مكة المكرمة: «السياحة والآثار» تضع خطة للاهتمام بجبلي النور وثور

الأمير سلطان بن سلمان أكد أن قصور مكة الملكية ستتحول إلى متاحف ومزارات

TT

كشف الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الأمين العام لهيئة السياحة والآثار في السعودية، أن جبلي النور وثور لن يبقيا على حالهما المتردي الآن، وأن هناك خطة للاهتمام بهما، مؤكدا أن القصور الملكية السعودية التاريخية في مكة المكرمة ستُحول إلى مزارات ومتاحف.

وقال الأمير سلطان، على هامش توقيع اتفاقية جمعت الهيئة بجامعة أم القرى لمدة ثلاثة أعوام تختص بتأهيل وتطوير مسار عين زبيدة القريب من مكة المكرمة، وتأهيل وتطوير المركز الحضري بجبل النور، وتأهيل وتطوير المركز الحضري بجبل ثور، وتأهيل وتطوير بعض الآبار والأسبلة التاريخية، وتأهيل وتطوير بعض المباني ذات القيمة التاريخية، وتأهيل وتطوير المواقع التاريخية والأثرية بمحافظات ومراكز مكة المكرمة (عسفان، الجموم، الحديبية، يلملم، الزيماء، المضيق) «إن جبلي ثور والنور موقعان مدرجان ضمن الاتفاقية، وهذه مواقع مهمة حدثت بها أهم أحداث التاريخ الإسلامي، ولن تبقى بهذا الوضع الذي هي به، وسوف تكون في وضع صحيح خصوصا أنها منبع للعقيدة الصافية، ولا تترك بهذا التردي التي هي عليه الآن، وهناك لجنة تعمل على هذا الأمر بقيادة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة». وكشف الأمير سلطان أن «القصور الملكية القديمة التاريخية في مكة المكرمة سنقوم بتحويلها إلى مزارات أو متاحف».. وأضاف «سننهي ملفات تتعلق بالكثير من القضايا الخاصة بهذا الموضوع، وأيضا ننهي دراسة تكميلية لما تم من دراسات سابقة، بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز، ومع الأمانة، ومع الجهات المختلفة، وسوف نعلن قريبا الكيفية الأفضل في استخدام تاريخ وحضارة مكة المكرمة، ونريد أن تكون تلك القصور جزءا مما تقوم به الأمانة لتخطيط المظهر الحضاري في العاصمة المقدسة».

وأضاف الأمير «إننا نسعد اليوم بأننا في مكة المكرمة الغالية علينا جميعا، ونعتز بشراكتنا القوية والمهمة جدا مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، والتي بدأت منذ عدة سنوات رعاها وسقاها واعتنى بها الأمير متعب بن عبد العزيز، وزير البلدية السابق، وأكمل الإشراف عليها الأمير منصور بن متعب والأمناء في جميع مناطق المملكة، ونحن نستثمر هذه الشراكة من أجل بناء وطن، وليس لبناء شركة أو لمصالح ضيقة».

وزاد الأمير سلطان بن سلمان بالقول «أمين العاصمة المقدسة قال كلمة نعتبرها شهادة حق لم أسمعها من أحد من قبل، وهي أن الهيئة تبذل شراكات صادقة، شراكات تحت التنفيذ ومتجردة تماما من المصالح الضيقة للمؤسسات الحكومية وتعارض بعض هذه المصالح مع بعض»، مضيفا «إننا جميعا مصالحنا واحدة، وتصب في مكان واحد، تحت توجيهات مباشرة من القيادات العليا في بلادنا المباركة، وأقل واجب نقدمه لمكة المكرمة هو أن التعاون في هذا اللقاء، لإبراز الوجه الحضاري والتاريخي والعمراني والأثري لهذا الموقع المبارك وما مر عليه من أحداث عظيمة، ونحن نعيش الآن في ظل أحداث شكلت تاريخ الإنسانية، وتاريخ هذا الوطن».

