شركات طيران: حماية البيئة بتطبيق نموذج «الرحلات الخضراء»

الخطوط السعودية: إجراءات صارمةيتقيد بها مشغلو الرحلات

TT

دخلت مبادرة «الرحلات الخضراء» حيّز التنفيذ باعتمادها من قِبل عدد من شركات الطيران العالمية في بادرة للحفاظ على البيئة بالحد من انبعاثات الكربون خلال الرحلات الجوية، باعتماد برامج تساعد على خفض استهلاك الوقود الحيوي للطائرة، والتحكم في الظروف الجوية، لضمان عدم تأثر كمية الوقود التي يتم حرقها.

ويأتي ذلك في وقت اتخذت فيه مختلف شركات الطيران المحلية والعالمية إجراءات للحد من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في أجواء الاتحاد الأوروبي، حيث سجلت شركات طيران تخفيضا في استهلاك الوقود، محققة وافرا ماليا إضافة إلى محافظتها على البيئة.

وفي هذا السياق، أنجزت شركة الخطوط الجوية السنغافورية رحلة جوية بما يسمى بـ«الرحلة الخضراء»، حيث تمكنت من توفير أكثر من 10 أطنان من الوقود، وتخفيض انبعاثات الكربون بأكثر من 33 طنا، خلال رحلتها من مدينة لوس أنجليس إلى سنغافورة عن طريق طوكيو.

ولإنجاز هذه الرحلة، قامت الشركة السنغافورية بمجموعة شاملة من التدابير، منها خضوع الطائرة لبرنامج خاص قبل الرحلة، لغسل المحركات الأربعة، عبر استخدام المياه المعاد تدويرها لرفع مستوى الكفاءة في استخدام الوقود، كما تم صقل هيكل الطائرة للحد من سحب الوقود.

وفي ذات السياق، اتخذت الخطوط الجوية البريطانية خطوات كبيرة نحو استخدام الوقود الحيوي في طائراتها، من خلال البدء بالتجارب العملية على مختلف أنواع الوقود الحيوي، ولكن من السابق لأوانه تحديد تاريخ بدء استخدام هذا الوقود، غير أن الشركة تعمل على استخدام هذه الأنواع من الوقود على الصعيد التجاري في أقرب وقت ممكن.

وخططت الشركة البريطانية لإجراء تجارب واسعة النطاق على الوقود الحيوي، إلا أن عدم توافر كميات كافية من الوقود الجديد حال دون ذلك، وستقوم الخطوط البريطانية بشراء ما يصل إلى 240 طنا من أربعة أنواع من الوقود الحيوي لاستخدامها في أبحاثها.

وفي هذا الصدد قال باولو دي رنزيس المدير التجاري للخطوط الجوية البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط: «على الرغم من أن الطيران التجاري يسهم بنسبة 2 في المائة فقط من إجمالي انبعاثات الكربون حول العالم، فقد تصدرت الخطوط الجوية البريطانية الجهود الرامية إلى مشاركة قطاع الطيران في الاتفاقية الجديدة حول المناخ التي ستحل محل بروتوكول كيوتو، عندما ينتهي العمل به في عام 2012».

وأضاف دي رنزيس في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أن «الخطوط الجوية البريطانية ستقوم بتأسيس أول محطة لوقود الطائرات المستدام في أوروبا، وتخطط أيضا لاستخدام وقود منخفض الكربون لتشغيل جزء من أسطولها اعتبارا من عام 2014».

وأوضح دي رنزيس أن تصنيع الوقود الجديد من النفايات الحيوية سيتم ضمن منشآت متطورة وحديثة، بحيث يمكن تحويل مجموعة متنوعة من مواد النفايات من مدافن القمامة إلى وقود للطيران، ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية لهذه المحطة 16 مليون غالون من وقود الطائرات الأخضر، من خلال تحويل 500 ألف طن من النفايات سنويا، وبذلك سيتم تقليص حجم انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 95 في المائة مقارنة مع الوقود الأحفوري.