيق، إلى جانب المشاركة في الإنتاج.