وأضاف في حديثه للصحافيين «حق علينا أن نبدأ بمكة المكرمة أولا، وأن نحافظ على آثارها، وأن ننظمها، ونهيئها للمواطنين وللزوار القادمين إلى هذه البلاد المباركة، وأن يطلعوا على هذا التاريخ الإسلامي العظيم، وعلى هذه المواقع الأثرية التي هي جزء لا يتجزأ من تاريخ الحضارة الإسلامية، فالتاريخ الإسلامي لم يحدث على جزر بعيدة، وإنما حدث ها هنا على هذه الأرض المقدسة، وليس هنالك حرج في أن نجهز هذه الآثار، ونرمم المواقع التراثية، ونرى أن هذه الاتفاقية تتعلق بهذه المجالات، في كل أطيافها، وليس هنالك شيء خفي يجرح العقيدة لا قدر الله، فكلنا رجال عقيدة ورجال دين، ونحن نعيش في بلد مكون أساسا من العقيدة الصافية، في علم كتبت عليه كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ونحن عليه بإذن الله مؤتمنين، مع علمائنا الأفاضل وسماحة المفتي والجهات التي تحقق المصلحة، ويهمنا أن نتحرك الآن، ونسابق الزمن، ونستدرك ما حدث للكثير من المواقع التاريخية، والأثرية والتراثية، من تدمير أو عبث، وهذا ما سيحدث الآن لإعادة هيكلتها وترميمها، وليس هذا التوجه فقط من منطلق الاتفاقية التي أبرزت، بل انطلاقا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وبناء على ما رفعته الهيئة، حيث أصدرت أمرا ملكيا ساميا قبل عامين يحسم الجدل فيما يتعلق بالحفاظ على التاريخ الإسلامي، في جميع أبعاده وتكويناته، ويكلف الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمانة والجهات الأخرى، وهو ما عملنا على إنجازه، وبالفعل تم رفعه قبل نحو شهر، بإجراء مسح كامل للمواقع الأثرية والتاريخية لمكة المكرمة، والمدينة المنورة، ونحن الآن نعيش في عصر مزدهر، واستكمالا للتطور الذي تعيشه البلاد، تحديدا منذ العصور المضيئة من فجر الإسلام، وتحت مظلة هذه الدولة التي من صلب أولوياتها خدمة الحرمين وبلاد الحرمين الشريفين، وبالتالي فنحن نعيش مرحلة استثنائية في ظل حكومتنا الرشيدة، التي تهتم بالثقافة، والتراث».

وزاد بالقول «رأينا المقام الكريم الذي أعلن جائزة دولية للتراث والثقافة، ورأينا فعاليات مهرجان الجنادرية الفعالية الأم من ضمن مهرجانات المملكة، وانطلقنا في جهودنا الثقافية طيلة 25 عاما هي عمر الجنادرية نحو الآفاق الأرحب، ورأينا تجاوب ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز السريع وفي أقل من 48 ساعة فقط، بتكليف نقل ملكية القصور الملكية وخصوصا في حي المعايدة وتحديدا قصر السقاف إلى الهيئة بعدما رأينا ما حل به من دمار والانهيارات، فنحن الآن نسابق الزمن لاستدراك جميع أطراف المملكة، وسنؤمن إن شاء الله بالموارد المالية، ولدينا ولله الحمد خبرات من المواطنين، وخبراء من جميع أنحاء العالم، ولدينا تحديات كبيرة جدا خصوصا أن المملكة مترامية الأطراف، وهناك آلاف المواقع الأثرية التي تم استكشافها، وتريد الحماية، وعشرات الآلاف من المواقع التي نعلم أنها موجودة، من التسلسل الانسياقي التاريخي، ونريد أن نستكشفها ونستفيد من مميزاتها لصالح الوطن، وهناك الكثير من التحديات في مواقع التراث العمراني والآثار التي سرقت أو انتقلت، نحن نعمل في كل تلك المسارات وبتزامن، ولذلك اتفاقية اليوم هي اتفاقية رائدة، لأنها في مكة المكرمة، ومع مؤسسة رائدة وهي أمانة العاصمة المقدسة، ونحن نعمل بتزامن وبشراكة ستكون بإذن الله شراكة منتجة وبشكل كبير».

وأبان أمين عام هيئة السياحة والآثار «نظرنا اليوم فيما اتجهت إليه شركة (البلد الأمين) في تأسيس شركة للسياحة والتطوير التراثي، ونحن نشد على أيديهم، ونتعاون بإذن الله، وهيئة السياحة والآثار يجب أن نعتبرها فرعا من فروع الأمانة، فالهيئة لا تنظر لمصالح ضيقة، فنحن لم نقل ذلك فقط بالحديث، فقبل نحو عشرة أعوام أقر مجلس الهيئة أن أساس مبدأ الشراكة مع الجهات الحكومية تحقيق الإنجازات للوطن والمواطن، وأسسنا على ذلك من خلال عملنا الذي جندناه بالكامل إلى المصلحة العامة».

وقال الأمير سلطان «عينت نفسي مستشارا للأمانة من دون راتب في قضية تطوير مكة المكرمة ومساراتها الثقافية ومشاريعها، لأن أكبر جزاء هو خدمة هذا البلد المقدس والمبارك، وسوف أطلع على المشاريع وأدقق فيها، بكل دقة، وسوف أتحين الفرصة للقدوم إلى مكة المكرمة لأنه شرف لي أولا وأخيرا».